فسانيا تحاور :: الطبيبة والكاتبة العراقية شهد المرسومي

فسانيا تحاور :: الطبيبة والكاتبة العراقية شهد المرسومي

  • حاورها :: سالم الحريك

لم يمنعها التخصص الطبي والمشاغل الأسرية من استغلال وقت الفراغ المتاح لها بين الحين والآخر لممارسة شغف القراءة والكتابة.

أصدرت مجموعتين قصصيتين حتى الآن الأولى في بلدها الأم العراق والثانية في مصر.

تكتب بروح العاطفة والمغامرة وغيرها من السياقات إلا أن روح التصوف والبعد الإنساني هي السمة الأبرز في كتاباتها.

حوارنا مع الطبيبة والكاتبة العراقية شهد المرسومي.

بداية من هي شهد المرسوميوكيف تقدمين نفسك للقراء الكرام ؟

شهد المرسومي طبيبة أسنان عمري 29 عاما من بغداد لي ابنتان هما (رهف و ديمة) صدر لي مجموعتان قصصيتان (رمادي مفعم بالحب) و (كوبري وقصص أخرى). أنا قارئة ثمّ كاتبة تجمعني بقُرائي رابطة الانسانية التي تسمو فوق كل الروابط. ، لم يمنعني عملي كطبيبة أسنان من متابعة شغفي، ومحاولة تحقيق أحلامي التي أُسطرها بين دفَتي كتاب.
كيف كانت بداياتك مع القراءة حتى اختمرت الكتابة لديك؟

بدأت بالقراءة منذ صغري، من عمر ثمانية سنوات مع الكاتب المصري محمود سالم وسلسلة المغامرين الخمسة.

أولى محاولاتي لكتابة القصص بعمر عشرة سنوات، بعدها تركت الكتابة حتى عدت اليها و بقوة منذ سنتين.

  • هل تأثرتِ بكاتب محدد وقرأتِ له بشكل أكبر أم أن قراءاتك كانت متنوعة؟
  • أم أنك متأثرة بأدب المغامرات بإعتبار قراءتك المبكرة لمحمود سالم؟

تأثرت بالأدب الانكليزي البوليسي، أغاثا كريستي و آرثر كونان دويل.

حالياً أنا متابعة لكل جديد يصدر للكاتب الامريكي دان براون، الكاتبة التركية اليف شفق والكاتب المصري د. يوسف زيدان.

كما نعلم من خلال السيرة الذاتية الخاصة بك أنك طبيبة أسنان.

هل كان دخول المجال الطبي عن رغبة منك ولو عاد بك الزمن للوراء ستختارين نفس التخصص أم ستكون الوجهة إلى التخصصات الأدبية؟

للأسف كما هو الحال لدى أغلب بلداننا العربية، اختيار التخصص الدراسي بناءً على التفوق الدراسي لا على الرغبة الشخصية للطالب.

مع هذا أجد نفسي محظوظة بمجال عملي لأنه يجعلني في تماس مباشر مع شرائح كثيرة من المجتمع، وهذا يعد مادة دسمة لكتاباتي.

نعلم أن الكتابة ربما تحتاج لوقت وتفرغ وكذلك الكثير من الاطلاع.

  • كيف تجدين الوقت لذلك خصوصا أنك طبيبة أسنان كما أشرتِ ووالدة لكل من رهف وديما؟
  • أقتنص الوقت إقتناصاً للقراءة، أستغل أوقات فراغي القليلة، حتى مسافة الطريق بين البيت والعمل أقضيه في القراءة أو الكتابة لاسيما اذا خطرت ببالي فكرة فأسارع بكتابتها.
  • متى بدأتِ التفكير بالنشر وكيف كان تعاملك مع دور النشر التي نشرت أعمالك؟

خطرت لي فكرة نشر مجموعتي القصصية الاولى بين ليلة وضحاها، فقررت تجربة الدخول في عالم النشر الذي أجهل.

فظهر (رمادي مفعم بالحب) عن دار كتب خانة العراقية.
وقررت حينها انني سأوقع عقد مجموعتي القصصية الثانية بعد مرور سنة وهذا ما حصل فظهر (كوبري وقصص أخرى) مع دار ببلومانيا المصرية، وتربطني مع أصحاب الدارين علاقة طيبة.

نفهم أن تغير دار النشر الأولى خانة العراقية والثانية ببلومانيا المصرية من باب بناء جسور تواصل وانتشار أكثر لا بسبب بعد المشاكل أو الصعوبات أو عدم الرضى عن تجربة النشر الأولى لمجموعتك(رمادي مفعم بالحب)

رغبة مني في وصول كتابي للأشقاء في باقي الدول العربية، كان اختيار دار ببلومانيا المعروفة بانتشارها الواسع وتوزيع اصداراتها لأغلب الدول العربية.

ندخل إلى اصدارتك الآن.
حديثينا قليلاً عن مجموعتيكِ القصصيتين؟

مجموعتي الأولى (رمادي مفعم بالحب) مكونة من ثلاث قصص يغلب عليها طابع التصوف والروحانية.

مجموعتي الثانية (كوبري وقصص أخرى) أيضا مكونة من ثلاث قصص بمواضيع مختلفة بوليسية، رومانسية، دراما إجتماعية.

هل سيستمر هذا التنوع في كتاباتك واصداراتك القادمة ربما أو ستكون هناك قضية رئيسية تشغل الحيز الأكبر من الكتابة والتفكير لديك؟

أحاول التنويع في المواضيع قدر الإمكان، لأجد ما أبرع فيه أولا و لإرضاء أذواق القُراء المختلفة.
قصصك تعتبر طويلة إلى حد ما وذات سرد أقرب إلى الرواية.

هل هي فاتحة ربما لأعمال روائية قادمة؟

نصحني أكثر من قارئ بوجوب إنتقالي لكتابة الرواية، لا أعتقد أني سأفعل ذلك قريباً، ربما إذا مللتْ من كتابة القصص يوماً ما عندها سأتجه لكتابة الرواية.

إذن مستمرة في هذا الاتجاه حتى الآن هل نستطيع القول ان عملك القادم سيكون مجموعة قصصية أيضاً؟

مازال الوقت مبكراً للحديث عن عملي القادم، لنرى ما تخبئهُ لنا الايام.

نفهم أنك غير مشغولة بالكتابة الآن أو الاستعداد لنشر قادم الأعمال؟

أُجرب هذه الأيام كتابة القصة القصيرة جدا، وهو أحد انماط القصص الصعبة، حيث يجدر بالكاتب إيصال معنى عميق في بضعة سطور.

خلال قرائتي لمجموعتك القصصية رمادي مفعم بالحب هناك أبعاد فلسفية وفكرية وأبعاد خاصة بالتصوف على وجه الخصوص حيث ورود شخصيات كالحلاج وجلال الدين الرومي وغيرهم.

اولا ماذا يعني لك التصوف ثم هل تعكس هذه الكتابة مواقف فكرية خاصة بك تطرحينها في شكل سرد قصصي؟

التصوف بالنسبة لي صفة إنسانية تسمو بمقام من يتصف به، وهل هناك ماهو أسمى من حُب الواحد وهو المبدأ الذي يقوم عليه التصوف.

تطغي على كتاباتي سمة التصوف لأنها تمثل روح الكاتب التي تأبى إلا أن تظهر بين الصفحات.

تتفقين أن التصوف هو البعد الروحي المشترك بين كل الأديان؟

أتفق.. وكما يقول الشيخ الاكبر ابن عربي
أدينُ بدينِ الحُب أنما توجهتْ
ركائبه فالحبُ ديني وإيماني.

وأقتبس كذلك من كلام إحدى شخصيات قصتي (يا حضرت مـولانـا) التي وردت في (رمادي مفعم بالحب) : “الكل يعبد الها واحدا شئنا أم أبينا، فحتى أولئك الذين يدّعون عدم وجود خالق للكون، فهم يؤمنون في قرارة أنفسهم بوجوده، لأنه وحده الحقيقة المطلقة”
برأيك لماذا يغيب هذا البعد الروحي للتصوف ويتم استبداله بصورة نمطية سطحية وسيئة عنه؟

للأسف تنحصر صورة التصوف لدى من يسمع الكلمة في خانتين، الاولى لبس الثياب الرثة كدلالة على الزهد في الدنيا.

والثانية الممارسات اللاعقلانية لدى البعض كضرب أحدهم لجسده بالسيف وغير ذلك من حركات استعراضية لادعاء الكرامة، وهي بعيدة كل البعد عن جوهر التصوف.

ما هو تقييمك لواقع الكتابة والنشر في البلدان العربية اليوم. وبماذا تنصحين الكُتَّاب الشباب للبدء بنشر أعمالهم؟

أعتقد أن معايير النشر مُخفضة قليلاً، وأنا مع وضع دور النشر لضوابط معينة في قبول الأعمال الأدبية، لرفع مستوى ما يُنشر.

ونصيحتي للكُتاب الشباب ثِقوا بأنفسكم، ثِقوا بقلمكم، ولا مانع من مراجعة العمل عدة مرات قبل عرضهِ على الناشرين.

ما الهدف الذي تسعى شهد المرسومي للوصول إليه في عالم الأدب؟

أسعى أن أصل للمرحلة التي تطلب فيها دور النشر الأجنبية ترجمة أعمالي ونشرها بلغاتٍ مختلفة.

كلمة أخيرة في نهاية الحوار.

كلمة اخيرة.
إلى الساعين نحو أحلامهم، لا تركِنوا على جانب الطريق، واصلوا السير، فمتعة السعي نحو تحقيق الهدف لربما تفوق متعة الوصول.

كما اشكرك على هذه الأسئلة الممتعة والحوار الجميل.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :