من ألسنة المجتمع إلى أيادي الغدر… قصص مروعة لضحايا الظلم

من ألسنة المجتمع إلى أيادي الغدر… قصص مروعة لضحايا الظلم

تقرير : بية أخويطر

قصص نساء قُتِلن بلا رحمة

في عالم يفتقر إلى الرحمة، تُروى حكايات مؤلمة نساء  دفعتهن الظروف إلى مواجهة أقسى أنواع الظلم، ولا شيء أقصى من الموت الغدر على يد اقرب الناس لك وهذا القريب قد يكون شقيقك أو ذكر من العائلة نصب نفسه وصي عليك وعلى سمعة العائلة المزعومة في مجتمعات ترى في المرأة عورة يجب أن تستر وتوارى ، مجتمعات ترى معظم الجرائم وكل شرور العالم في ابتسامة برئية رسمت فوق شفتي طفلة ، تحقيقنا هذا به كم كبير من الوجع والالم والخروج عن مالوف الكثيرين الذين لا تروق لهم مجرد فكرة طرحه في ملفنا المسمى ” المسكوت عنه ” قصصنا معظم الابطال فيها تم وادهن لاسباب غير مقنعة بل ومرفوضة والانكى أن هناك شركاء لازالوا طلقاء يتمتعون بكامل حريتهم وبحياة قد تكون سعيدة إلى حين اللقاء برب العالمين العدل القهار

تقول زهرة وهو أسم مستعار لسيدة تقطن في أحدى القرى القريبة من مدينة سبها كان يوم مشؤوم ذاك اليوم الذي قتلت فيه جارتي الطفلة الوحيدة لعائلة تتكون من عدد كبير من الشباب بهم السوي وبهم المنحرف حتما ، أقول طفلة لانها حين قتلت كانت طالبة في الشهادة الاعدادية وكنت شاهدة أنها تقول على خدمة اخوتها وامها وابيها رغم كبر العائلة وصغر وضائلة بصمت رهيب تناقل الجيران خبر ان أحد اخوتها خنقها بحبل الغسيل اثناء قيامها بنشر الملابس عليه فارداها قتيلة ، تصمت زهرة لتكمل والدموع تملاء عينيها استغربت كيف تمكن من قتل شقيقته الطفلة بدم بارد ، هكذا بلا ذنب سوى شكوكه وما صوره له خياله المريض وافكارها السوداء ، والحقيقة أن ما صدمني هو صمت الاب والام حتى انهم لم يقيموا لها عزاء طبعا لان هذا الشقيق لفق تمة شرف لهذه الطفلة وهي الشماعة التي يستخدمها جميع الرجال في مجتمعنا والتي يباركها المجتمع الذكوري طبعا ، سنوات مرت حتى قادت الصدفة المحضة القاتل لايدي العدالة ليتعرف على جرائم عدة من بينها قتل شقيقته الطفلة كانت عدالة السماء اقرب من قلب الام والاب.

كانت أختي طفلة لا تدرك من تفاصيل الحياة شيء حتى وقعت في براثن الذئاب البشرية الذين لم يحرم احد منهم طفولتها الفضة ولا براءتها وجدت نفسها طفلة تحمل طفل بطريقة غير شرعية

تصمت فاطمة قليلا ثم تسرح في المدى المترامي أمامها لتعاودنا والدموع تملاء عينيها

مر عامان على الحادثة حتى جاء لأختي من يتزوجها ويستر عليها كما يقولون لكن المجتمع الذكوري الذي دافع عن المجرم بحجة ان الرجل لا يعيبه شيء لم يترك اختي بحالها بل لم يتركنا لسبيلنا ظل يلاحق أختي بالأقاويل والطعن لم يقدر انها كانت طفلة قاصر

حتى طلقها زوجها وعادت لجحيم اخوتي الذين قتلوها ولفقوا مسرحية اصابتها لنفسها بالخطأ وبطبيعة الحال كافة الأجهزة الطبية والشرطية كانت جاهزة لمساندة القتلى بحجة غسل العار وكان العار يختصر على المرأة فقط بحجة ان الرجل لا يعيبه شيء

في حادثة مروعة، قُتلت الطالبة “س. ش”، التي كانت تستعد لدخول امتحاناتها النهائية، بدم بارد على يد أحد إخوتها في إحدى مدن الجنوب ، كانت الضحية تعيش في كنف عائلتها، وتربطها علاقة وثيقة بشقيقها، ولكن تلك العلاقة تحولت إلى مأساة بعد مكالمة هاتفية اعتبرتها أسرتها من أكبر الكبائر.

تروي صديقتها تفاصيل الحادثة، مشيرةً إلى أنه لم يتم عرضها على أي طبيب شرعي في ذلك الوقت بسبب الفوضى السائدة في البلاد ، رغم أن الجيران شهدوا صرخاتها وهي تستنجد طلبًا للنجاة، إلا أنه تم تدوين الحادثة على أنها إصابة عرضية بطلق ناري ، والمجرم حر طليق بل كان يستقبل العزاء

وفي جريمه مشابهة ، قُتلت فاطمة على يد أحد إخوتها بسبب مكالمة هاتفية كانت فاطمة تتحدت مع صديقها ، ولم تكن تعلم أنها أجلها سيكون بعد انتهاء المكالمة ، انفجر غضب أخيها وطعنها عدة طعنات أدت إلى وفاتها ،

بعد الجريمة، حاول الأخ إخفاء فعلته، بينما كانت والدته في حالة صدمة ، لم يتم إبلاغ الجهات المسؤولة ، بل تم تشجيع الأخ على الفرار لتفادي الاعتقال.

نشرت مديرية أمن طرابلس تفاصيل مروعة حول اعترافات زوج قام بقتل زوجته إثر مشادات كلامية بسيطة. حيث اعترف المتهم بأنه استدرج زوجته بحجة زيارة منزلهما الذي لا يزال قيد الإنشاء. في لحظة غدر، قام بخنقها، ثم لجأ إلى خطة شيطانية لتغطية جريمته.

بعد قتلها، ربط المتهم أوشحة الضحية حول عنقها وشنقها، محاولًا إيهام الناس بأنها أقدمت على الانتحار. لكن هذه الحيلة لم تنجح، إذ وقعت الجريمة تحت أنظار العدالة، لتكون هذه الحادثة واحدة من العديد من قصص العنف الأسري التي تعكس ظواهر مؤلمة تعيشها النساء .

وبمدينة مرزق، قُتلت الفتاة “ع. ش.” على يد أحد إخوتها، بعد أن تم تشخيص حالتها الطبية بشكل خاطئ. حيث شعرت الضحية بألم حاد في معدتها، مما دفعها إلى زيارة الطبيب ، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، اعتقدت الطبيبة أنها حامل.

وبعد مقتلها، أظهرت التحقيقات أنها كانت تعاني من كتلة سرطانية في الرحم.

وفي جريمة تعكس أبشع صور العنف الأسري، فقدت مدينة سرت في أواخر عام 2024 فتاة ليبية كانت تتوق لحلم الزفاف، لكن أحلامها تحولت إلى كابوس قبل أسبوعين فقط من موعد زفافها، أقدمت يد أخيها المتعاطي على إنهاء حياتها بوحشية، طاعناً إياها بعدة طعنات، دون ذنب أو سبب.

الرأي القانوني

يقول المستشار القانوني عقيلة محجوب: “لقد عملت التشريعات الليبية على موضوع العنف بصفة عامة، وقد خصت المرأة بصفة خاصة بعديد من التشريعات التي تجرم جميع أشكال العنف، بدءًا من الضرب وانتهاءً بالقتل“.

يؤكد المحجوب إلى أن إحدى المشكلات الرئيسية تكمن في عدم الإبلاغ عن حالات العنف، حيث يعتبر عدم الإبلاغ جريمة في حد ذاته. “إذا شهد جارٌ تعنيف زوجة جاره، فإنه ملزم قانونياً بالتبليغ، وفي حال تسببت تلك الأفعال في إصابتها أو وفاتها، يتحمل الجاني تبعات أفعاله“.

ويشير محجوب إلى أن العقوبات في القانون الليبي صارمة، حيث يواجه مرتكب جريمة القتل عقوبة الإعدام، خاصة إذا كان القاتل من أفراد الأسرة. كما أن الضرب الذي يؤدي إلى الموت يعاقب عليه بالسجن المؤبد.

وفي ختام حديثه، يؤكد على أهمية التوعية القانونية للمجتمع، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات إيجابية، حيث بدأت النساء في تقديم شكاوى ضد تعنيفهن. ويعتبر ذلك خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق المرأة في المجتمع الليبي، ويدعو إلى تكثيف الجهود لدعم هذه التوجهات لتحقيق العدالة والحد من العنف الأسري.

دعت الإعلامية والناشطة الحقوقية إلى تفعيل القوانين القائمة واستحداث تشريعات جديدة تهدف إلى حماية النساء من بطش المجتمع الذكوري. وأشارت إلى أن هناك العديد من الجرائم التي ترتكب بحق النساء، بما في ذلك عمليات القتل الظالم، والتحرش الجنسي واللفظي، والاغتصاب، والعنف الأسري.

وأضافت أن بعض النساء حُرمن من الميراث، ومُنعن من حضانة أطفالهن، في حين تعرضت فتيات للخروج من المدرسة، وتزايدت حالات زواج القاصرات. كما أكدت على وجود ظاهرة اغتصاب الأزواج لزوجاتهم، وهي جرائم تثير الاستنكار وتستدعي تدخلًا عاجلًا من قبل الجهات المعنية.

وشددت على أهمية وضع حد لهذه الانتهاكات من خلال تشريعات قوية وفعالة، تضمن حقوق النساء وتحميهن من مختلف أشكال العنف والتمييز.

الأمر ليس محصورًا في المجتمع الليبي فقط، فهناك قصص يدمى لها القلب في المجتمعات الأخرى . واحدة من هذه القصص هي مأساة الفتاة الإيرانية ثريا منوتشهري، التي قُتلت بالرجم في عام 1986 بعد أن اتهمها زوجها بالخيانة الزوجية. ، يتضح فيما بعد أن الزوج كان يسعى للزواج من فتاة أخرى، وعندما لم توافق ثريا على ذلك، قرر اتهامها بالخيانة واستغلال الزخم الديني في المجتمع. وبذلك، تم تطبيق حد الرجم على الفتاة الطاهرة ثريا، التي لم ترتكب أي ذنب.

بعد أكثر من عشر سنوات من هذه المأساة، كتب الكاتب الفرنسي الإيراني فريدون صاحب جم قصة ثريا في كتابه “رجم ثريا”، وتحول الكتاب فيما بعد إلى فيلم يُعتبر من أقسى الأفلام التي تُظهر قسوة العقوبات الجائرة والظلم الذي تواجهه النساء في مجتمعاتهن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :