- محمود أبوزنداح
قيادة شعب حر مثقف تكون أسهل وأفضل من قيادة شعب متخلف متعجرف وإن كانت شعوب العالم الثالث كلها متخلفة حسب التصنيف العالمي وفق مراكز القوى للدول الصناعية وحسب منظور القوى الاستعمارية التي ترى أن الدول الصغيرة المخالفة والمختلفة عنها يجب وضع اليد عليها ورعايتها لأنها خطر على نفسها وعلى الآخرين وسوف تقتل وتدمر وتخلق توترا وصراعا مما يسبب في الهلاك وهناك دول ذهبت إلى أبعد من ذلك في وصف دول أفريقية بأنها من سلالة الحيوانات وأنها عبيد لاينفع معها التعليم أكثر من فرض أسلوب القتل والتعذيب تحت عصا المستعمر الذي يملك القوة والمقدرة العلمية والتكنولوجية وكل وسائل الحرب والمخابرات التي تؤثر في تلك الدول. نسي أو تناسى المستعمر أن سبب التخلف والأمراض والدمار في دول العالم الثالث هو العدوان والاعتداء الغاشم الذي سرق الثروات الطبيعة وقسّم الدول والشعوب وجزأ القرى حتى وصل إلى أن جعل دولة كبيرة غنية مثل الكونغو هي من ضمن أملاك ملك بلجيكا وحده. ومع وجود رابط ديني مشترك بين المحتل الأوروبي لأفريقيا جنوب الصحراء والذي كان مع المحتل الذي جاء لرفع القارة بفتح الطرق والمستشفيات وغيرها من الأعمال وكان هناك بعض منه صحيح وله أثر إيجابي كبير على سكان القرى والمدن الكنيسية التي لم تحارب ابن الديانة الواحدة وآن كان هناك بعض المقاومة الشعبية ليس بفعل الاحتلال الأجنبي بل كان بسبب العبودية والعنصرية حيث تم اصطياد الإنسان الأفريقي من الغابة وبيعه إلى مختلف العالم من أجل العمل والبناء وهناك معالم ومساحات كبرى من العالم الأول المتجدد نجد العبيد والفقراء هم من لهم الفضل في إخراج أجمل المباني التاريخية والثقافية المختلفة.. التاريخ شهد بذلك……. لم يعرف المستعمر من القارة الأفريقية إلا ثرواتها الطبيعية وهذا ينعكس على قارة أمريكا اللاتينية مع وضع الطابع الديني الذي هو أفيون الشعوب حتى يسهل احتلال الدول مع وجود قليل من التنمية، ولاننسى ماذا فعل بسكان زنجبار المسلمين وبدعم من المحتل الأجنبي من قتل جميع السكان المسلمين وعددهم أكثر من خمسة وعشرين ألف نسمة تقريبا مما أثر وأخرج الدور الإسلامي من منطقة القرن الأفريقي وغيرها من المواقف والصراعات التي خاضها قادة مسلمون لدعم الإسلام في أفريقيا ليس لأجل رسالة الإسلام فقط بل لأجل تتبع خطوات المستعمر في دعم الإسلام على الطريقة المسيحية والدخول في الاستعمار والسلب وهكذا اتجه البعض مما أثر بشكل عكسي لجعل الديانة الثالثة (اليهودية) تدخل إلى قارة كانت بعيدة عنها لحد ما وإسرائيل تستغل اليهودية بشكل ماسوني واليهودية في إسرائيل أو في أفريقيا هي ليست دين موسى وهارون كما نزل. ذهب المستعمر القديم وأتى حكام لبلادنا العربية عبر تحرير وثورة شعوب أو عبر استقلال وعضوية أممية جعل الحاكم كوكيل لمستعمر وحاكم باسمه وأصبح الشعب يعيش في استقلال مزيف ….. وعلى الحاكم تعبئة الجماهير بخطاب ديني يغدي المشاعر ويثبت الحكم لأن المستعمر يخاف ويصبح في حالة غليان عندما يستشعر حالة ثورة عند الشعب ليطلب من الحاكم إدخال الدين الإسلامي الوسطي واختراع الدين المتشدد والقاعدة وداعش. ……..إلخ وأصبحنا في حالات الفتاوى المتناقضة وخطاب ديني مختلف بسبب اختلاف الحاكم وآلية وصول الحاكم إلى السلطة …. وعندما لاينجح الخطاب الديني يكون مشروع البناء والتنمية وضخ بعض المشاريع الجاهزة. … وهذا ماحصل مع أغلب الحكام عبر الزمن ولكم في التاريخ قصص وعبر. …وشاهدنا ذلك مع القذافي عندما يستعمل في شعارات الدين في فترات مختلفة ومناسبات عابرة وكان ضد الدين في السلوك والتطبيق وعندما غضب الشعب بعد طوووووووووول غياب … في يوم وليلة خرج القذافي وتم توزيع بعض الأموال وإعلان بعض المشاريع….إلخ. ذهب القذافي وجاء الحاكم الجديد ومع اختلاف الدول العربية ورضوخ كل دولة إلى مستعمر مختلف انعكس ذلك على الوضع الداخلي فأصبح الطابع الديني للحكومة ((سين)) من فريق الغرياني يختلف عن وضع الدولة في الحكومة ((ص)) السلفي….الإخوان والسلفيون. …. وكان لابد من الاعتماد على الخطاب الديني في مجتمع متخلف لايؤمن غدره. ….الخطاب الديني هو الوازع الوحيد لضبط الأمور وعندنا في مشهد محمود الورفلي وتكرر ذلك…..وكذلك حروب وهدم مطارات لفتاوى الغرياني. حتى التفجيرات والحروب الأمس واليوم…….وغدا هي ذات طابع إطفاء ديني عبر مفجريها التي تكون عابرة للحدود وهي مشاريع تأتي من خارج الأجواء وعندها نكون أمام مشروع تدمير إقصائي أناني فاشيّ دكتاتوري متصلب. …. ونحن نعلم أن الدين هو جامعٌ بانٍ مؤسسٌ عادلٌ متسامحٌ متفاهمٌ. ومن هذا المنطلق يتضح علينا طلب وقف القتال أولا والشروع في البناء والتنمية فورا ووقف خطاب العداء وقفل الفتاوى العابرة للحدود.