محمد الطيب
2013-2011 ⵜⴰⵎⵎⵓⴽⴻⵙ ⵜⴰⵍⵍⴰⵙⵜ ⵙⵉⵙⵙⴰⴷ ⵏ ⵜⴰⵍⵉⵊⵉ ⵄ ⴷ ⵜⴼⵓⵉⵜ ⴻⵏⵏⴰⵖ ⵜⴼⴳⵓⵖ ⵜⴰⵙⴼⴰⵜⴻⵙⵙ ⵜⵓⵔⴰⵖ ⴳ ⵓⵊⴻⵏⵏⴰ ⵜⵓⵓⵍⵉ ⴰⴷⵔⴰⵔ ⵢⴻⵜⵉⵏⴻⵖ ⴻ ⵜⴻⵙⵙⵍⴰⵍⴰⵡ ⵜⵉⵏⴻⵔⵉ ⵍⵉⴱⵢⴰ ⴰⵙⵙⵓ ⵜⴻⵔⵏⴰ ⵜⴰⵎⴰⴳⴻⵜ ⵜⴻⵔⵔⴰ ⴷ ⴰⵛⴻⵏⴳⵓ ⵜⴻⴽⴽⴻⵙⵙⵜ ⴰⵙⵙⵓ ⵍⵉⴱⵢⴰ ⵜⵓⵢⴰ ⵜⴰⴷⵔⴻⴼⵜⴻⵙⵙ
أزيح الظلام ببزوغ الفجر, شمسنا أشرقت ,نورها سطع وفي السماء ارتفع الجبل يغني والصحراء تزغرد ليبيا اليوم انتصرت وعادت بلادنا بإزاحة العدو”الطاغية” اليوم نالت ليبيا حريتها تلك كلمات من الأغنية الأمازيغية : ” ⴰⵙⵙⵓ ⵍⵉⴱⵢⴰ ⵜⵓⵢⴰ ⵜⴰⴷⵔⴻⴼⵜⴻⵙⵙ” للمغنية الليبية دانيا بن ساسي
– كانت دانيا حينما غنت هذه الأغنية تظن أنّها توثق بها لحظة ملحمية من تحرر المواطن الأمازيغي من القمع والظلم الذي طاله في ليبيا ..
– حينما تغني لنا دانيا أغاني الحرية ،بكلمات من تأليف والدها الذي عاش في المنفى طويلا، وكأن بحوزتها قنبلة من الحماس فتلقيها في نفوسنا ، كما كان الجميع حينها متلهفين لأي عمل يؤكد لهم أنه فعلا لم يعد هنالك “لجان ثورية قمعية ” ،كانت قنبلة دانيا التي تلقيها في النفوس هي الأمل والحرية، فهذا هو ما كان ينقص الإنسان الليبي حينها ،وهذا ما كان يبحث عنه في الموسيقا وكلمات الأغاني إلى جانب حاجته لتعاطي المزيد من نشوة الحقيقة الأهم .
وهي أن “الأخ القائد” قد مات فعلا ، لأن الأمر الأكثر تأكيدا على أن “الأخ القائد “قد مات هو خروج هذا الإنسان الأمازيغي من مخبئه ،خاصة من خلال الفنون، إنه تأكيد قوي جدا لكون الطاغية لم يعد موجودا، وقد بدى على الجميع رغبة عارمة في إطلاق العنان لأنفسهم، لأرواحهم ، لإنسانهم ، بنفس الطريقة التي أطلق الإنسان الأمازيغي العنان فيها لنفسه .
إن اقل تعبير يمكن أن يصف تلك الفترة الزمنية المؤقتة التي كان الليبيون فيها يتلذذون بطعم عالم دون رقابة قمعية لأول مرة، إنّها فترة تم إعادة إحياء الموتى فيها من خلال تحرير روح الإنسان الليبي وتقدير تضحياته ووجوده… ولكن يؤسفني يا عزيزتي دانيا بن ساسي أن ذلك لم يدم طويلا يؤسفني حقا أنكِ اكتشفتِ أنكِ كنتِ متحمسة جدا أنت ووالدك حينما سقط الطاغية .
حتى تعلنا وتغنيا عن تحرر الوطن من الظلم ،دون أن تنتبها إلى أن سرطان النظام السابق لا يزال منتشرا في الدولة.. عزيزتي دانيا يؤسفني حقا اكتشافك أن أربعين عاما من تحريض الدولة لمواطنيها ضد الأمازيغية وتشويه رسالة النضال الأمازيغي الإنسانية التي لا تنادي إلا بالمساواة وحقوق الإنسان ،بإلصاق تهم المؤامرة عليها بخطابات فضفاضة عنصرية قومية ومن تحت هالة دينية ،كانت كفيلة بخلق عشرات من أمثال الطاغية في السلطة، عزيزتي دانيا يؤسفني أنك انتبهت أخيرا أن أربعين عاما من أي مرض يعني انتشاره على نطاق أوسع !
وللأسف الدكتاتور قد نشر أمراضه في الوطن فعلا ، أمراضه التي تنبذ الإنسان والرؤية الإنسانية ،نشرها في كل مكان قابل للعدوى. للأسف إن الإنسان الليبي لا يزال لم يحصل على كامل الاعتراف بكونه إنسانا يستحق أن يتواجد تواجدا فعليا مثل أي إنسان يستحق أن يوجد..
عزيزتي دانيا يؤسفني أنك تفاجأت بأن دسترة الأمازيغية كلغة رسمية في الدستور ودعم التنمية بالمناطق الأمازيغة في جبل نفوسة و “الجنوب الغربي “وإعطاء الأمازيغ نصف المواطنين ” كامل حقوقهم لا يقف على سقوط الدكتاتور فقط ، حتى وإن كان حقا هذا أمرا سيلوح في الأفق قريبا، فلن يكون إلا من خلال ضغط دولي وليس رغبة محلية أمازيغية فقط .