- خاص تونس / نيفين الهوني.
وأغلق معرض تونس للكتاب أبوابه بعدما اختتم الدورة الخامسة والثلاثين التي أقيمت تحت شعار نقرأ لنعيش مرتين حيث ضمت 319 عارضا من 24 بلدا من بينهم 116 عارضا من تونس و121 عارضا عربيا وأجنبيا، بالإضافة إلى مشاركة 12 جمعية ومنظمة ومؤسسة ضمن مساحة للعرض تقدر بنحو 7255 مترا مربعا بقصر المعارض بالكرم وبرنامج حمل ما يزيد عن 60 لقاءً ثقافيا بمشاركة أدباء ومثقّفين وكتّاب من تونس والعالم .
افْتِتَاحٌ مُمَيّزٌ بِتَكْرِيمَاتٍ مَحَلِيّة وَعَرَبِيّة.
تميز حفل افتتاح الدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي تواصل على مدى 10 أيام بتكريم كوكبة من المبدعين من تونس والوطن العربي فقد اختارت هيئة تنظيم المعرض، التي يترأسها للعام الثالث على التوالي الكاتب والروائي شكري مبخوت، تكريم كل من الروائيّ والناقد المغربيّ محمّد برّادة أحد أهم الروائيين العرب وهو من روّاد الرواية المغربيّة الحديثة في تيّارها التجريبيّ. وقد ساهم من خلال الترجمات والكتابة النقديّة في تطوير النقد العربيّ الحديث والروائي الفلسطينيّ توفيق فيّاض المقيم في تونس منذ خروج المقاومة من بيروت، وقد كتب الرواية والقصّة القصيرة والمسرحيّة وأدب الطفل واليافعين.
وعاش حياة ثريّة بالتجارب والسجون والمنافي ممّا جعله يكرّس كتاباته لرواية سرديّة الإنسان الفلسطينيّ في أبعادها المختلفة والروائي والناقد السوري نبيل سليمان الذي أسس دار الحوار للنشر والتوزيع عام 1982 وكُتبت دراسات كثيرة عن أدبه، أبرزها: “الرواية والتاريخ” لمحمد جمال باروت، و”نحو ملحمة روائية عربية” لمحسن يوسف، و”تشكل المكونات الروائية” لمويفن مصطفى والروائيةّ اللبنانيّة علويّة صبح القلم النسائي المميز في الرواية العربيّة عموما وفي الرواية النسائيّة على وجه الخصوص، حيث عرفت بالجرأة في التناول السرديّ لمسائل حقوق المرأة وتحريرها وعلاقتها بالجسد وبذاتها وبالمجتمع والشاعرة والكاتبة الأردنيّة زليخا أبو ريشة التي تميزت بتجديدها في الأدب شعرا ونثرا وبمواقفها التنويريّة في الفكر والثقافة وبجرأتها في طرح الأسئلة وكشف نزعات الكراهية والتطرّف فتحمّلت جرّاء ذلك حملات التشويه والاعتداء وقد ضم التكريم أيضا قامات أدبية تونسية في مجالات متعددة الثقافة والإعلام والفكر والفلسفة والشعر والنثر. فتم تكريم كل من الروائية آمنة بلحاج يحيى الكاتبة والأستاذة الجامعية في الأدب الفرنسي. الحاصلة على الكومار الذهبي لسنة 2012 والروائية والقاصة آمال مختار الجريئة في طرح وتناول مسائل من المسكوت عنه في جانبيه النفسي والاجتماعيّ والمتحصلة على جائزة لجنة التحكيم لمسابقة الرواية التونسية الكومار الذهبي، عن رواية “المايسترو” كما كرم الباحث الجامعيّ التونسي محمّد صلاح الدين الشريف، لما بذله ويبذله من دعم للعربيّة ولحضورها العلميّ والثقافيّ والفكري. تكريم الكاتب والصحفيّ والناقد أحمد حاذق العرف المتحصل على درع العلامة ابن خلدون بمناسبة صدور أعماله الكاملة التي تمتدّ على 5 مجلّدات تنوّعت بين النقد المسرحي والسينمائي والأدبي حيث يعتبر أحمد حاذق العرف من أبرز أعلام الثقافة التونسية المعاصرة الذي ساهم في تطوير المشهد الثقافي خلال فترة الستينات إلى اليوم
. وتكريم الإعلامي فرج شوشان وهو أحد أهم أعلام الإعلام الثقافيّ السمعيّ البصريّ في تونس حيث أسهم في صياغة بيان 11 الذي يعتبر الوثيقة التأسيسية لحركة التحديث في المسرح التونسي التي قادها جيل الستينات كما أنتج برامج ثقافية في التلفزة تعتبر وثائق أساسية تؤرخ لتحوّلات المشهد الثقافي التونسي والعربي كما أدار المركز الثقافي الدولي بالحمامات وأعدّ الأعمال الكاملة للكاتب المسرحي سمير العيادي و الفيلسوف والمفكر يوسف الصدّيق وهو فيلسوف وعالم أنثروبولوجي تونسي متخصص في اليونان القديمة وفي أنثروبولوجيا القرآن له عدّة أبحاث ودراسات منشورة باللغة الفرنسيّة متعلّقة بالحقل القرآني وتوابعه الثقافية، محاولاً التعريف بالمكتسبات الحضارية الخاصة بالعرب والمسلمين.
ضَعْفُ الحُضُورِ وَيَوْمُ الشّهَدَاءِ يُنْقِذُ الْمَوْقِفَ. بعد أيام من الحضور الضعيف نسيبا توافد آلاف الزوار رواد الكتاب من العائلات والطلبة وتلامذة المدارس على معرض تونس الدولي للكتاب في يومه الخامس وخاصة القادمين في رحلات من ولايات مختلفة لمواكبة أنشطة المعرض والاطلاع على أحدث الإصدارات الأدبية والعلمية وكتب الأطفال التعليمية والترفيهية وفقد استغلّ الزوار في يوم العطلة الموافق لذكرى عيد الشهداء لاصطحاب أبنائهم وشراء مجموعة من الكتب التعليميّة وقصص الأطفال وغيرها من الإصدارات المتنوعة الموجهة للطفل. حيث أن الغالبية العظمى عاب على المعرض تغييره لموعده السنوي والذي كان يتوافق عادة مع عطلة الربيع المدرسية حيث كان يسمح بمواكبة وحضور أكثر للمعرض ويستقطب العائلات من كل أنحاء تونس للحضور والمشاركة والاقتناء فَضَاءَاتٌ لِلطّفْلِ ثَرِيّةٌ وَمُبْهِجَةٌ أغرت الأجنحة المخصّصة لكتب الأطفال عددا كبيرا من أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم للتجول فيها والمشاركة في برامجها الثرية والمتنوعة في القراءة والرسم والمسابقات فيما انتهز عدد آخر هذه الفرصة لزيارة فضاء الطفل حيث تنتظم برامج ثرية ومتنوعة في القراءة والرسم والمسابقات والمهارات اليدوية بالإضافة إلى العروض المسرحية والعروض الراقصة والتي شاركت فيها دول أخرى مثل بولونيا ضيفة شرف أنشطة الأطفال وقد ضم البرنامج الموجه للأطفال 260 نشاطا و125 متدخّلا بمشاركة 17 بلدا أهمها أندونيسيا وبيلاروسيا
نَقُصّ لِنَحْيَا لِلسّنَةِ الرّابِعَةِ عَلَى التّوَالِي
استمرارا للسُنّة الحميدة التي تقام منذ ثلاث سنوات في معرض تونس للكتاب وهي القراءات القصصية التي تشرف عليها وتديرها القاصة نجيبة الهمامي تحت شعار (نقص لنحيا) بقاعة زبيدة بشير ضمن برنامج المعرض الرسمي أقيمت هذه السنة خمسُ أمَاسٍ قصصية ضمت عديد القاصّين في الوطن العربي وهم ( هند الزيادي – ناجي الخشناوي – أحمد القاسمي- نورة عبيد – سعد وناس- منيرة الصالحي- سفيان رجب- فتحي البوكاري- روضة السالمي- نيران الطرابلسي رياض جراد- يوسف عبدالعاطي- سمير بن علي- سلوى الراشدي- نبيل قديش- عيسى الجابلي- نيفين الهوني – عماد العباسي)
أدَبُ الرّعَاةِ وَدَوْرُ الكُتّاب فِي إعْمَارِ الفَلَاة.
ضمن البرنامج العام لمعرض تونس للكتاب بالتعاون بين هيئة تنظيم المعرض والمركز الثقافي للفنون والحرف بجبل سمامة من ولاية القصرين كانت هذه الجلسة الحوارية حول الموضوع الفريد نوعا ما ،الأدب الرعوي وأغاني الرعاة ودور الكتّاب في إعمار الفلاة، حيث ضم عددا من المبدعين والمثقفين من تونس توفيق العوني ومن الجزائر يحيى السبع ومن فلسطين الروائية الفلسطينية ثورة حوامدة وجيني بياجيت من سويسرا وغابريال فور من فرنسا وقد أدار الجلسة الأستاذ عدنان الهلالي وقد شارك الضيوف في الدورة الثامنة لعيد الرعاة بسمامة قبل المعرض وقد تخلل حديث الضيوف معزوفات موسيقية وغنائية ذات علاقة بالرعاة، بمشاركة العازف الإيرلندي دافيد هوبكينز. وقد أكد الحضور على ثراء ثقافة الرعاة وسكان البوادي عموما ومساهماتهم في كتابة التاريخ وتشكيل الحياة عبر الأهازيج والأغاني والأشعار والعادات والتقاليد التي تمثل جزءا من التراث الحضاري والثقافي لكل البلدان من مختلف القارات وأضافوا إلى أن من أشهر ما عرف عن الرعاة هو شعرهم (الشعبي) والمحكي وهو مرتبط ارتباطا وثيقا بكل ما يتصل بالحياة من فنون الحكي و الحكمة والقيم والمبادىء والخصال الحميدة التي تعالج مشاكل الحياة اليومية.
دُورٌ تُشَارِكُ لِأوّلِ مَرّة وَدُورٌ غَابَتْ وَسَطَ غِيَابٍ لِدُورٍ اعْتَدْنَا عَلَى وُجُودِهَا فِي مَعْرِضِ تُونُسَ للْكِتَابِ وَخَاصّةً الغِيَاب اللّيبِيّ الْوَاضِحُ جِدّا . كانت هناك دور تشارك لأول مرة في المعرض مثل: دار كتوبيا المصرية التي تم إطلاقها في ١ مارس ٢٠١٦والتي يقول الروائي إبراهيم عيسى الحائز على جائزة كتارا في الرواية وصاحب الدار : نحن نؤمن أن كل كتاب تعيش فيه روحٌ ما .. روح من ألّفه وأرواح من عاشوا وحلموا بفضله ولهذا صُنعت كتوبيا لتخلد الأحرف ولتحلق أحلامنا بين الصفحات وقد قامت الدار بعمل حَفْلَيْ توقيع في المعرض للروايتين الحائزتين على جائزة كتارا رواية “جنة لم تسقط تفاحتها” للفلسطينية المبدعة ثورة حوامدة ورواية الكاتب المصري إبراهيم أحمد عيسى “باري” أنشودة سَوْدان. ودار فضاءات للنشر والتوزيع التي كتب في تعريف مالكها الروائي والناقد جهاد أبوحشيش عنها( أن تكون حالة مختلفة، تنطلق، من وفي جمهورها من القراء، في زمن اللامعايير وفقدان الألوان لنكهتها، في زمن اللاعقل، وحين أصبحت الأنا مركزاً للكون، وأصبح الآخر منفياً سلفاً من قواميس معظمنا، أن تعيد تحكيم رؤية المنطق والعقل والحوار ليس فقط في الجانب الثقافي من حياتنا، وإنما في كل تفاصيلها وقد تم تأسيس “دار فضاءات للنشر والتوزيع” كخطوة على طريق إرساء أسس مشروع ثقافي متكامل يهدف إلى نشر الإبداع العربي في كافة التخصصات، وإثراء صناعة الكتاب، وتقديم إضافة حقيقية إلى مسيرة الكتاب العربي، وفق رؤى متوازنة تجمع ما بين طبيعة عملها كمؤسسة تجارية تتطلع إلى تحقيق الربح والانتشار، وما بين تحقيق رسالتها الثقافية، وتطلعات المؤلفين وتاريخ تأسيسها 10/9/2008 ومنشوراتها في كافة التخصصات / الرواية – القصة – الشعر- النقد- السياسة علم النفس – التربية- علم الاجتماع والكثير من الدراسات الأخرى المتميزة) حيث قامت الدار أيضا بعمل حفلات توقيع لكل من : الشاعرة والروائية والصحافية الثريا رمضان روايتها ريح الصبا والروائية بسمة المرواني روايتها مرايا نوران والروائية فتحية بن فرج روايتها ذاكرة الظل و الكاتب عيسى جابلي مجموعته القصصية الجديدة وقائع ما لم يحدث. وأيضا مؤسسة وشمة لصاحبتيها الشاعرتين فاطمة بن فضيلة وليلى نسيمي والتي قامت بعرض كتبها في جناح دار المعرفة لكنها قامت بعمل أربع حفلات توقيع لكل من الشاعر جمال الجلاصي لمجموعته الشعرية المترجمة: “قصائد مهرّبة” يقول الشاعر جمال الجلاصي عنهن هن قصائد من 25 لغة هرّبت من خلالها أرواح أخوات وإخوة بعيدين واستضفتهم إلى لغتي وحضارتي. و رواية la saison de la féminité للكاتبة بسمة البوعبيدي في ترجمة أنيقة للأستاذ نورالدين العيشاوي، صدرت طبعتها الأولى في فرنسا و الطبعة الثانية عن مؤسسة وشمة للنشر و” طريقة جديدة للغياب” للشاعر فتحي ساسي يوقع وكتاب الحلم الأمريكي وحكايات أخرى للأستاذة بروري فتحية معرض الكتاب والاحتفاء فريتس أقبل زوار وضيوف معرض تونس الدولي للكتاب على التقاط صور مع الكلب “فريتس” التابع للفرقة الخاصة بمقاومة الإرهاب ، الذي كان بصحبة مدرب من أفراد القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب حيث احتفى الزوار بالكلب “فريتس” و تسابق الأطفال على مداعبة الكلب بطل عملية سيدي بوزيد النوعية التي مكنت من القضاء على إرهابيين خطيرين وأصيب فيها. جَنَاحٌ بَائِسٌ وَحُضُورٌ سَيّءٌ وَفَعَالِيّةٌ وَاحِدَةٌ. المشاركة هذا العام لليبيا حسب ما جاء في قائمة العارضين بالملف الصحفي للمعرض بجناحين إلا أن الواقع كان مجرد جناح بائس حمل عنوان اتحاد الناشرين الليبيين وعلى غير العادة مؤخرا وهي جلب الإصدارات السابقة للكُتاب الليبيين المعروفين والتي يتوافد عليها القراء المتعطشون للصادق النيهوم وإبراهيم الكوني مثلا جاء هذا الجناح مخيبا للآمال حتى في هذه الزاوية البسيطة حيث لم يأتِ بأي من مطبوعات العناوين الكلاسيكية المهمة أو الكُتاب المعروفين لدى القارئ التونسي وناهيك عن موقعه وحجمه وعدم تنسيقه ونظافته كان هناك غياب واضح لمشرفي الجناح حيث تم تسليم الأمر في يد فتاة ليست ليبية كلما مررت بجانب الجناح وجدتها تأكل أو تقوم بإطعام أطفال بجانبها أو تتحدث مع جارتها عن غلاء الأسعار واقتراب رمضان كان الكل يأتي فيسأل عن كتب بعينها فلا يجد إجابة شافية أحيانا لا يوجد أحيانا ابحث في الكتب التي أمامك وأغلب الأحيان الصمت الرهيب أما فيما يخص البرنامج الثقافي العام فعلى استحياء كانت هناك مشاركة ليبية واحدة ضمن الأماسي القصصية التي أقيمت تحت شعار نقصّ لنحيا فيما عدا ذلك لم يرد في أي من كتب المعرض اسم ليبيا في أي فعالية أخرى أما الجمهور الليبي فلا يكاد يذكر وما يحسب فقط لليبيا حضور الروائي والقاص محمد الأصفر والذي واكب أغلب الفعاليات وأثنى القاصّون المشاركون في الأمسية الأخيرة على حضوره ووجهوا له التحية.