نيفين الهوني
تفاصيل الصباحات الخريفية. (1)
عند الصباح حين تغازل عيني برسائل من صبابة الشوق المعتق بين شفتيك سنينا ثق بأن حروفك تذوب في أوردتي فتسري دفئا يتغلغل في مسام روحي.. ويزيل تلال الغربة المتراكمة هموما منذ عقد حول خاصرة العمر
. (2) ويقبل ثغري كل صباح طيفك.. فأخشى أن أفتح عيني.. وأظل أحاول هدهدة أهدابي التي تظللك طوال الليل برفق حتى تستيقظ قبلي ونلتقي صبحا.. في قبلة طويلة مقدارها ساعات من غياب مؤلم.. أحبك يا أنت وأنت كل التفاصيل اللذيذة في صباحاتي الخريفية.. وكل اللحظات المبهجة الربيعية وكل فرحي الطفولي الذي أعدته أنت إليا.. وأنت قوتي وسندي وظهري الذي كسرته السنوات العجاف عدة مرات فإذ به قد عاد سليما معافى الآن.. أحبك يا أنت وأنت الوطن الذي يحتويني كل صباح عبر منثور الكلام ومنظومه أيضا.. أحبك يا أنت وأنت نقطة ضعفي وسري.. ودفق قلبي الدائم وحضني الدافئ وحلمي البعيد وكل الأماني التي لن تتحقق.. أحبك أنت
(3) لماذا حين يأتي الصباح حاملا بين كفيه بوحا مترعا بالأمل تخبرني تلك الأمارة بالحب حينا وبالحزن أحايين بأننا حين يأتينا الحب فجأة .. في المدن المجاورة.. أو في طريقنا للتلاقي.. من خلال الهاتف النقال أو عبر أسطر المسجات.. وفي غرف النوم وفوق جمر الوسائد المشتاقة أو بارد الأدثرة الوحيدة حين يأتينا الحب فجأة نموت خجلاً ونحيا هزيمة
.. (4) وعند كل صباح أخبرك: أنه بين ضفتي حروف تمخر عباب الدافق في أوردتنا.. وطن آخر يجمعنا معا فلا تغب عن مراسي الأبجدية حيث مرفأ يجدد عهد بوحك كل لحظة إن لم يكن كل خفقة
(5) بين ضفتي الحروف وطن آخر يجمعنا معا لا تغب عن مراسي الأبجدية حيث مرفأ ينتظر سفن حضورك كل لحظة إن لم يكن كل خفقة.