المسلسلات الليبية في رمضان ازدهار كمّي أم تطور نوعي؟

المسلسلات الليبية في رمضان ازدهار كمّي أم تطور نوعي؟

استطلاع : منى توكا

ازدهرت الشاشة الليبية مؤخرا في صناعة المسلسلات وخاصة في موسم رمضان الكريم حيث تخوض الدراما الليبية حالة من النشاط الكبير و تخوض المنافسة بعدد كبير من الأعمال التي تتنوع بين التاريخي والكوميدي والمعاصر بمختلف خطوطه الاجتماعية، ويحضر عدد كبير من كبار نجوم ونجمات الدراما من خلال أعمال عديدة فمنهم من يعود بعد غياب ومنهم يخوض السباق بأعمال مختلفة عما سبق.

وكل مشاهد ليبي يلحظ هذا التطور في أساليب التمثيل والإخراج بالإضافة إلى ضخامة إنتاج بعض الأعمال في السنوات الأخيرة، وازدياد وإقبال الشباب الدخول في عالم التمثيل، ومن كان يتابع الشاشات الليبية سابقاً يلحظ الشح الشديد في الممثلين والمواهب خاصة من العنصر النسائي، ومع ذلك تختلف الآراء ولكن لا أحد يختلف أن إنتاج الأعمال وصناعة الدراما أصبح بعدد كبير ولكن كيف يرى صناع الأعمال هذا التطور؟

وهل بالفعل هناك تطور نوعي أم هو فقط تضخم كمّي؟

عناوين فرعية

  • الدراما الليبية تفتقر للنص الكامل المتكامل
  • لم أشاهد للآن عملا دراميا ليبيا شاملا
  • أعمال تعتمد على الضحكة السمجة واصطناع موقف كوميدي
  • عجز الكاتب على ترجمة واقعه المعاش على شكل عمل متكامل
  • الدراما الليبية لم تتقدم خطوة للأمام حتى الآن
  • منصات التواصل ميزان وتقييم مباشر من المشاهد لصانع العمل دون مجاملة
  • الدراما الليبية في تطور ملحوظ و جميل
  • –       تنافس القنوات التلفزيونية فيما بينها أثر على جودة الأعمال المقدمة
  • قلة الأعمال الكوميدية بسبب نقص الوجوه الكوميدية التي تجذب المشاهد
  • عدم تقبل المجتمع للدور و الشخصية المطروحة
  • المشاهد الليبي يتحيز للكوميديا وخاصةً السوداء

 يقول المخرج عادل الحاسي “نحن نفتقر للنص الكامل المتكامل النص المعتمد على الحبكة الجيدة التي تعتمد في الأساس على بناء درامي متماسك وأسلوب متفرد بذاتية المؤلف الذي بالطبع يقوم بتطوير الأحداث دون ملل والتناغم بين عناصر النص من دراما محاكاة أفعال الأشخاص وصراع الشخصيات الذي يتولد مع انفجار الحدث الرئيس الناتج عن فعل الشخصية الرئيسية أو الشخصيات الثانوية وأيضا أن تكون الحبكات الفرعية متوحدة مع الحبكة الرئيسية دون أن تحيد عنها حاملاً لكل الأسس والمقاييس بداية ووسطا ونهاية يسير بعدة خطوط درامية.

أردف ما نشاهده الآن هو اعتماد العديد من الكُتْاب على الاقتباس لنصوص عربية وعالمية”.

وتابع الحاسي متحدثا عن هؤلاء الكتاب ” أن هدفهم مادي ولايهمهم القيمة الفنية ولايضعون أي اعتبار للمتلقي. أوضح أما المجمل فإن صناعة الدراما في ليبيا بدأت تتعافى وتسير نحو الأفضل ، فقط تنقصنا نقابة ووزارة حقيقية و لجان مختصة لإجازة النصوص ومتابعة تنفيذ الأعمال، بالإضافة إلى ورش لإعداد الممثلين وأيضا دورات شاملة لكل مجالات العمل الفني، تمثيل، إخراج، تصوير مونتاج، إضاءة، صوت مكياج، وتنكر وغيرها.

أما جابر سعد سليمان كاتب قصص قصيرة لم يختلف كثيرا عن رأي الحاسي حيث قال لم أشاهد للآن عملا دراميا ليبيًا شاملا فأغلبهم يبحثون على المشاركة لمجرد المشاركة ومنهم من يبحث عن عقد مالي فقط ويقدم أي شيء ولا يهمه إن كان ذلك سيزيد رصيد أعماله القيمة أم لا.

وتابع لم تختلف الأعمال قديما وحديثا في ليبيا فأغلبها يعتمد على الضحكة السمجة واصطناع موقف كوميدي قد لا يضحك المؤدي نفسه وأصبحت الأعمال مجرد ( حشو ) لجدول البرامج الرمضانية ليس إلا . ” حقيقة أن الحديث عن الدراما الليبية حديث موجع وذو شجون ، الدراما ربما بمعناها الشامل هي مرآة للواقع المعاش لأي مجتمع ، تعكس الواقع بكل القضايا والصراعات بشكل درامي أو كوميدي أو تراجيدي ، وإن كانت لا تطرح حلولا إلا أنها تكتفي بالطرح الذي يختلف حسب رؤية كل كاتب أو مخرج .

وتابع موضحا الدراما الليبية وإن كانت بعيدة عن تفسير الواقع الحقيقي للمجتمع الليبي إلا أنها فضلت الكوميديا أو محاولة إضحاك المواطن على مشاكله بشكل مثير للشفقة لمقدم العمل نفسه ، بداية من أوائل المؤدين كقزقيزة وأشباهه وصولا لمخرجات رمضان 2022 ، فقصة استناد أغلب الأعمال للروايات والقصص وربما المستوردة منها هي دليل عجز الكاتب عن ترجمة واقعه المعاش على شكل عمل متكامل أو وجبة واحدة دسمة، لعل هناك مثالا مررت به شخصيا وهو أن أحدهم طلب عملا دراميا من 15 حلقة قبل شهر رمضان بأسبوع واحد و رفضت لاستحالة تجهيز عمل خلال هذه الفترة وتفاجأت من رده بأن المحتوى لا يهم فالمهم المشاركة!

وعن رأيه في الدراما الليبية ككل قال” من وجهة نظري أن الدراما الليبية لم تتقدم خطوة للأمام حتى الان ولست متحاملاً بل إن مقياس النجاح هو الصدى الشعبي ليبياً أو عربياً ولم ينجح أي عمل ليبي عربياً

وعند سؤالنا عن دور وسائل التواصل الاجتماعي و تأثيرها في صناعة النجوم أجاب القاص جابر سليمان “مواقع التواصل قد تصنع نجماً وأيضاً قد تنهي مسيرة أحدهم قبل أن يبدأ فهو ميزان وتقييم مباشر من المشاهد لصانع العمل بدون مجاملة، حتى على الصعيد العربي شاهدنا صناع محتوى أصبحوا نجوماً بفضل مواقع التواصل الاجتماعي”

 أما الممثل الصاعد فؤاد الفقيه يرى أن الدراما الليبية في تطور ملحوظ و جميل في تنوعها و قال ” ما أراه حالياً من أعمال تعود بنا لتاريخ ليبيا المهمش منذ زمن طويل و لا نعلم عنه سوى القليل و منه المشوه ما أعتبره نقلة نوعية في الدراما الليبية.

 أما عن تحول المسلسلات من طابع الكوميديا و السكيتشات إلى القصة الهدف منها تحويلها إلى عمل درامي يحاكي الواقع المعاش”.

 ويرى الفقية أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في التأثير على ما يريد الجمهور و مايبحث عنه المشاهد بالرغم من تأثيرها السلبي ولكن هي مساحة وسوق مفتوح لللمخرجين في إيجاد المواهب و للكتاب في معرفة اتجاهات الجمهور

ومن سبها قال فارس الجهمي إعلامي ومخرج مسلسلات و أفلام قصيرة إن هناك تطورا كبيرا في الأعمال الدرامية وصحوة من سبات وذلك بسبب تنافس القنوات التلفزيونية فيما بينها وقد أثر هذا التنافس على جودة الأعمال المقدمة” وعن تمثيل الروايات قال إنه من السهل تمثيل الروايات لأنها تحتوي على السيناريو والحبكة المطلوبة أما تمثيل الواقع فهو يحتاج لكتابه سيناريو وقصه وأمور أخرى نحن لسنا مستعدين فنيا لتنفيذها”.

وعن ابتعاد الإنتاجات الليبية عن الكوميديا كما في السابق أجاب الجهمي ” أعتقد أن السبب يرجع لنقص الوجوه الكوميدية التي تجذب المشاهد أما الأعمال الدرامية فهي تعتمد بشكل كبير على القصة والرواية الشعبيه التي تجذب المشاهد”

وأضاف ” والأهم العنوان البارز الذي يجذب المشاهد ومن هذا المنطلق يتم اختيار العمل والحري هنا أن تتم دراسة الشارع الليبي ونوعية البرامج والأعمال التي من شأنها أن تجذب المشاهد الليبي والشارع الليبي ككل”.

 وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير وهو ما يساعد العمل الدرامي للوصول إلى المتلقي سواء بشكل إيجابي أو سلبي وأيضا آراء الجهور ورد فعله على هذا العمل يمكن معرفته فوريا خلال هذه المواقع”.

و كما أسلفت الذكر أن الدراما الليبية مازالت تلتمس طريقها نحو صناعة هوية ومكانة عربية وعالمية ولا ننكر أن هناك تطورا كبيرا وملحوظا قد طرأ على الدراما الليبية وقد سعى صناع الدراما في ليبيا إلى تطويرها وإن كان هذا التطور بطيئا بعض الشيء ولكنه ملاحظ بالنسبة لمن يهتم بالدارما الليبية وبحث في تاريخها” .

وعن دور وسائل التواصل الاجتماعي قال” نحن هنا في صدد الاعتراف أن السوشيال ميديا تلعب دورا كبيرا في إبراز المواهب وفي دراسة اتجاهات وميول الجمهور واحتياجاته من أعمال درامية وكوميدية ومن المفترض أن تكون السوشيال ميديا من أهم مصادر دراسة الجمهور ودراسة رد فعله” وبعيدا عن صناع الأعمال والممثلين كان للجمهور رأي أيضا حيث

قالت الإعلامية فائقة بلال عن رأيها في الدراما الليبية” يوجد تطور ملحوظ في الدراما توجد أفكار جيدة من أرض الواقع تستحق أن تصنع منها أعمالا ولكن المشكل هنا فكرة استيعاب الجمهور لما يقدم لها أو قبولها وأقرب مثال يوجد عمل من أعمال هذه السنة يعرض ممثلة قامت بحقن ممثل بإبرة حصل عليها هجوم كبير وهناك فنان مثل شخصية شاب يتميز بالنعومة في الحديث في أحد المسلسلات تعرض للضرب في الواقع وعلى إثر ذلك نقل للمشفى وكل هذا بسبب عدم تقبل المجتمع للدور مع أنه توجد بعض النماذج الحقيقية مثل الشخصية المطروحة “

وعن السبب وراء الميول لتمثيل الروايات والابتعاد عن تمثيل الواقع المعاش أصبحت مستهلكة من رواد السوشيال ميديا وأصبحت أكثر أداة للشهرة وأكثر عرضة على مدار السنة و يوجد من يقدمها بطريقة درامية ومن يقدمها بطريقة ساخرة “

وترى بلال أنه بوجود الدراما وزيادة إنتاجها في موسم رمضان لكن المشاهد الليبي أصبح يتحيز للكوميديا وخاصة الكوميديا السوداء التي تعرض واقع المجتمع بطريقة ساخرة”. وعن سؤالنا عما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في سحب البساط من التلفزيون أجابت “هي بالفعل سحبت البساط ولكن لا تزال لمة العائلة على التلفزيون عادة من العادات الرمضانية التي لا يستغنى عنها.

وعن مدى وصول الدراما الليبية في طريق تحقيق أهدافها واقترابها من الإنتاجات العربية أجابت” لن نقول إنها وصلت إلى هدفها ولكن سنقول يمكن أن تصل عربياً بسبب بعض المشاركات الدرامية مع بعض الدول العربية الشقيقة مثل سوريا”.

الخاتمة

وفي خضم الصراع المحموم على المائدة الرمضانية وما يقدم عليها من إنتاج درامي وكوميدي منوع يبقى الحكم للمشاهد المتعطش للمنوعات والمسلسلات الرمضانية ويبقى السؤال عن كيفية التقييم هل من حيث النوع أم الكم؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :