- البانوسى بن عثمان
من المفردات التى جاءت وتسربت . الى قاموس الانتفاضة الليبية مع بداية 2011 م . مفردة التقاسم . التى اجترحها مؤتمر الصخيرات في مخرجاته وعرّابه . بعدما افتك منظمو هذا المؤتمر , الشأن الليبيى من بين ايادى مجلس النواب المنتخب 2015 م . وذهبوا به الى تلك المدينة المغاربية . التى اقترن اسمها عند الليبيين . بمحاولة الجنرال المذبوح الاطاحة بالملك . فتمكن الحسن الثانى . من احتواء المحاولة واجهاضها . ففى ذلك الوقت من الزمان . وفى تلك اللحظة . كانت (ليبيا النظام) مُتخنّدق مع المذبوح في محاولته الفاشلة .
فقد جاء – في تقديرى – مُسمى المؤتمر (بالصخيرات) مُحملا بالكثير من الظلال والمعاني والتلميحات . التى نبشها المُسمى . واستدعاها من الماضى القريب الى حاضر 2011م . وكانه يحاول تذكير الحضور وعرّابه . المتواجد في الصخيرات قبل انعقاده . بانهم ليس غير الوجه الاخر (لليبيا النظام) . في توجّهه وان اختلفت الالوان والشعارات . في محاولة واجتهاد ممن على الجغرافية التى تضم الصخيرات . ليقول من خلال هذا المُسمى لجموع الليبيين ومحيطهم الاقليمى :- بانه لا علاقة له . بالذى سيأتي به المؤتمر من مخرجات . وما يسعى اليه من اهداف ومرامي . وهو بعيد عنه . كبُعده عن صخيرات المذبوح . ومن وقف وساند صفّه .
كنت احاول ان اصل بالقول . من خلال هذا التقديم . بان مفردة التقاسم هذه . كانت حاضرة وبقوة وعلى نحو فج . خلال العقود الاربعة المنصرمة . فقد كانت حكر وفقط . على فيئة ضيقة من جموع الليبيين . بل وكانت هذه المفردة . احد المحرضات لهم على الانتفاض مع بداية 2011 م . على ذاك الماضى البغيض .
فجاءت الصخيرات في مخرجاتها رئاسى . اعلاء . نواب . وعرّابها . بعدما افتكت الشأن الليبيى من بين اياديهم . لتحاول اعادة تدوير وانتاج وبعث مفردة التقاسم من جديد . في صيغة جديدة . في ثوب جديد ووجه جديد . ولكن كل هذا . كان يطال الشكل . ولا يقترب من المحتوى والمضمون . فقد ذهبت مخرجات الصخيرات وعرابها . بمفردة التقاسم بعيدا عن مصلحة كل الليبيين . عندما انساقت نحو الارتكاز . في تعاطي هذه المفردة وتفاعلها مع شأن الليبيين . على التوجه المعنوى لهم . فكرى . ثقافي . سياسي . قبليي . الخ . وهذا المعنوى . لا يتقاسمه جميع الليبيين الا فى تنوّعه وتعدّده .
كنت احاول ان اقول . بان لو تمكن الليبيون من الذهاب . نحو ما يجمعهم كليبيين . واعتمدوه كقاعدة ومنطلق . في توجههم نحو مرامي واهداف ما انتفضوا من اجّله . لكان لمفردة التقاسم هذه . معنى وبُعد جديد . سينعكس عليهم ايجابا . في شكله ومضمونه . في التأسيس لوطن لكل مواطنيه . في ليبيا لكل الليبيين .
فما يجمع الليبيون كليبيين الوعاء الجغرافى الذى يضمهم . والذى يحق لهم فيه ما لا يحق لغيرهم . وجغرافيتهم هذه . تنهض على مفردات محلية ثلاث . واعتمادها كقاعدة . لتفاعل وتفعيل مفردة التقاسم مع الشان الليبيى . ستكون مخرجاتها – في تقديرى- اقرب الى صالح كل الليبيين . من التوجه الموازي لمفردة التقاسم . كما جاءت على يد الصخيرات وعرّابها .
فمثلا . التقاسم العادل للثروة . عبر تنكب الجغرافية المحلية واعتمادها وفقط . كوعاء وفضاء لكل الليبيين . حينها يكون الواجب والتوجه . نحو التخطيط والعمل على اعداد , هذا الوعاء الجغرافى . ليكون فضاء مناسب . لممارسة حياة تتوافق مع ادمية الانسان وتكّريمه . حيت يستطيع الكل وبها . ومن على اى بقعة فوق هذا الوعاء الجغرافى . الحصول على ذات الامتياز جوّدة وفعالية . من خلال ما تُوفّره هذه الصيغة . من تقاسم عادل للثروة . فى هيئة بنى تحّتية . تطال كل مناشط الحياة بالبلاد . خدميّة كانت ام انمائية . لتكون الحياة بها ومن خلالها . اكثر يُسر وسلاسة . اثناء التفاعل معها فى وجهها المتعددة . في داخل هذا الوعى الجغرافى الليبيى . الذى يحتوى الجميع بجميع تنوعهم وتعددهم .
وباختصار القول . ان الوعاء الجغرافى كفضاء يضم كل الليبيين . هو القاعدة الاقرب . لكل توزيع عادل لصالح الليبيين . ضف الى ذلك . ففى هذا التوجّه ايضا . اقحام للجغرافية لتكون حاضرة في اليومي الحياتي لكل ليبيى . اثناء تعاطيه مع شأنه الخاص والعام . وفى ذلك كله . خطوة في اتجاه ربط الليبيى بجغرافيته . وهى خطوة اساسية وتأسيسة ايضا . في اتجاه صياغة وبعث وطن ومواطن ومواطنة .