محمود السوكني
إستهداف المخيمات والبيوت الأمنة ، إقتحام دور العبادة والعبث بمحتوياتها ، إستعراض عضلات القوة داخل المدارس ونشر الرعب بين تلاميذها والتنكيل بمدرسيها ، إطلاق أيادي المستوطنين النجسة المحمية بقوى الشرطة ومصفحات الجنود على الأبرياء العزل ، وتشجيعهم على تدنيس المسجد الأقصى ضمن خطة مرسومة لتهويده ، إساليب في منتهى الخسّة والنذالة يقترفها العدو على مرأى ومسمع العالم لا تجد سوى التنديد المغلف للإعجاب من الغرب وعملائه ، والبكاء والإستهجان من ضعاف الحال ، يحدث هذا مصاحباً للحرب الشعواء التي يقودها جيش الإحتلال منذ إحدى عشر شهراً مخلفاً مائة وستة وثلاثون ألف شهيد ومصاب قابلة للزيادة في كل ثانية من عمر الزمان ، هذا غير المفقودين والمدفونين أحياء في مقابر جماعية ، والألاف الذين تعج بهم سجون العدو في أسوأ اوضاعهم يعاملون بوضاعة أحط من الحيوانات وبأبشع مما كان يجري في معتقلات الفوهرر . في اليومين الماضيين نقلت الأخبار تفجير ألاف أجهزة الإستدعاء (البيجر) التي سبق أن استوردها حزب الله من شركة أوروربية تحمل توكيل الشركة الام في تايوان ، الحدث المروع ذهب ضحيته في اليوم الأول إثنى عشر شهيد منهم طفلان ، كما اصيب أكثر من ثلاثة ألاف من المواطنين في لبنان وسوريا أغلبهم لا علاقة لهم بالأمر وذنبهم أنهم كانوا في مواقع الانفجارات التي وقعت أغلبها في أماكن مكتظة كالأسواق واخرى أمنة كالمساكن والمركبات !
تجاوزاً عن تفاصيل شراء الأجهزة ، ومن كان وراء الصفقة ، ولماذا هذه الأجهزة تحديداً ، و الكيفية التي تم بها إختراق المنظومة الأمنية للحزب ، وهل كان الإختراق وسيلة سهلة للإطلاع على أسرار الحزب وخباياه ؟! كل هذه التساؤلات تخص الحزب يبحثها بمعرفته ، الذي يشغل بال المتابعين : إلى أين سينتهي هذا الوضع المتأزم ؟! ومن بمقدوره وقف هذا الإجرام الصهيوني الذي لا حدود لطغيانه ؟! أما ما يشغلنا نحن فهو السؤال الذي لن نتوقف عن طرحه : من يعيد لهذه الأمة كرامتها المسلوبة ؟ كم هو عدد الشهداء المطلوب تقديمهم قرباناً حتى تستيقظ في قادتنا النخوة وتعود الشهامة تسري في صفوف جيوشنا وتعلو الرايات مجدداً ؟ كم نحتاج من الوقت حتى نعود إلى الحياة ؟ أسئلة بات طرحها على الملأ سُبّة ، وأضحى الإفصاح عنها عار ، وقد تصبح يوماً تهمة يساق صاحبها إلى مخافر الشرطة وساحات القضاء ، زمن داعر ، ووقت عصيب ، وحال يبكي الرضيع .