كتب :: محمد عثمونة
لا أعتقد . بأن المتتبع المهتم و القريب , لمعالجات الشأن الليبيى المؤزم . تخّفى عليه . بأن المعالجات التي تتعاطاه . تَنّصب في مجّملها على أعراض التأزم . وليس على مكّمن الداء . ففي تقديري . بأن هذه الأجسام وتوابعها . التي جاءت كمخرجات لمؤتمر الصخيرات , والتي تسعى كل الجهود في وقتنا هذا للموائمة بينها . هي فى واقع الأمر , أعراض لهذا التأزم . وليست التأزم عينه , المراد تفكيكه . ويؤكد ما ذهبنا إليه في هذا القول . واقعنا الحالي .الذي وجدنا أنفسنا فيه , نجّهد ونجّتهد . للموائمة بين هذه الأجسام وتوابعها . والتي يُفّترض . بأننا جئنا بها لتُعالج وتُوائم بيننا كليبيين . و تستطيع من خلال ذلك تفكيك . تأزمنا السرمدي هذا ومن هنا أستطيع أن أقول , بأن كل مسعى نحو الموائمة بينها , كما يحدث الآن . ما هو – في حقيقة الأمر – إلا مسعى نحو تجّدير وتمّكين . ما انتفض الليبيون , بغرض اجتثاثه بثورتهم . مع نهاية شتاء 2011 م . بل أذهب إلى أبعد من ذلك . لأقول بأن المؤتمر الوطني الجامع . شئنا أم أبينا والذي يُسوّق له فى وقتنا الحاضر . وبمشاركة هذه الأجسام وتوابعها , ما هو إلا محاولة لإعادة إنتاج هذه الأجسام وتوابعها . بوجه جديد وثوب جديد . كى تشّقى الجغرافيا الليبية بهذا التأزم . وتضل موارد ها طبيعية كانت او بشرية او غيرها . توظف لصالح وفى خدمة جغرافية متّبوعة . تشدّنا اليها هذه الاجسام البائسة وتوابعها . وما الاعتراض الحازم . خلال الايام الفائتة .من قِبل مندوب تلك الجغرافيا المتّبوعة . على وضع اليد الليبية . على موارد جغرافيتها . عنا ببعيد .
وأستطيع القول بعد كل هذا . بأن الذهاب لإجراء انتخابات برلمانية قد يختصر الكثير من الجهد والوقت والمال . ولكن ليست انتخابات وفقط . بل انتخابات نزيهة . تُلّزم مُخرجاتها (البرلمان) . بتوظيف كل موارد الجغرافيا الليبية طبيعية كانت أو بشرية أو غيرها . داخل الوعاء الجغرافي الليبي ولصالحه . وبأن تعمل هذه المُخرجات على اسّتدراج الأمن واستدعاء الاستقرار إلى داخل الوعاء الجغرافي الوطني الليبي . وبأن تتولى خلق قدر من الوئام بين الاجتماع الليبي . كي ينتظم إيقاع الحياة داخل الجغرافيا الليبية . على نحو مقبول , ويصير تقدم الحياة معه إلى الأمام ممكنة . ثم تهتم بتكليف هيئة مستقلة . لصياغة دستور للبلاد . وهذا يتأتى في تقديري بالآتي : * انتخابات جيدة ونزيهة . لا تسمح بالجلوس على مقعد تحت قبة البرلمان . إلا لمن أهل لذلك . في نضج , وسلوك وطني مسؤول , ومؤهل علمي يمكّنه من طرح آرائه على نحو مقبول . ويثري به النقاش داخل الجلسات . وهذا كله يضمنه ويضبطه قانون انتخابي جيد . يُعِدّه ويشرف عليه هيئة من المستشارين والقضاة . وقد تستعين بخبراء . وقد ذهبنا إلى هذا الاختيار . لأن هذه الوظيفة . تؤطر صاحبها بقدر مقبول من النضج والسلوك المسؤول تجاه نفسه ومحيطه ووطنه .
( تقسيم الجغرافيا الليبية إلى دوائر انتخابية . تضمن في مُخرجاتها الانتخابية الابتعاد عن الجهوية والقبلية والمناطقية و ما في حكمها .
وأخيراً . أن تتعامل مُخرجات العملية الانتخابية (البرلمان) . مع الجغرافيا الليبية . بموضوعية . بمعنى ألا تتجاهل بأن ليبيا مفردة من مفردات جغرافيا شمال غرب أفريقيا . وأن الجغرافي . الثقافي . الديمغرافي الليبي يشدّها وبقوة إلى الفضاء المغاربي المتوسطي . ويجب أن تكون على وعي تام بأن استدعاء الأمن واستدراج الاستقرار إلى داخل الجغرافيا الليبية . يتطلّب مد جسور من التواصل البناء . اقتصادياً . أمنيا . ثقافياً . تجارياً إلخ . مع هذا الفضاء والإقليم الجغرافييْن . قبل غيرهما من الجغرافيات الأخرى فهذا الجوار الجغرافي له تأثير حيوي ومباشر سلباً أو إيجاباً على الكيان الليبي والعكس صحيح . مما يسهّل هذا التعاكس , ويحفز كل جهد للتواصل الإيجابي البناء . بين كل الأطراف داخل هذا الفضاء والإقليم والحوض . وكل هذا في تقديري لا يكون إلا بدعم دولي وتحت غطاء الهيئة الأممية . ولا ضرر في قبوله . ففيه حدّ مقبول لصالح الليبيين وجغرافيتهم . في الأمن والاستقرار . ويُهيء ظرفا مناسباً للبناء والنهوض . وفيه أيضاً استدعاء للأمن واستدراج للاستقرار داخل إقليم وحوض غرب المتوسط . من خلال التواصل والتبادل الإيجابي البناء . . وفيه ترسيخ لمساعي الهيئة الأممية الدؤوبة . نحو تجذير الاستقرار والسلم العالمييْن .
وفي تقديري إن كل توجّه لا يصب في هذا الاتجاه فهو يصب في نقيضة . ولا يخدم إلا الماضي البغيض . الذي انتفض الليبيون من أجل محوه . لأنه كان ذو مردود مدمر على جغرافيتهم ومحيطهم الإقليمي وحوض المتوسط المتموّضعين على ضفته الجنوبية . وهو بوجه من الوجوه استدعاء لنظام (اللويا جورقا) الأفغاني إلى داخل الجغرافيا الليبية . أو استدراج لوهّابية نجّد . التي اشتغلت على بدونة الدين . وكان لها ذلك في أغلب جغرافيات الخليج وجغرافيات أخرى . وتسعى إلى تسويقه والترويج له داخل البيئة الليبية التي شكّلها المزاج الأشعري بالصيغة المالكية المعتدلة .