مُباغتات

مُباغتات

  • عبدالرحمن جماعة

خلسةً كنتُ أنظر إليها، ثم تلتفت إليَّ وكأنها أحست بوقع نظراتي على وجنتيها وخصلات شعرها، فأُرجعُ بصري خاسئاً حسيراً كمن يُخفي أداة جريمة كان يهمُّ بها.
تعود هي إلى سابق حديثها مع رفيقتها، وأعود أنا لأُلقي بصري كرَّة أخرى، ولتستريح نظراتي على أسيلٍ ناعمٍ مُمرَّدٍ لم تصفعه معارك الحياة بعد، وعلى أسودَ فاحمٍ ينسدل سابلاً لولا تلك التضاريس الناتئة التي اعترضت طريقه فأفسدت استقامته فماح معها، ثم نزل مُكملاً طريقه نحو ضامر كاد أن يقسمها نصفين!.
عادت لتُباغتني بالتفاتة مفاجئة وكأنها تقول لي: أدركتك!
لكن طرفي كان أسرع من مباغتتها، فارتدَّ إليَّ في سرعة البرق.
بقينا على تلك الحالة من الكر والفر، ونحن لا ندري من منا الصياد، ومن منا الفريسة!
وضعت ورقة نقدية من فئة العشرين دينار على الطاولة قبل أن تقوم من مقامها، وغادرت المقهى.
أسرعتُ إلى الطاولة قبل مجيء النادل، واستبدلتُ الورقة بورقة أخرى من نفس الفئة.
قربتها من أنفي، شممتُ عطرها ثم وضعتها في جيبي.
ومنذ ذلك الحين وأنا أحتفظ بتلك الورقة رغم أنها لم تعد صالحة للتداول.. ولا للشم!
ومنذ تلك اللحظة وأنا أحتفظ بصورتها في خيالي، رغم أن صورتها لا توشي بأي بيان عنها، ولا تدل على عنوانها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :