نزق السياسة !

نزق السياسة !

  • محمود السوكني

رغم مايتيحه له منصبه من قوة يخشى من جبروتها ، إلا أن قواه تخور عند المواجهة ، وهذا ما لاحظناه في الصدام الذي وقع في براتنه مع الجارتين كندا والمكسيك ، إذ لم يتعدى الوقت بضع ساعات على قراريه بشأن فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الواردة من كندا والمكسيك ، وقبل أن يجف الحبر الذي كتب بهما ، أعلن الرئيس الأمريكي تعليق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك بعد إتصالات هاتفية تمت بين الجانبين !

في تصوري أن هذا التراجع سيتحقق أيضاً لقرارات مماثلة  أصدرها الرئيس ترامب مطلع هذا الشهر تخص العلاقات الإقتصادية بين أمريكا وكلاً من الصين والإتحاد الأوروبي .

هذا التراجع المُذل رغم ما حققه ترامب من مكاسب تمثلت في وعود من حكومتي كندا والمكسيك بشأن ضمان حدود أمنة لا تضر بمصالح أمريكا ، إلا أنه يأتي بعد ردود مفحمة وتهديدات صريحة من رئيس وزراء كندا ورئيسة المكسيك ؛ فهل نملك في عالمنا العربي هذه القدرة على المحاججة ؟ وهل تتوفر لدينا شروطها ؟ وقبل كل هذا ، هل نملك  الشجاعة على (إقترافها) ؟!

ما يدفعني إلى طرح هذه التساؤلات ، هو ما نقرأه من أخبار  تردنا دون لبس من وأشنطن ، حيث يعلن سيد البيت الأبيض وعلى الملأ (أن مساحة الشرق الأوسط شاسعة وكبيرة كطاولة مكتبي هذا ،  فيما دولة إسرائيل لا يتعدى حجمها ، حجم قلم حبر ) !!

ويضيف ببساطة شديدة (على إسرائيل أن تتوسع بضم أجزاء من الضفة الغربية) !

وماذا عن غزة يا فخامة الرئيس (غزة تحتاج من 10 إلى 15 سنة لإعمارها ، وليس للفلسطينيين بديل إلا أن يغادروا غزة ، وعلى الأردن ومصر أن تستقبلهم ) وإلا (فإن هناك دول أخرى أبدت إستعدادها لإستقبالهم) !

و..مع كل ماسبق (لا أدعم بالضرورة إستيطان الإسرائليين في غزة) كما يقول !

و كما هو متوقع ، فإن كرم الرئيس ترامب فاق كل حد ، إذ قام فور الإنتهاء من إجتماعه مع النتن في المؤتمر الصحفي المشترك ، بالإعلان عن خطته بوضع اليد على قطاع غزة وتولي مسئولية معالجة أثار الحرب وتحويل القطاع إلى منطقة مزدهرة ، شريطة التخلص من سكانها الأصليين !! هكذا ، بكل وضوح دون أن يخالجه شعور بالخجل وهو يدلي بهذه المكرمة وبجانبه يبتسم  السفاح الذي تسبب في تدمير القطاع وسفك دماء أكثر من سبعين ألف شهيد من سكانه الأصليين جُلّهم من الأطفال والنساء !

من حق الرئيس الأمريكي أن يقول ذلك وأكثر فهو لن يجد من يوقفه عند حده مادام الجُبنُ سيد الموقف ، وما دمنا إستمرأنا المذلة والهوان  ، هل بات لزاماً علينا أن نستورد عقار النخوة وترياق حب الوطن من المكسيك و كندا ؟!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :