بقلم :: هاجر الطيار
ماذا لو ….
استيقظنا فجأة على وقع الربيع يقاوم فوضى الفصول ، و يتفتق زهرا وينثر على أيامنا نورا عطرا ؟! .
ماذا لو …
اكتشفنا أن كل هذا الخراب و الدمار الذي يجتاح العالم ما هو إلا أضغاث أحلام أو خداع بصري تماما كالذي نجده في أفلام الإثارة ، أو على الأقل وجدنا ربيعنا مختبأ في عباءة الصيف … ظاهره فيه العذاب وباطنه فيه الرحمة، ووجدنا فيه بردا وسلاما ،تماما كنار إبراهيم ؟!
ماذا لو…
حققت ثوراتنا الفرنسية – عذرا أعني العربية – أهدافها التي انتظرها المواطن الكادح البسيط ومنحها شطرا من عمره !
ماذا لو…
ثرنا معا وأوقعنا بشياطين الإنس والجن ، وأبقينا على شيطان الشعر ،و نصبناه كبيرهم الذي يعلمهم الشعر ؟!
ماذا لو…
أصبحنا ونحن نغرد مع عصافير الصباح ندندن مع فيروز ، ونحتسي قهوتنا بسلام عقب ليل هانئ ،لم يتكدر صفوه بأصوات الرصاص أو صراخ الأطفال هلعا أو ولولة النساء الفاقدات ، هذه ثكلت وأخرى رملت ؟!
ماذا لو …
ثرنا على الموت بإصرارنا سعيا وراء الحياة ، و على القبح عزفا على وتر الجمال ،وعلى الظلم إرساء للعدل حين نقف عند الحق ضد البغي و الظلم ،و على الفوضى بكبح جماح انفسنا وتعويدها على النظام قبل أن نطلبه من غيرنا ؟!
ماذا لو حدث هذا كله ؟!
أم تراها محض أمنياتنا وأوهام وليست الا أضغاث أحلام ؟!
هاجر محمد الطيار