ماجدة الظاهري
صاخِبٌ هذا المَساءُ
أرْفَعُ كأسِيَ في صِحَّةِ هذا الوَطَنِ
اٌلمُمَدَّدِ عَلى سَريرٍ لا نِهائِيّ
لا نَديمَ لي يُشاركُني
أدُلُّهُ إلى الكَأسِ
يَرْتَشِفُ الطَريقَ إلى الجَنَّةِ
فَتُسْكِرُهُ الأمْنِياتْ
******
لا نَنْس أنَّ الريحَ ما أصابَها الإعْياءُ
وأنَّ البَحْرَ ما يَزال جَريئاً
لِيَرْفَعَ مَوْجَهُ مِهْرَجاناً عالِياً للغِناءِ
لا نَنْس أنّ تَعاويذَ الكَهَنَةِ
ما عادَتْ تُجْدي
لِتَتَكَوَّرَ البِلادُ عَلى قَدْرِ الكِساءِ
لا تنْس أنَّ الكَلامَ ما عادَ يَسْتُرُ
عُرْيَ الجِرارِ المُتَأهِّبَةِ للبُكاءِ
******
أرْفَعُ كأسِيَ في صِحَّةِ
هذا الوَطَنِ المُمَدَّدِ عَلى سَريرٍ لا نِهائِيٍّ
أراهِنُ الحَرْفَ
والمَعْنى
واللَوْنَ
والطَيْفَ
أنْ تَنْفَتِحَ كُوَّةٌ في الظُلْمَةِ
تَتَقاطَرُ مِنْها فُصولٌ
تَدُلُّ العَدُوَّ عَلَيْنا
نَلوذُ بِحُرْقَتِنا إلى الرَبيعِ
فَتَدورُ الأرْضُ
وَندورُ
نُحْصي قَتْلانا
نُخْطِئُ في العَدِّ
وَنُعيدُ
كُلَّما أعَدْنا العَدَّ بَكَتِ الشَواهِدُ مَعَنا
لَعَلَّنا نَصيرُ أصْفَرَ الأقْحُوانْ
أو أحْمَرَ شَقائِقِ النُعْمان
أوْ….
بَياضَ الأمانْ
أوْ…..
زُرْقَةً خضراء
ما بَيْنَ البَحْرِ والسَماء
لَعَلّنا نَصيرُ
سَماءً
إلى جَنْبِ السَماء
ما زلْتُ أراهِنُ
فَهَلْ…
سَيَخْذِلُني الحَرْفُ
والمعنى
لَوْ أشاء؟
******
أرْفَعُ كأسِيَ
في صِحَّةِ هذا الوَطَنِ
اٌلمُمَدَّدِ عَلى سَريرٍ لا نِهائِيّ
أشُدُّهُ إلى ألْوانِ الحُلْمِ فِيَّ
تَنْكَسرُ الكَأسُ بَيْنَ أصابِعي
يُصيبُ الشَظى وَجْهَ قَمَرٍ تَدَلّى
بِشَراشِفِ سِرِّ الأسِرَّةِ المُمْتَدَّةِ في السَماء
أعَرّي الدَمْعَ مِنْ كُلِّ الرِداء
يَتَلَوَّنُ المَدى بِشَهْقاتِنا
أتَكَوَّرُ
أتَدَوَّرُ
أتَكَوَّرُ
أتَدَوَّرُ
أتَكَوَّرُ
وأمُدُّ هامَتي
أطْوَلَ مِنْ عُنُقِ الكِساء
فَيَعْلو
في عُروقِيَ
مَنْسوبُ الدِماء
وَأعلو
أرْفَعُ كأسِيَ في صِحَّةِ هذا الوَطَنِ
اٌلمُمَدَّدِ عَلى سَريرٍ لا نِهائِيّ
أرْفَعُ كأسِيَ
فأصْحو
وَيَصْحو
وَنَصْحو