ندوة مهرجان دوز السياحي تكشف ملامح دورة تحتفي بالصحراء كفضاء للذاكرة والتجدد

ندوة مهرجان دوز السياحي تكشف ملامح دورة تحتفي بالصحراء كفضاء للذاكرة والتجدد

متابعة نيفين الهوني  تونس /خاص

في إطار التحضيرات للدورة الجديدة من مهرجان دوز السياحي الدولي احتضنت العاصمة ندوة صحافية الأيام القليلة الماضية و كشفت ملامح برنامج ثقافي وفني متكامل يعيد للصحراء موقعها الرمزي في المشهد السياحي الوطني ويؤكد قدرة المدينة على الجمع بين الذاكرة والفرجة وبين التراث والتنمية وقد جاءت الندوة لتقديم رؤية تنظيمية تراهن على الموروث الصحراوي باعتباره مادة حية قابلة للتجديد لا مجرد مشهد فولكلوري ثابت حيث أكد القائمون على المهرجان على أن هذه الدورة تسعى إلى تثمين الخصوصية الثقافية للجهة مع الانفتاح على أشكال تعبير معاصرة تستجيب لانتظارات الجمهور المحلي والضيوف الوافدة وضع البرنامج اليومي للمهرجان وفق نسق تصاعدي يوازن بين الأنشطة الصباحية ذات الطابع التراثي والعروض المسائية التي تستثمر الفرجة الجماعية ففي اليوم الأول

تنطلق فعاليات المهرجان مع الساعات الأولى للصباح بعروض فروسية ولوحات تراثية تستحضر مشاهد الحياة البدوية من تنقل واحتفال وصيد لتفتح القرية التراثية أبوابها أمام الزوار حيث الخيام التقليدية والصناعات اليدوية والمأكولات المحلية وورشات الحرف الحية ويتواصل الحراك الثقافي بعروض موجهة للأطفال وأنشطة تفاعلية قبل أن يحتضن المساء سهرة فنية كبرى تمزج الإيقاعات الصحراوية بالغناء الجماعي في أجواء احتفالية جامعة وتشكل القرية التراثية قلب المهرجان النابض حيث تنتصب الخيام وتعرض الصناعات التقليدية والمأكولات المحلية وتقام ورشات حية تعيد إنتاج المهارات القديمة في سياق تفاعلي يسمح للزائر بالمعاينة والمشاركة في تجربة ثقافية كاملة الأبعاد كما تفتح الفضاءات المخصصة للطفولة بابا واسعا للتربية على التراث عبر اللعب والعرض والحكي وهذا تحديدا في اليوم الثاني الذي يخصص الصباح لعروض الفرق الفلكلورية المحلية والأجنبية مع مسابقات تقليدية مثل أجمل مهر وترويض الحيوانات الصحراوية إلى جانب أنشطة رياضية وترفيهية في الفضاءات المفتوحة وتستمر القرية التراثية في استقبال الزوار بينما تتوزع العروض بعد الظهر بين سباقات الخيل والمهاري و لوحات تحاكي تفاصيل العيش في الصحراء ويختتم اليوم بسهرات فنية وشعرية تحتفي بالكلمة الشعبية والموسيقى الصحراوية ولم يغفل البرنامج البعد الفكري والبيئي من خلال ندوة ثقافية علمية تطرح أسئلة راهنة حول التغيرات المناخية وأثرها على المنظومات الصحراوية في محاولة لربط الاحتفال بالتراث بالوعي بالمستقبل وتحدياته وهو ما يعكس تحولا في تصور المهرجان من حدث احتفالي إلى منصة تفكير جماعي وهذه الندوة ستقام في اليوم الثالث الذي سيفتتح بعروض فنية وتراثية متواصلة في الساحات المخصصة للعروض ويشهد المساء تنظيم تظاهرات كبرى مثل سباقات المهاري والاستعراضات الصحراوية مع الإعلان عن نتائج المسابقات الفنية والفوتوغرافية ثم سهرة احتفالية تحمل طابعا رمزيًا مستلهما من طقوس الصحراء ويضم المهرجان السهرات الفنية التي تتوزع على فضاءات متعددة ويستضيف عروضا موسيقية وشعرية تستلهم الإيقاعات الصحراوية وتعيد صياغتها في قوالب معاصرة بما يضمن تنوع الأذواق واتساع قاعدة المتلقين دون التفريط في الهوية الأصلية للمهرجان

ويمثل اليوم الختامي وهو اليوم الرابع ذروة الاحتفال حيث تنطلق العروض الصباحية بكرنفال موجه للأطفال والعائلات تتخلله لوحات فلكلورية وألعاب شعبية وتتواصل أنشطة القرية التراثية واستعراضات الفروسية والمهاري في الفضاءات المفتوحة قبل أن تختتم الدورة بعرض صحراوي جامع يجمع المشاركين والفرق في مشهد احتفالي يكرس روح المهرجان ويؤكد ارتباط دوز بتراثها وذاكرتها الحية مما يعكس تلاحم المدينة مع مهرجانها ويؤكد أن دوز لا تستضيف الحدث فحسب بل تصنعه من داخل نسيجها الاجتماعي

ليثبت مهرجان دوز السياحي الدولي المتعدد الروافد قدرته على التجدد والاستمرارية ويؤكد أن الصحراء ليست هامشا للثقافة بل فضاء رحب للإبداع والتلاقي ومختبرا مفتوحا لإعادة التفكير في السياحة بوصفها فعلا ثقافيا وتنمويا في آن واحد

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :