إرادة التفوق

إرادة التفوق

  • محمود السوكني

   أنت أقوى مما تتصور ، لكن تعوزك الثقة في النفس ، وتفتقد الإيمان بقدرتك على صنع المستحيل .

كثيرون غيرك عانوا من نفس المشكلة لكنهم تغلبوا عليها في نهاية الأمر بالعزيمة والإرادة والثقة في النفس.

علماء تُفِّهّت مداركهم في أول الدرب ، لكنهم شقوا طريقهم وصنعوا المجد الذي كانوا أهلاً له وبُعِثوا لتشييد صروحه.

عباقرة عاندتهم الحياة في بداياتهم ، وتفاخرت الأمم بإنجازاتهم عندما امتلكوا ناصية الفعل ، وحققوا ما كان ضرباً من الخيال .

أنت أهلٌ للمفاخر ، وخليق بالمعجزات عندما تؤمن بقدرتك على التفوق ولا تستكِنْ إلى الدّعة وتهول الأمور وترى كل إنجاز معجزه يستحيل تحقيقها.

لم يولد ” أينشتاين ” عبقريا لكن إرادته صنعت منه علامة فارقة في تاريخ البشرية، كذّبت توقعات مُدرسيه الذين وصفوه بالغباء، ونعتوه بالفشل في بداية حياته الدراسية، ولا كان ” ألفرید نوبل ” متفوقاً هو الآخر في حياته الدراسية ،بل كانت تعطى له الدرجات الدنيا التي لم تكن تُنبئ بميلاد مخترع فذ ، قلب موازين القوى وأحدث فتحاً علميّاً على الكرة الأرضية باختراعاته المدمرة التي سخّر أرباحها بعد ذلك لإسعاد البشرية تكفيراً عما جنته يداه وتعويضاً عما اقترفه عقله الجبار من تخريب !

العالم المصري “أحمد زويل” الذي أدهش العالم “بالفيمتو ثانية”رغم صغر سنه لم يكن سوى طالب جامعي من مئات الآلاف من الطلبة الذين تعج بهم جامعات مصر ، ولم يلفت انتباه أحد حتى خرج على العالم بذلك الاختراع العلمي الذي أبهر الدنيا بأسرها.

كلهم كانوا مثلك ، وبعضهم إن لم يكن أكثرهم مرّوا بمراحل مضنية قبل أن يلتفت العالم إلى إمكانياتهم ، وينتبهوا إلى مكامن العظمة فيهم.

الإرادة هي عنوان النجاح ، وهي الطريق الممهد لتسنم قمم المجد، وهي ليست بضاعة تُشترى ، ولا هي هبة تُمنح ، إنها رغبة جامحة يسندها فعل عملي مثابر لايتوقف حتى يحقق مبتغاه من نجاحات تصنعها  الإرادة وحدها .

المهم أن تبدأ ، وأن تنطلق ، وأن تؤمن إيمانا راسخا بأننا جميعا خُلقنا بذات المواصفات وأن قدراتنا العقلية واحدة لا تمايز بينها ولا تفاضل .

 حدد لنفسك هدفا ، واسْعَ إلى تحقيقه بالتخطيط الجيد، والخطوات الواثقة ، والحماس المنظم ، والثقة في الله الذي يشد من أزر الساعين إلى المجد ، والثقة في النفس التواقة إلى التفوق، المشحونة بالرغبة في التألق والخليقة بالتميز . واعلم أن الرحلة دائما تبدأ بخطوه أولى فلا تتكاسل ولا تتراجع وابدأها الآن ولا تؤجلها للغد ، فقد لا يأتي.

تأكد أن الأكفاء وحدهم الذين يتصدرون الصفوف ويُحْدثون الفوارق ، فلا تتردد واحتل مكانك في الصدارة حيث يجب أن تكون.

انطلق ، وتوكل على الله وستصل حتما ولو بعد حين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :