أطلقوا «بتوع الأتوبيس»

أطلقوا «بتوع الأتوبيس»

لا يعرف أحد عدد المحبوسين احتياطياً لفترات تقترب فى بعض الحالات من عامين دون أن يحالوا على محاكمة. وغالباً ما يكون سوء حظ هؤلاء قد وضعهم فى طريق حملات أمنية تستهدف غيرهم، مما جعلهم موضع شبهة فوجدوا أنفسهم وراء القضبان دون أن يعرفوا سبباً لذلك.

وكنت قد أثرتُ هذا الموضوع منذ شهور تحت عنوان مقتبس من الفيلم المشهور “إحنا بتوع الأتوبيس” للمقارنة بين القبض العشوائى على أبرياء فى الفترة الأخيرة، وفى المرحلة التى عالجها الفيلم فى ستينات القرن الماضى. ويُطلق على ضحايا الاجتهاد العشوائى “بتوع الأتوبيس” على سبيل تشبيههم بركاب أتوبيس يُلقى القبض على ركابه خلال البحث عن مطلوبين للعدالة.

وأعود إلى الموضوع نفسه اليوم لأنه مازال يتطلب حلاً عاجلاً لتقليل الأخطار التى تترتب على احتجاز شباب أبرياء لم يرتكبوا جرماً. فمن يُحتجزون فى سجن يجمعهم مع متطرفين يمكن أن يجعلهم هدفاً للتجنيد. والحالة النفسية السيئة لشاب وجد نفسه محتجزاً فى سجن بلا ذنب يمكن أن تكون نقطة ضعف ينفذ منها المتطرفون اليه. كما أن طول فترة الاحتجاز قد تدفع بعض من يشتد شعورهم بالظلم إلى السعى للانتقام بعد الإفراج عنهم، فيخسرهم المجتمع أيضاً.

ولذلك ينبغى الإسراع بفرز حالات المحبوسين احتياطياً وإطلاق سراح من يتأكد أنه لا مبرر لمواصلة احتجازه، ولا وجه لإقامة دعوى قضائية ضده، مثلما كان يحدث فى معظم الفترات من قبل.

ومن أشهر وقائع الاحتجاز العشوائى فى تاريخنا الحديث تلك التى حدثت بعد أقل من ساعة على إطلاق رصاص على سيارة زعيم الوفد مصطفى النحاس عام 1937. فقد قُبض على الفاعل بعد دقائق، وعُثر فى جيبه على نسخة من صحيفة “مصر الفتاة”.

فما كان من السلطة الأمنية إلا أن هاجمت مقره فى شارع الفلكى, فعثرت على ورقة مدون بها 20 اسماً روى الأستاذ حافظ محمود بعدها بسنوات أنه كان قد اقترحهم على رئيس الحزب للمشاركة فى مؤتمر وطنى للشباب.

غير أنه لم يمض يومان على حبسهم حتى تبين أنهم من “بتوع الأتوبيس” وأُطلق سراحهم على الفور. فمتى يُطلق سراح “بتوع الأتوبيس” الحاليين؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة “الأهرام” المصرية

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :