دور المرأة المطلقة والأرملة في بناء المجتمع

دور المرأة المطلقة والأرملة في بناء المجتمع

نظمت جمعية سنابل الخير للأعمال الخيرية السبت 19-10-2019 جلسة حوارية حول (دور المرأة المطلقة والأرملة في بناء المجتمع) ، حضرها عدد من النخب الفنية والثقافية والإعلامية والناشطين والمهتمين بالجانب الاجتماعي .

وتأتي هذه الجلسة الحوارية كخطوة أولى في العمل من أجل تغيير النظرة الدينوية التي تتعرض لها المرأة المطلقة والأرملة في المجتمع ، وللقضاء على الموروثات والعادات الشعبية رغم هشاشتها المنطقية  و التي في ظاهرها في الأصل  نظرة الرجل إلى المرأة وتعدها درجة دونية على جميع المستويات الاقتصادية والدينية  والثقافية والاجتماعية و حتى السياسية ، وتصفها كائناً ضعيفاً خانعاً وتابعاً  ، في فكرة تصلبت  من كون سلطة الرجل هي الغالبة في كل مجالات الحياة حتى داخل الأسرة ، ولتجاوز النظرة من قبل  المجتمع للمرأة المطلقة كونها كيانا مستلباً وفاقدا أهليته .

وباعتبار طبيعة المجتمع تؤثر تأثيراً سلبيا في  رأي الفرد وباحتياجاته ورغباته وسلوكه وتعبيره ، كان لابد من إيجاد حلول وبرامج من شأنها تعزز من مكانة المرأة المطلقة والأرملة وتجعل منها عنصر فاعل في المجتمع والنهوض به ، ولكي يساعد في تجاوز الآثار السلبية التي تنتج عن فقدان المعيل الزوج وتأثيره على الأطفال وسلوكياتهم .

الجلسة الحوارية التي أقيمت ليوم واحد  انطلقت بكلمة افتتاحية من قبل المشرف على اقامتها (أسامة ابوسنينة)  رحب فيها بالحضور شاكرا تلبية الدعوة للمشاركة في هذه الجلسة التي تعقد على هيئة ورشة عمل حول دور المرأة المطلقة والأرملة في المجتمع .

وأعقب الكلمة الافتتاحية عرض مرئي أبرز نشاط وبرامج وأهداف جمعية سنابل الخير للأعمال الخيرية الراعية لهذه الجلسة ، حيث أوضح العرض أهداف الجمعية المتمثلة في مساعدة الفقراء والمحتاجين ، والعمل على ايجاد مشاريع لتوفير دخل يومي للأسر الفقيرة ، إضافة للسعي لتوفير الاحتياجات الأساسية للمعاقين والعجزة ، ومساعدة الأرامل والمطلقات ، وبين العرض الفئات المستهدفة للجمعية ، ومجالات العمل في الجوانب الانسانية والتوعويية والتعليمية والصحية .

ثم تحدثت منسق عام مؤسسات المجتمع المدني (حسن جوان) عن أهمية هذا اللقاء الذي يعني بشريحة مهمة في المجتمع وهي المرأة الأرملة والمطلقة ، مثنياً على جمعية سنابل الخير للأعمال الخيرية على تنظيمها هذا اللقاء متمنياً التوفيق للجميع في هذه الورشة .

وبدأت أولى محاور الجلسة من قبل د.(فائزة يونس الباشا) التي تحدثت عن  الطلاق وأثره على الطفل ، ووضع الأسرة الاستثنائي والتفكك الأسرى وانحراف الأطفال ، مبينة حالات التصدع التي هي أساس الانحراف في أخر احصائيات والمؤشرات الدولية قبل حتى الطلاق ، وأفردت مساحة للاستدلال بوقائع حصلت في المجتمع من خلال زيارتها لمؤسسات الاصلاح والتأهيل .

ثم تقدم أ.(محمد الشاوش) في المحور الثاني والذي ركز فيه على كيف تصنع المرأة ذاتها ،  وكيف تضمن مستقبلها ومستقبل أبنائها ، كما تطرق للجوانب التاريخية لمعاناة المرأة ، ولمكانة المرأة في الاسلام .

وعلى إثر ذلك جرى حوار ونقاش بين الحضور تركز في مجمله أن تكون النظرة للمرأة المطلقة والأرملة ايجابية وبكل احترام وتقدير لأن فشلها في الحياة الزوجية لا ينعكس على مفاصل الحياة كافة ، فقد يكون الرجل هو السبب في الفشل ، والتأكيد على دور الأهل في التقليل والتخفيف  وطأة هذه المعاناة القاسية ، من خلال مساندة المطلقة معنوياً ومادياً ، مع ضرورة احتوائها نفسياً وعاطفياً ، حتى تتمكن من إعادة ترتيب أوراقها ، وهو الأساس الذي تحتاجه لتنهض من جديد  أشد قوة وأمضى عزماً ، إضافةً إلى ضرورة تفهم الوالدين والأسرة لابنتهم المطلقة ، ومعاونتها لتعيد صياغة حياتها من خلال الدراسة أو العمل ،  وإعطاء الفرصة لحياة أخرى شريفة وكريمة ولا يم  النظر للماضى ، بل نستفيد منه ومن تجاربه ، وحتى لا تكرر هذه الأخطاء مرة أخرى ، فالدعم النفسي والمجتمعي هو أول ما تبحث عنه المطلقة بعد فشل حياتها الزوجية.

وخلال المداخلات أكد الناشط المدني (علي نوحا) على ضرورة دعم المرأة المطلقة في القطاع الخاص والعام وخاصة أن غالبية العاملين فيه من النساء .

وتسائل أ.(عبد السلام إسماعيل) في مداخلته عن من هو المسئول عن ما وصل إليه المجتمع ، مبينا الاحصائيات المفزعة لحالات الطلاق التي ترتفع في كل عام .

من جانبه قال الأديب والفنان التشكيلي د.(لطفي ساسي) أن حل وضع المرأة موجود فلماذا نبحث عنه أو ننظر لتجارب الدول الأخرى فليبيا كانت السباقة في أن وضعت المرأة في مكانها الصحيح وهذا واضح في الدستور الليبي سنة 1961 وكانت ليبيا ايضا سباقة في منظومة حقوق الانسان ، نحن لدينا التشريعات والقوانين التي تحفظ للمرأة حقها وهي نابعة من ديننا الاسلامي الحنيف نحتاج فقط لتفعيلها ، فالمشكلة هي النظرة وثقافة مجتمع والأمر لا يحتاج للإمكانيات ، علينا استثمار العقول النيرة في التوعية والتثقيف .

وشدد (الشيخ الطاهر الأغا) على ضرورة الخروج بآلية لإيجاد حل فعال ويكون في البداية بتوصيات ترفع لصانع القرار ، فلا يكفي اللقاء والحديث عن المشكلة ، فقد أقيمت العديد من البرامج وورش العمل التي تحدتث تقريبا عن نفس المشكلة ، فلابد من وضع برامج عمل يمكن متابعتها للحد من المشاكل التي تعاني منها المرأة في مجتمعنا ، وأضاف (الاغا) متسائلاً : لماذا لا نستفيد من رسائل الماجستير والدكتوراه والأبحاث الموجودة في أدراج كلياتنا بالجامعات الليبية وخاصة في الدراسات الشريعة والعلوم الاجتماعية ؟؟ والتي فيها ما يمكن أن نستقي منها لوضع حل ناجع ان لم تكن اصلا توصلت لحلول ونتائج ونضمنها ضمن توصيات للجهات المختصة المسئولة وان استدعى الأمر تعديل القوانين .

ونوهت من جانبها مدير إدارة التنمية الأسرية بوزارة الشئون الاجتماعية  (زهرة على عويد) للمرأة المفقود زوجها ويجب الاهتمام بها إلى جانب المطلقة والأرملة ، وللمتزوجات من أجانب وأبنائهن ، ووضع حد لزواج القاصرات من أجانب .

واقترح رئيس المنظمة الليبية للدفاع الاجتماعي لمحاربة الجريمة والانحراف(محمد سويدان) بتأسيس برلمان يختص بالتكافل والحد من الفقر ويكون من ضمن توصيات هذه الورشة .

وفي مداخلة أ.(سالم دية) أكد على دور مؤسسات المجتمع المدني ودور الأسرة والتوعية وتكثيف الجهود لإقامة برامج متعددة مختلفة للوصول لكل أسرة والاستمرار فيها .

وعقب المداخلات تم عرض مرئي من انتاج جمعية سنابل الخير بعنوان (واقع مطلقة) بين المعاناة التي تعيشها المرأة المطلقة نتيجة النظرة الدونية للمجتمع للمرأة المطلقة .

وفي اختتام جلسة تلت أ.(سالمة طالب) ما توصل اليه الحاضرون من نتائج في هيئة توصيات يتم رفعاها لصانع القرار والتي كانت وفق الآتي :

الاهتمام بشئون الارامل والمطلقات .

سن القوانين واللوائح التي تحمي المرأة المطلقة والاهتمام بالمرأة المطلقة القادمة من دور الرعاية وتمكينها من العيش الكريم وعدم العودة لدار الرعاية .

على وزارة الشئون الاجتماعية رعاية أطفال الشوارع واحتضانهم .

مطالبة وزارة العدل بضرورة النظر في القضايا التي تخص المرأة ، والإسراع في الفصل فيها  ، وإصدار الأحكام .

على وزارة الشئون الاجتماعية وصندوق التضامن الاجتماعي ، بضرورة صرف معاشات الأرامل والمطلقات .

النظر في أطفال المتزوجات من أجانب .

إنشاء مجلس للتكافل الاجتماعي .

تأكيد على دور وزارة الثقافة والهيئات المعنية بالثقافة  وإشراكها في العمل الاجتماعي . 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :