أنا والكوڤيد 19 !

أنا والكوڤيد 19 !

فريدة الحجاجي

في شهر فبراير الفائت اتصلت بي احدى القنوات التلفزيونية المعروفة ووجهت لي الدعوة للمشاركة في برنامج يتمّ بثه على الهواء اثناء الاحتفالات بالسابع عشر من فبراير ، قبلت الدعوة واستلمت بعدها بأيام قليلة تذكرة الطائرة والحجز في الهوتيل والسيارة لتوصيلي من المطار وما الى ذلك من ترتيبات ، وقبل السفر بيومين توجهت الى احد المراكز الطبية لعمل تحليل الكورونا حتى يُسمح لي بالصعود الى الطائرة ، جهزت حقائبي للسفر ولم يتبق الا نتيجة التحليل التي فوجئت بأنها .. موجبة !بادرت على الفور بالتواصل مع القناة لاعلامهم بالامر والاعتذار عن عدم المشاركة في البرنامج وطلبت منهم الغاء كل الحجوزات !

ونظراً لانه في ايطاليا يُعتبر الوضع الصحي للشخص من خصوصياته التي لا يجوز الافصاح عنها الا بالقانون ، يُطلب من الشخص عند القيام بتحليل الكورونا التوقيع على “موافقته” ابلاغ السلطات الصحية الحكومية المختصة بنتيجة التحليل ، لمساعدتها على متابعة انتشار الفيروس في البلاد واتخاذ الاجراءات اللازمة !

بعد يومين من النتيجة تلقيت مكالمة هاتفية من (ادارة تتبّع الكوفيد 19) بمحافظة روما ، سألوني خلالها عدد كبير من الاسئلة منها الاستفسار عن حالتي الصحية وعن افراد اسرتي المقيمين معي وعن الاماكن التي ذهبت اليها في الفترة الاخيرة وغير ذلك كثير .. واعطوني قائمة بالارشادات التي يتعين عليّ اتباعها ومنها الانعزال التام لمدة عشرة ايام والاتصال بهم عند ظهور اية اعراض (الحمد لله لم يكن لدي اية اعراض الا فقدان حاسة التذوق على فترات وليس بصفة دائمة) وطلبوا مني القيام مجدداً بنفس التحليل بعد عشرة ايام على ان يشمل التحليل هذه المرة حتى افراد اسرتي المقيمين معي . بعدها بأيام قليلة ارسلوا لي شابين يرتديان اقنعة وسترات واقية وكأنهما رواد فضاء ، وسلّما لي صندوق محكم الاغلاق به فتحة صغيرة وطلبا مني ان اضع به كل النفايات الخاصة بي وان لا اخلطها بنفايات البيت منعاً لانتشار الفيروس .. اتبعتُ بدقة كل ما طُلب مني ، والحمد لله بعد عشرة ايام كانت نتيجة التحليل سالبة للكل . عند بدء حملة التطعيمات ترددت في البداية ، ثم قررت المضي قدماً وحجزت الموعد واخترتُ لقاح نوع (Pfizer) ، وكان من المفترض ان اتلقى جرعة واحدة فقط نظراً لتعرضي السابق للفيروس أي انني اصبحت امتلك الاجسام المضادة له ، ولكن السلطات الصحية حجزت لي موعد لكلا الجرعتين بفاصل ستة اسابيع بينهما .. الجرعة الاولى لم تترك اي اثر بينما الثانية تسببت في ارتفاع طفيف في درجة الحرارة مع تعب وصداع وغثيان والم في مكان الحقنة استمر لعدة ايام . بعد اسبوع وصلتني على الايميل شهادة التطعيم التي بها سأتمكن من السفر والتنقل بدون اللجوء الى التحليل من جديد (بعض الدول لا تقبل بالسفر اليها الا باجراء التحليل) وهي شهادة صالحة لمدة تسعة اشهر فقط ، ووصلتني معها توصيات باستمرار اخذ الاحتياطات نظراً لأن الكوڤيد 19 شرع في التحور والظهور بأشكال مختلفة اكثر قوة وأسرع انتشاراً !ويبقى التساؤل قائماً .. هل يا ترى سيتمكن الانسان من الانتصار على الكوڤيد كما انتصر على وباء الجدري الذي فتك بمئات الملايين من البشر حول العالم ؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :