- عمر علي أبوسعدة / ناشط ومهتم بالشأن الجنوبي
تداولت وسائل التواصل بكثافة في الأيام الماضية مقطع فيديو جرت أحداثه داخل مركز سبها الطبي واحتوى المشهد العنيف الصادم لمسلح حاول الاعتداء على الطاقم الطبي بقسم الأطفال في محاولة لقتلهم وتصدى له المشرف الإداري للقسم وهو أعزل لحماية الطاقم الطبي بشجاعة وبسالة نادرة حتى عندما أصيب بطلق ناري وفي سياق حديثه وهو على فراش المرض بعد الإصابة فيما معناه أنه أدى واجبه حتى إن كان الثمن حياته ، عبر بكلمات بسيطة لكنها كبيرة المعاني عكست أصيل القيم للشجاعة وفي العمل والواجب ، واختزلت كلماته البسيطة ودماءه السائلة على الأرض كل عجز وقصور المسؤولين عما حدث وبالأخص السيد / عميد بلدية سبها ومدير مديرية الأمن سبها والأجهزة التابعة له وكشفت سوء إدارتهم وعجزهم في توفير الحماية لمستشفى من المفترض أنه مرجعي يقدم خدماته لكل أهل فزان – فما قدموا لنا إلا الأعذار والمبررات عن ضعف الإمكانيات المتاحة في البلدية ومديرية الأمن والشرطة – فكيف لرجل واحد استطاع أن يحمي طاقما طبيا من الموت وهو أعزل ، ولا تزال حادثة استشهاد مندوبي منطقة الجديد بالمصرف التجاري في العشر الأواخر من رمضان وحوادث القتل اليومي التي تظل غصة في الحلق ماثلة في الأذهان . ما أثار الدهشة والاستغراب الإجراءات الإدارية التي اتخذها مركز سبها الطبي بإغلاق المركز وحرمان المواطنين من حقهم في الخدمات الطبية وفي الحياة كرد فعل لهذا الحادث الإجرامي –مع التذكير أن هذا المركز عمل في ظل ظروف بالغة التعقيدات الأمنية مقارنة بالواقع الحالي السيء . أتمنى عاجل الشفاء للسيد المشرف الإداري لقسم الأطفال بمركز سبها الطبي وأحييه على شجاعته وبسالته وفداء زملائه بروحه ودمه إن هذا النوع من الأشخاص يجب أن يكرم ويكافأ على هذا الفعل الشجاع العظيم والذي يجب أن يقابله كل التقدير والاحترام والثناء .