أنيس البرعصي
حالة طوارئ، جرس الحصة يرن، غادرت معلمة و لم يدخل بديل، زميل أسمر يدعى “الشبَّة” يغادر مقعده ليؤدي رقصة العكشي في طريقه للباب حيث يتمركز كمراقب
معلنا ساعة الصفر لأعمال الشغب
طالب يسقط على وجهه و يزحف نحو الباب كحلزون انهدم بيته ، يستغل وضعه طالب سيئ لينفذ الحركة القاضية لمصارع شهير تجعله يتلوى كقط مدهوس ..
بجانب السبورة درج يدفعه اثنان كعربة تسوق و يصدران صوت محركbmw مختنق
الصفة اليمنى ، عملية اختطاف على الهواء مباشرة
طالب بنظارات طبية يشبه هاري بوتر يجرونه (كرهينة) نحو الدرج الأخير موجهين فراجير لصدغه
ليبدأ تسطير كراساتهم تحت تهديد السلاح
بينما يلعبون الأسكمبيل و يتعلمون كمد دخان السجائر أسفل المقاعد ..
في المنتصف طالب يعيش دور الحبيب الخطير بإفراط ، يشغل أغنية مساري في هاتف k300 ، يرفع كم قميصه و يطلب من الرسامين السيئين وشم أحرف عشيقته بالخطاط على كتفه مع اضافة أفاعي و عقارب .. إلخ
فوق درج المعلمة طالب آخر خلع زيه و قميصه و طفق بعرض كمال الأجسام
و الجماهير الغاضبة ترشقه بالأقلام الجافة و الهنادس و الطائرات الورقية القادمة من المنطقة الخطيرة المليئة بجداريات “جاك الذيب ياغلم” و “بحبك ياحمار” و “كوستر” و “عاش الأهلي” و “الحب عذاب في قلوب الشباب” و غيرها من العبارات التي تجعل الموجهين يظنون أنهم دخلوا سجن الكويفية بالخطأ ..
لكن وجود تقويم السجناء //// بجانب مقعدي يؤكد سوء ظنهم ..
مقعد استراتيجي جميل مليء بالمخابئ السرية و الذكريات السيئة والرسومات قليلة الأدب يجاور نافذة تطل على عمارة سكنية تخرج من إحدى شرفاتها امرأة أربعينية على تمام الحصة الثالثة، تشبه في بنيتها خادمة منزل توم و جيري لتنشر الغسيل
كنت نائما .. نومة ذئب .. و كان ينخصني زميلي بمرفقه نوض أهي طلعت ..
فتح النافذة بصق قشور “الزريعة” رفع رجله عن فرامل لسانه و بدأ يتفوه بالتفاهات
في الحقيقة أنا كنت ألقنه و هو كان مجرد مكبر صوت ..
خاطي الكوجينه يا .. ناري عالكناري .. أجعنه خيك خال عيالي .. ربي يلم دبشي و دبشك في غسالة وحدة
وووووه يا
و ما إلى ذلك
لم يطل الأمر حتى صعد الأساتذة الغاضبين بهرواتهم ليقتحموا فصلنا و يقمعوا بالقوة المفرطة مطالبنا السلمية
غير أنهم عادوا مجددا بعد نصف ساعة اثناء الحصة
ليعتقلوا جميع من في تلك الصفة -صفتي–
خمنوا ماذا ؟
المرأة المجنونة أبلغت زوجها عن هتافاتنا و هو الآن بالأسفل و يقول أنه سيجعل الدم للركب ..
يا”لطيف ألطف” قال صاحب الوشم الذي جروه معنا بالخطأ و أمسك برأسه و طفق يصرخ بهلع “الشرطة لا المركز لا” ..
و كأنه شريكنا في الجريمة حقا .
بعد التحقيقات و تفعيل جهاز الوشاة المندسين تم تقليص المشتبه بهم لنلبس القضية أنا و شريكي فقط ..
لننال حصة من الجلادي تجاوزت الأرقام التي درسناها في المنهج .
تعاطف الأساتذة معنا قليلا و أثنوا الرجل عن التصعيدات و أكتفوا باستدعاء ولي أمر
حاولت جاهدا اقناع الوالد بأن سبب الإستدعاء سوء فهم أثناء الغداء.
في اليوم التالي دخلت معه إلى المدرسة متأخرين .. سألني أين فصلك فقلت ذاك .. لم انزل إصبعي حتى أخرج أحد الزملاء وسيلة ملفوفة من النافذة مستعملا إياها كمكبر صوت و هو يصيح
“عائلة سعيد العرج .. عائلة سعيد العرج“
كانت رائجا النداء بهذا الشكل في قاعات الأفراح
وأعطى انطباعا أوليا للوالد أن فصلي أسوأ مما سيسمع ..
بعد أن دخلت معه للإدارة و سمع ما جرى بالتفصيل مع اضافة البهارات و حقن الأساتذة الذين لم يحضروا الواقعة حتى
لا أدري ماذا حدث
سوى أن كرسي المدير كان واقفا على السقف
و الثريا تتناثر أرضا بجانب وجهي .