الدكتورة :: فريدة الحجاجي
مَوْسُوعَة لَا عِلْمِيّة تِتَنَاوَلُ مُصْطَلَحَاتِ اللّهْجَة اللّيبِيّة وَلَا تَهْتَمّ بِرَدّةِ فِعْلِ القَارِىءِ. مصطلح الحلقة: (الشَّعَر) وهو ما ينمو على رأس الإنسان من زوائد على هيئة خيوط ، ويحمل نفس المعنى في اللهجة الليبية ،، ويُطلق على شعر المرأة في بعض المناطق الليبية مصطلح (غثيث) خصوصاً عندما يكون كثيفاً ويميل إلى النعومة ، وقد تغنّى الشعراء الشعبيون وأيضاً المطربون في ليبيا بجمال المرأة انطلاقاً من شعرها .. فتُوصف بأنها أم غثيث و أم جدايل و أم السوالف ، وقد قال لها الفنان محمد حسن في الأوبريت التراثي (النجع) : نُخّي يا أم اقْصَاصْ طويلة ع الطبيلة جيناكم خطّار الليلة نُخّي يا زينة الالبـاسْ ويا أم اقْصَاصْ وأم غثيث كداس كداس والنّخ (أو النخّان) هو رقصة معروفة في ليبيا وجنوب تونس والجنوب الشرقي الجزائري ، وتعتمد على حذف الشعر للأمام والتمايل بحركة تشبه حركة الفرس ، وهى حكر على النساء دون الرجال. ومن تسريحات شعر المرأة نجد : الضفاير والقرن وذيل الحصان والطوبة والكَارِيه والقُصّة الحفّاري . ويُطلق اسم (العَاريا) على الشعر المستعار الذي تضيفه أحياناً النساء لشعرهن الأصلي . ومن صفات الشَّعَر في اللهجة الليبية: المكعكش (الأكرت) ، المنتف (الخفيف) ، المسبول (الناعم) ، المخبّل (غير الممشوط) ، المزيّت (الشعر المتسخ المحتاج للغسل). أما في عالم الذكور فقد تغيّرت التسريحات حسب الفترات التاريخية ، فقبل الاستقلال كانت حسَانة “السِفِر” أو “القرعة” هي السائدة تحاشياً للأمراض كالقمل والسيبان لصعوبة توفر وسائل النظافة في ذلك الوقت ! أما في عهد الاستقلال ، في منتصف الخمسينات فما فوق ، أصبحت التسريحة الرجالي “الكلاسيكية” هي المتّبعة عند كبار السن ، أما الشباب وبعض متوسطي العمر فقد تأثروا بالتسريحة التي اشتهر بها المغني الشهير إلفيس برِسلي وهي الشعر القصير من الخلف والكثيف من الأمام والمصفف بحيث يكون بارزاً كمظلة فوق الجبين ، وقد أُطلق على هذه التسريحة اسم (كابيلّه) وهي تحريف لكلمة إيطالية تعني الشعر .. ويبدو أن هذه التسريحة قد نالت إعجاب الليبيات فتغنّينَ قائلات : أسمر بو كابيلّه ** كان ياخدني خيرله ! ثم تمت إضافة الـ “بازيتّي” وهي امتداد لشعر الرأس على جوانب الوجه لتعطي للرجل المزيد من الوسامة والجاذبية .. في حقبة الستينات ومع صعود فرقة البيتلز لآفاق العالميةوتقليد الشباب لهم في جميع أنحاء العالم ، ظهرت تسريحة الخنافس ولكنها لم تنتشر إلا في بعض المدن لاستهجان المجتمع لها لتشابهها مع التسريحات الأنثوية. وبسبب تغير الأوضاع في ليبيا ظهرت في السبعينات تسريحة (الكاسكو) كدليل على الثورية والانسجام مع حركات التحرر ومناهضة الإمبريالية .. أما في الثمانينات ومع ظهور الأسواق الشعبية وإغلاق المحال التجارية لم يعد يتوفر للمواطن إلا أنواع غير جيدة من منتجات العناية بالشعر ومياه غير صحية ما أدى إلى انتشار آفة تساقط شعر الشعب الليبي .. ومن هنا فَقَدَ الكاسكو شكله المعروف وأصبح أخف وبدون تناسق وهو ما يُطلق عليه اسم (الغُفّـة) .. بعد ذلك بدأت المسلسلات التلفزيونية الخليجية في الانتشار وتبعتها التركية وأصبح تقليد (مهند) الممثل التركي الذي حظي بملايين المعجبات هو الموضة السائدة بين الشباب وبسببه زاد استهلاك (الجِل)بشكل ملفت .. ثم حدث تغيير جذري في السنوات الأخيرة ودخلت تسريحة (شبه القَرعة) لتكون في مقدمة التسريحات الشبابية المتبعة ، مع إطلاق اللحية ، أحياناً تدَيُناً وأحياناً اخرى لصرف النظر عن الصلعة الزاحفة على مقدمة الرأس ! أما مصطلح (شفشوفة) والذي يجمع صفات الشعر المكعكش والمنتف والمخبّل في آن واحد ، فقد اشتق منه اسم (بوشفشوفة) وهو مصطلح سياسي ظهر للعلن لأول مرة في العام 2011 معلناً عن حدوث تغيّر مهم في الأوضاع السياسية في ليبيا. ومن المفارقات الطريفة أن مصطلح (شوشـة) والمقصود به الشعر ، يُستعمل للإشارة على وقوع الشخص في الحُب .. فنقول : غارق في حُبها لشوشته ! بينما لو وقع نفس الشخص في المشاكل نقول : غارق في المشاكل لرقبته ! مما يدل على أن الإنسان بوقوعه في الحُب يغرق تماماً ، بينما وقوعه في المشاكل يغرق ولكن يبقى رأسه طافياً ليتنفس ! أغرقكم الله في الحُب وأبعد عنكم جميع المشاكل .. قولوا آمين. إلى اللقـــــــاء. الحياة تبدأ بعد الستين.