سالم أبوظهير
على مدى عام كامل تقريبا، داومت على متابعة غرف الكلوبهاوس، ثم انقطعت،و خلال أيام سابقة، عدت لمتابعة ما فاتني من غرف مسجلة ، هادفة وتحمل مضامين استفيد منها .
اهتممت كثيرا بالاستماع مباشرة، أو عبر حلقات مسجلة، بحوارات يديرها شاب نشط اسمه منير محمود ابراهيم احداش. وشدني مهارته في ادارته للغرف، ودقة اختياره للشخصيات التي يستضيفها، والمواضيع الغاية في الحساسية التي تمس وتشغل بال الراي العام الليبي بشكل كبير.
تواصلت مرة مع الشاب منير احداش، عبر تطبيق الواتساب ،بعد ان سمعته يصرح لمتابعيه، أن بحوزته ملف تحقيقات كاملة تخص قضية سجناء أبوسليم لمن يهتم ،فطلبت منه ارسال الملفات التي وصلتني، وكنت اتوقع انها ملرد رزمة اوراق عادية ،لكنني فوجئت بأن هذه الملفات رسمية ،ومذيلة بتوقيعات قضاة .وانها وثيقة رسمية مهمة وخطيرة توثق بشكل بعيد عن العواطف والمزايدات، تفاصيل التفاصيل لكل ماحدث تقريبا ،فيها اعترافات صريحة لاسماء كبيرة ،تحكي كثير من المخفي والمسكوت عنه.
قبل أستلامي لهذه الوثائق المهمة ، كنت أتابع نشاط منير الإعلامي عبر منصة الكلوبهاوس، فقد استضاف بعض من سجناء ابوسليم ، الذين عاصروا ماحدث وتحدثوا لساعات طويلة .واستضاف محامي هذه القضية.
منير لايخفى على متابعيه أنه (فبرايري للنخاع) وأنه سجين سابق في سبتمبر ولا يتفق مع الكرامة .وانه مقاتل قاوم ودافع ببسالة عما يعتقد انه الحق .فكسب بذلك ود متابعيه، وايضا لم يسلم من مكائد ودسائس من يختلف معه سرا وعلنا ، لكنه مستمر في فضح من يعتقد انهم اساءوا لوطنه (بحسب تعبيره)
منير لم يدرس الصحافة، ولم يتدرب في حقل الإعلام، لكنه بحرفنة مذهلة نجح لوحده في تقديم خدمة اعلامية متميزة، يحتاج تقديمها لفريق محترف، وأثار ملفات صحفية شائكة عجزت الفضائيات والقنوات الاعلامية والصحف عن تقديمها بهذه البساطة.
منير تناول ملفات كثيرة ، أهمها ملف سجناء ابوسليم ، وملف أطفال الايدز، ومؤخراً ملف حارسين شخصيين للقذافي نكل بهما جنوده ، وقتلوهما ، ومثلوا بجثة احدهما حتى مات واخفيت جتامينهما ..كل هذه الملفات الشائكة غفلت عنها مؤسسات الإعلام التقليدية المكتوبة والمرئية والمسموعة، يثيرها بذكاء منير احداش وراس ماله شريحة انترنت وهاتف نقال ذكي.
الشاهد أن العالم تقلب وتغير، ولم تعد المعلومة فيه حكرا على سلطة رئيس، يمنع وصولها للناس.نعم تغير العالم بشكل عام، وليبيا التي تهمنا بشكل خاص، فبعد ثورة فبراير، وقبلها بقليل ،واكب الليبيون التقنية بشكل متقن وسريع، وتبادلوا الأخبار والمعلومات بحرية تامة، وسرعة قياسية عبر فضاء الانترنت الواسع الرحب الذي خلصهم من سطوة نشرة اخبار التاسعة.
نعم تغير العالم، وتغيرت ليبيا،وتغير ايضا منير احداش، الذي تحول من سجين سياسي سابق ومقاتل، الى صحفي محترف وربما دون أن يدري .