كتبت :: عائشة الاصفر
الكَتِفُ الّتيِ سَقَطَتْ مِنْه
أثناء تَقَاسُمه..
فما انْحَنوا لالتِقَاطِكِ
التَقَفتْكِ جِنّياتُ القَيظ فكنتِ
ومَضَى وَطَنِي أَعْوَرَ الْمَنكَبَين..
أمٌ بِلَا أبْنَاءٓ أنْتِ..
قَضَوُا في غُرُفِ الطّابق العُلُوِي
رُموُا حَطَباً في مَحْرَقَة السّلْطَان
وأنْتِ تَرأَبِينَ أكْمَام الرّيح
قَدْ تُغْرِي الَغَيم
تُخِيطِينَ شِفَاهَ بِئْرٍ غَامِدَة
طُمِرَتْ بِحَجَر الْكَمَدْ
تَخْنُقِينَ فيها الآهَ.. تَهْمُدْ
مَن فَضَّ سِتْرَ اللّيِل
فَقَأَ عَيْنَ الفَجْر
عَرّى الْحِكَايَة؟
كَانَا رِتْقاً َفُتِقَا
شِخْتِ..
سقَطَ النّابُ فابتَسمَتْ النّوائِب
شَدَّ قَبِيلُكِ للسيّافِ وِثَاقَ النّحْر..ِ
لَمْ يَبْقَ إلا التُرَاب
خَبِيءِ فِيه رَأسَكِ المَقْطُوع
قد يُبعَث..
ولتُفْجُري فالْفَجْرُ بَعِيد
انْتَبِذيِ رُكْنَاً قَصِيّا
هَاتِ لَنَا لَو نِصفَ نَبيّ
أمْ عِرْبِيداً شَقِيّا يَدّعِيكِ
قَبْلَكِ “مَرْيَم” لَمْ تَكُ بَغِيَا
وتَابَتْ “زُلِيخَة”
ألا تُبَرّر السّمَاء لِمُسْلِمَة
رَمْيَ الحِجَابَ لِنَشلِ غَرِيقٍ
تَهِبْهُ قُبْلَةَ حَيَاة
ما ذنْبُكِ؟
قُدَّ ثوبكِ مُقْبِلَة غَير مُدْبِرَة..
مَا عَادَ أسْيَادٌ لِلغَيرَة
وأبْطَلَ السّحَرةُ أَوْرَادَ دَرَاويشِك
اسْتَلَذّوا الْكَرَىَ
فجَهِلَ أطْفالُكِ “الجّاوي” والصُلّاح
وشَرَائِطَ المَزَارَاتِ البَرِيكَة
ولم يُحْسِنوا عِنَاقَ الرّصَاصِ
هَتَكَ رِئَةَ الحُبِّ وأعْشاشَ العَودَة..
صرتِ بِلا حُرّاس..
أمُّ الثّكَالَى أنْتِ
هَرَعَ مَنْ نَجَا إلى أُمّهَاتِ الْبَنين
يَتَوَسّلُ أَجِنّةً مِنْ وَرَق
وصَهِيلاً غَرِيبَ اللّحَنِ والمُهْرَة
في اعْتِمَادَاتٍ وَهْميّة بسبّابةٍ مُتَنكِرة
انْدِبِيهمْ..
شِفَاهُهُم وَالكأسُ تُفْنِي الْكَأسَ
وما هُم بِسُكَارَى
فأنت لهم غُصّة..
لمْ يَبْقَ إلا الرّمْلُ
هِيلِي عَلَيكِ
قُدّي خُدُودَ قِلاعِك
إن الجُيوبٓ شُقّتْ
والدّعوى جاهلية..
أيتّها المَسْلُوبَة الذِرَاعين مَمْخُورَة الحَنَايَا
عَزائيَ طُهرُك..
طِيبُ خِيمِكِ
وطِينُ كَفَيّكِ.. يُعْشبُ بِرَذَاذِ رِيقِك
هزّي إليكِ أجْذاعَ نَخيِلِك
تَنفُضُ قدَميكِ وَحلَ ارْتِبَاكِك
قِفِي عَلى أطْراف النّصْرِ اشرائبي
تِأَرْجَحيِ فيِ جَدائِل شُمُوسِك
وَغَنّي مَعِي..
جَنُوبيّة الْهَوَى
لِيبيّة الْهُويَّة #