أرض الفطام

أرض الفطام

الراحلة فاطمة بن فضيلة

لم يحملني اللوح الى الغار و لا ألقى بيَ النوء على سارية الكلمات، أتشبّث

 بضلوع ناتئة في كتف الأرض و أصعد، أصعد… يلقي بيَ الغار الى السفح

و يقول اغتسلي….

“اغتسلي بالطين”  تكمل راعية تنهش ضرع السفح و تطعمني، يمّمت

 تجاويف الصلصال و تيمّمت…

تشبّثت بضلوع ناتئة و صعدت، ألقاني الغار الى السفح و قال اغتسلي…

“اغتسلي بالماء” قالت حادية كانت تنهش ضرع الغيم و تسقيني، عمّدت

 جبيني بماء النهر، توضّأت و تسلّقت جديلة عناب أرسلها الجبل الى كف

 الأرض يغازلها، ألقاني الغار الى السفح و قال اغتسلي…

“اغتسلي بالضوء” قالت عاكفة كانت تنقع كفّ الليل بآنية بحرية، رطّبت

يديّ بنور الصدفة، و سكبت كويرات الضوء على جسدي و صعدت، ألقاني

 الغار الى السفح و قال اغتسلي…

في اليوم العاشر كان الصلصال دليلي و كان النهر يمدّ جنود الماء ليحفر

 في الأدغال سبيلي و الضوء يسوق الظلمة للأحراش لأعبر، أتشبّث بخلايا

 الموتى، أشجار نبتت في ذقن الجبل و أصعد، يلقيني الغار الى السفح و

 يقول اغتسلي…

“اغتسلي بالدمع” أجهش شيخ وُصلت أحداقه بمياه النهر….

                              و بكيتك حدّ الكفر…..

في اليوم الأوّل بعد العاشر كان الملح يغطّي السفح… نبتت في خدّ الجبل

كويرات بيضاء…

أتشبّث بالملح و أصعد

يسوق النهر خطاي و أصعد

يحملني الصلصال الى الأعلى

يخيط الضوء خطاي على باب الغار

يقتلع الغار خطاي، يلقيني الى السفح و يقول اغتسلي

“اغتسلي بالدم” قال غريب يتبع سرب أيائل و يمدّ خطاه على ندم…

حلمات الأرض عجاف و أيائل ذاك الراعي تلعق حمرتها و تمضي…

في اليوم التاسع و العشرين كنت تخرج من ضلعي و دماء الطلق تغطي

 الغار

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :