د-أحمد سيد
يثار بين الحين والآخر الجدل على شاشات التلفاز حول موضوع (قيام المرأة بأمور المنزل في بيت زوجها) ، وأنه لا ينبغي لها أن تفعل ذلك….!!
وأنا هنا لن أستشهد بما كانت تفعله السيدة فاطمة عليها السلام من أعمال المنزل ؛ حتى تأثرت يدها ، ولن أستشهد بما كانت تفعله السيدة عائشة رضى الله عنها ، وكيف كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لها :« يا عائشة هلمي الشفرة واشحذيها بحجر » [ المغني لابن قدامة: ٢٩٦/٧]، ولن أستشهد بما كانت تفعله السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بنت الأكابر ، وكيف كانت تخدم سيدنا الزبير رضي الله عنه، وتحمل النوى وتطحنه ؛ لإطعام الفرس …
ولكني سأستشهد بقول الله جل جلاله وهو يحكي عن السيدة سارة رضي الله عنها زوج سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام: « وامرأته قائمة فضحكت فبشرنها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب » [ هود :٧١] ؛ لأوضح للسادة القراء كيف كانت هذه السيدة المبجلة تقوم بأعمال المنزل ؛ لذلك سأذكر طائفة من أقول السادة المفسرين حول معنى قول الله تعالى:« وامرأته قائمة » ، وهذه الأقوال هي
١ – قول الطبري : « قيل كانت قائمة تخدم الرسل » ( جامع البيان : ٣٨٩/١٥.)
2- وقول الثعلبي: « وقيل : كانت قائمة تخدم الرسل ، وإبراهيم جالس معهم » ( الكشف والبيان عن تفسير القرآن: ٤٠٣/١٤)
٣ – وقول مكي بن أبي طالب:« وقيل : إنها كانت قائمة تخدم الرسل ، وإبراهيم جالس مع الرسل » ( الهداية إلى بلوغ النهاية : ٣٤٣٠/٥)
-4 وقول البغوي:« وقيل : كانت قائمة تخدم الرسل ، وإبراهيم جالس معهم » ( معالم التنزيل : ١٨٨/٤)
هذا التفسير معناه أن الزوجة كانت تخدم ضيوف زوجها بأن كانت تناول الزوج الطعام والشراب؛ ليقدمهما إليهم ، وذلك يُفهم منه أن خدمة الزوج أولى ……
ملاحظة ….
أمهاتنا وجداتنا والصالحات من نسائنا كن يفعلن ذلك بحب أوقدتم نار الحرب بين الزوجين وألبتم المرأة على زوجها وكرهتموها في بيتها لقد كانت المرأة تتفنن في إرضاء زوجها حتى يرضى عنها ربها تتفنن في صنع المأكولات وطبخ الطعام لزوجها وأولادها حتى تكون سيدة بيت ماهرة ونافعة بل كانت تغسل قدم زوجها بالماء الدافئ إذا عاد من العمل محبة وإكراما…
اعلم أن إحدى الفتيات سترد بقولها: بس كان الرجل راجل ومسئول وبيحب مراته و….و…و…و……. وانا معك في هذا الرد … إذن القضية ليست في خدمة الزوجة لزوجها وتقديم بيتها على عملها ورعاية أولادها فهذه قضية فطرية لا يجادل فيها إلا جاهل أو فاسد ….
إنما القضية في حسن اختيار زوجها.. إذن لابد أن تتغير لهجة النصائح التي تنصحها خرابات البيوت من : لا يجب عليك خدمة زوجك ورعاية بيتك ….
إلى: احسني اختيار زوجك حتى يستقر بيتك
وفي النهاية لا ننسى أن نؤكد أنه يجب على الزوج النفقة على زوجته وإطعامها وكسوتها بالمعروف .