مبدع في سطور

ولد جان جاك روسو سنة 1722 ، أحب روسو مبادئ الحرية ومشاعر الكرامة من خلال الحوارات التي كان أبوه يديرها معه وهو لم يزل طفلاً ، وفي السادسة عشرة ترك أهله وفر هارباً بلا هدف إلا البحث عن قلب يعطف عليه .

وفي 1741 م توجه إلى باريس ، وكان قد كتب مسرحيته ( نرسيس ) على أمل أن ينشرها ، وفي 1743 م توجه إلى فيينا بعد أن رشح كسكرتير للسفير الفرنسي هناك ، ولكنه اصطدم بالسفير فترك منصبه عائداً إلى باريس .

في 1750 م فاز في المسابقة التي أعلن عنها مجمع ديجول في كتابة المقال ، وتكفل صديقه ديديرو بطبع المقال ، وهذا ما شجعه إلى الخوض في مجال التأليف ، وعرضت أول أوبرا له سنة 1752 م ، ومرة أخرى عندما أعلن نفس المجمع مسابقته الجديدة وهي الكتابة عن أسباب عدم المساواة بين الناس ، وكتب روسو ووجد نجاحاً لم يتوقعه على المستوى الجماهيري قبل النقاد وفي 1960 م أصدر روايته الشهيرة هيلويز أو جوليا ) التي صدر منها ستين طبعة في أربعين سنة . وتوالت بعد ذلك أعمال روسو الشهيرة : (الأخلاق والمادة ـ العقد الاجتماعي ـ المذاهب السياسية ) …. وغيرها .

وفي 1762 م صدر قرار باعتقاله وبحرق (إميل) و(العقد) ليهرب عائداً إلى وطنه سويسرا .وفي 1766 م ذهب إلى لندن بناء على دعوة من الفيلسوف الإنجليزي (هيوم) وهناك بدأ يكتب اعترافاته الشهيرة ، وفي 1767 م عاد إلى فرنسا باسم مستعار وظل هناك ثلاث سنوات قبل أن يدخل باريس في يوليو 1770 م بصحبة اعترافاته . وكتب (حواراً ) حوله إلى رسالة يثبت فيه براءته ، وراح يوزعها على المارة ولكنها قوبلت بالإهمال والاستهجان ، فكتب بعد ذلك (جوال منعزل) وهو من أروع ما كتب وفي 1776 م حاقت به أزمة عصبية جعلت الكل ينفر منه ويتهمه بالجنون رغم اجتيازه لها ، ومات في الثاني من يوليه سنة 1778 م .

أعداد / المهدي جاتو