قصة قصيرة :: محمد الزنتاني
بعد أن ناولته , مجموعة علي الرقيعي الشعرية ” أشواق صغيرة ” في طبعتها الأولى , قلت له :
أقرأها , و أرجعها لي , فهي ثمينة , إنها الطبعة الأولى !
* * *
بعد فترة أعاد لي المجموعة , شاكرا , وضعتها بهدوء في حقيبتي , نظرت إليه و أشرت إلى المكان , فهز رأسه موافقا .
جلسنا , على حافة نافورة الخيول , بميدان الشهداء .
تأملنا , في صمت , المارة و هم يخبون في اتجاهات متعاكسة , و السيارات , بدت سلاسل لا تنتهي , في حين لم يكف الرذاذ عن ملاحقتنا بنزق محبّب !
* * *
تلفّت في الاتجاهين , و ابتسم لي , و أخذ يسمعني بعض المقاطع من قصائد المجموعة , كان قد حفظها عن ظهر قلب !
استمعت إليه بشغف و ارتياح , و قلت له بعفوية , مشجعا :
أرأيت , إنها أشواق علي الرقيعي الصغيرة !
فرد فورا , بلهجة جادة ومدافعة , و بتلقائية أدهشتني :
لا , إنها ليست صغيرة !