أمل بنود
الطقس اليوم معتدل
حتى أنني اطفأت المكيف الهوائي
وفي هذا الوقت من العام
تصبح روائح الأعشاب الخضراء نفاذة
وكأنها تغمز للحطب ولإبريق الشاي بشبق
إلا أن المقاهي قد خلت من عيونك الزيتية
وفنجان “طه بوبيضة” بارد على طرف الطاولة
حدثنا يا مصطفى عن أحلامنا المبعثرة على طول الساحل
وعن بحر صار مقبرة!
وعن لون الطين الذي اصطبغ على الوجوه
والوسائد الخالية وكراريس الطفولة
حدثنا عن طعم الماء
وصوت الماء وجوع الماء الذي لا نعرفه!
وعن مدينة تحولت إلى حورية !
كم أصبح البحر غنيا بك :
لغة وقصائد وعيون خضراء وضمير أبيض
لم أعرف في حياتي رجلا حمل مدينة في صدره دونما تعب إلا مصطفى!
لقد رأيت شوارعها المزدحمة بشخوصها وشقاءها وألحانها الشعبية ومصابيحها وعرباتها وأسواقها وموانيها ومواشيها فيه.
نوافذ مضيئة وأخرى مظلمة؛ مغلقة ومفتوحة وصدى قهقهات؛ آنات؛ أصوات بعيدة متداخلة باللهجة الدرناوية تأتي من صدر مصطفى!
درنة تشعر باليُتم تشعر بالعراء من دونك
كيف انهار وجعنا من أعلى الوادي ولم تخبرنا يا نبي الوجع والقلق والرجاء!