- فسانيا – وكالات.
بسبب فيروس كورونا، يقبل الألمان على الشراء بنفس لهفة حيوان الهامستر وهو يأكل . السياسيون يحذرون من ردود فعل مفرطة، لكن عددا متزايدا من الألمان يقبلون على شراء المواد الغذائية لتخزينها تحسبا لطارئ. يتضح شيئا فشيئا أن ألمانيا على عتبة تفشي وباء كورونا على غرار 50 بلدا آخر في العالم. والفيروس هو موضوع الساعة في كل مكان في الحافلات والقطارات والمكاتب. وحتى في الأسواق التجارية. فالألمان يتأهبون لفرضية عدم مغادرة البيت لوقت طويل. وفيما أعلنت الشركات التجارية الكبرى منتصف الأسبوع الماضي عن عدم تسجيل أي ميول مفرطة للإقبال على الشراء، فإن الوضع تغير. وعلى هذا الأساس صرحت المتحدثة باسم مجموعة REWE، كريستينا شوتس ل DW: “لا يمكن لنا في الأثناء إتمام تغطية كاملة، لكن على المستوى الاتحادي نلحظ ميلا متزايدا للشراء، لاسيما في مجال المواد الغذائية والمواد المحفوظة (المعلبات) ما يتطلب ردة فعل مواتية من جانبنا”. وحتى محل التجزئة Lidl أكد هذا التطور. وقال متحدث:” في بعض المناطق والفروع نسجل عمليات شراء متزايدة”. والإقبال يكون على المواد الغذائية ذات الصلاحية طويلة الأمد والمعلبات والمعكرونة وكذلك مناديل الحمام ومواد التعقيم. تَوْصِيَاتُ الحُكُومَةِ الألْمَانِيّةِ المواد الغذائية ذات الصلاحية الطويلة على وجه الخصوص تقف على رأس قائمة وضعتها الحكومة الألمانية قبل أربع سنوات لحالات الطوارئ. والجهة التي أصدرت هذه القائمة هي مكتب حماية السكان والمساعدة الطارئة ومقرها بون. 300 موظف يسهرون هناك على إبلاغ السكان بما يجب القيام به في حالات الطوارئ. ووجب على السكان توفير مواد غذائية لمدة عشرة أيام. وتفيد القائمة المذكورة بوجوب توفير الماء الصالح للشرب بنحو 14 لترا في الأسبوع الواحد للشخص الواحد، لاسيما الماء المعدني وعصير الفواكه. ومبدئيا تنصح السلطات بعدم القيام بعمليات شراء مفرطة. وتتوفر القائمة على نصائح عملية “بحيث وجب أن تكون جميع المواد الغذائية قابلة للتخزين دون تبريد، كما يجب الانتباه لتاريخ الصلاحية، ويجب استهلاك المواد الغذائية حسب التتابع أي حسب تاريخ شرائها كي لا تتعرض للفساد. وتم بناء مستشفى هوشنشان، الذي تمت تسميته على اسم معبود النار في الصين، في أقل من أسبوعين، في إطار الجهود السريعة للغاية التي بذلتها السلطات لاحتواء تفشي المرض الذي بلغ عدد حالات الإصابة به في الصين حتى الآن أكثر من 17 ألف حالة. وهذا الإتقان الألماني يلفت هذه الأيام الانتباه حتى في الخارج: وفي هذا السياق كتبت صحيفة „24 Tschassa” البلغارية في تعليق حول أوروبا وفيروس كورونا أنه في هذه الحالات “يكدس غالبية المستهلكين ببساطة جميع المواد الممكنة دون معرفة هل سيستهلكونها يوما ما أم لا. ولذلك يكون من الجيد التصرف حسب مبدأ الألمان”. اتّحَادُ الصّحَفِيّينَ يُحَذّرُ مِنْ نَشْرِ الذّعْرِ. والكثير من المعلقين الآخرين في ألمانيا ينظرون إلى القضية من زاوية مماثلة، لكنهم يحذرون من الهلع، لأنه لايزال يوجد في ألمانيا عدد قليل من حالات العدوى، كما يؤكد الخبراء والساسة المسؤولون. وقال رئيس اتحاد الصحفيين الألمان، فرانك أوبيرآل:”ما يحتاجه الناس الآن هو التوعية والمشورة والتوجيه”. كما وجب على الصحفيين الالتزام بقانون الصحافة، وذلك من خلال تفادي التغطية الإعلامية العاطفية في الموضوعات الطبية العلمية التي قد تثير بعض الخوف أو الأمل لدى القارئ، ويمضي إلى القول “إثارة الخوف والهلع لا تتماشى مع صحافة مسؤولة”. لكن موضوع فيروس كورونا يشغل بال عدد متزايد من الألمان.