يأخذنا المؤلف إلى أعماق الذاكرة الشخصية ليروي قصة نشأته في جبل الحساونة عام 1942، حيث وُلد من أبوين أميين وسط مجتمع بسيط. ومع ذلك، لم تمنعه ظروف النشأة من خوض غمار السياسة في سن مبكرة. يكشف لنا المؤلف عن تجربته في الانضمام إلى تنظيم سياسي سري في حقبة الملكية، وهي فترة كان فيها العمل الحزبي محظورًا ويُعاقب عليه بالسجن أو النفي.
بحذر وذكاء، كان على المؤلف أن يحافظ على سرية نشاطه السياسي، خشية الوقوع في قبضة المباحث. ومع ذلك، لم تقتصر ذكرياته على الجانب السياسي فقط؛ بل يعرض جانبًا اجتماعيًا وإنسانيًا من واقع الحياة في ليبيا آنذاك، حيث يكشف النقاب عن التحولات الاقتصادية، الاجتماعية، والتعليمية التي مر بها المجتمع الليبي.
في (شيء من الذاكرة)، لا يسعى المؤلف إلى تبرئة ذاته أو تلميع صورته، بل يقدم شهادة موضوعية وصادقة حول التحديات التي واجهها جيله، سواء في مواجهة الأنظمة السياسية، أو في كفاحهم للارتقاء بحياتهم وسط ظروف معيشية صعبة.
هذا الكتاب ليس فقط رسالة إلى الأجيال القادمة لفهم الماضي، بل هو أيضًا مرآة تعكس كيف تتشكل ملامح الشعوب من خلال تجارب الأفراد، وحكاياتهم الصغيرة التي تصنع التاريخ الكبير.
#عشاق_الكتب |#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب#مكتبة_الكون