أ / محمد بعيو
في دليل جديد وأكيد على فقدان حكومة الدبيبات غير الشرعية الرشد والوعي والعقلانية والموضوعية، ها هو وزير تعليمها منتحل الصفة الدكتور موسى المقريف يصدر قراراً باطلاً أهوجاً، يعرف مسبقاً أنه لن يجد طريقه للتنفيذ، بتطبيق نظام اليوم الدراسي الكامل أي من الصباح إلى المساء، مع تطبيق برنامج التغذية المدرسية، والبدء بتجربته على عدد من المدارس تمهيداً كما زعم في قراره لتعميمه على كافة المؤسسات التعليمية مستقبلاً.
وقد جاء رد الدكتور أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية الشرعية على ذلك القرار من خلال كتابه إلى المهندس جمعة الجديد وزير التربية والتعليم جامعاً مانعاً واضحاً شارحاً، فعدا بطلان القرار وانعدام قانونيته لانعدام صفة ومشروعية مُصدره باعتباره وزيرا في حكومة غير شرعية منتهية الولاية منتحلة الصفة فاقدة للمشروعية، فإن الاستحالة المطلقة لتنفيذ هذا القرار واضحة للعيان ظاهرة لكل ذي بنان، من حيث قلة عدد المدارس والمؤسسات التعليمية قياسا بأعداد التلاميذ والطلاب، مما أنتج ظاهرة التكدس الدراسي حيث أن الفصل الواحد يستقبل ضعف العدد المسموح به من الطلاب، مما يؤدي إلى ضعف التحصيل والاستيعاب وإهدار الوقت والجهد، عدا انتشار ظاهرة التسرب التعليمي أي خروج الكثيرين من المدارس لأسباب كثيرة بعضها معيشي اقتصادي، وبعضها مرتبط بقلة أعداد المدارس والفصول، مما يجعل من الضرورة استخدام المدرسة الواحدة والفصل الواحد لفترتين دراسيتين وربما ثلاث، ويجعل من المستحيل تواجد التلاميذ والطلاب يوماً كاملاً في المدرسة، وإن تم تجريب البرنامج الفاشل في بعض المدارس فإنه من المستحيل تطبيقه ليس الآن فقط بل خلال السنوات القادمة وإلى أن تقوم الدولة الوطنية، وتبدأ مسيرة التنمية المستدامة الشاملة، المُبرأة من الفساد والنهب الذي ينهش جسد لـيـبـيـا وكيانها، والذي بلغ أعلى موجاته المدمرة وتجلياته الكارثية بسيطرة العائلة الدبيباتية على مقاليد الأمور بالتحالف مع بقايا تنظيمات التحريض والإرهاب الإسلاموية غير الوطنية، والأوليجاركيا المالية والسلطوية المجرمة، التي يدعمها الصديق الكبير الذي يزعم اليوم زيفاً وزوراً أنه يقف ضدها والله يشهد إن الصدّيق الكبير في هذا لمِن الكاذبين.
……………………………..
وإليكم الحقيقة الكامنة وراء قرار وزير تعليم الدبيبات، ذلك القرار الذي لا علاقة له بالحرص على تطبيق نظام اليوم الكامل الذي يعرف الدكتور موسى المقريف انعدام منطقيته واستحالة تنفيذه..
الموضوع كله بزنس وفساد وسمسرة واستغلال، حيث أن برنامج الغذاء العالمي {الذي وصل بنا العار والبؤس أننا صرنا نحن الليبيين من رعاياه رغم أننا بلد غني} وضع بلادنا ضمن الدول التي يعاني أطفالها وتلاميذ مدارسها من الفقر الغذائي، وقرر تخصيص صدقة في شكل منحة مستمرة للتغذية المدرسية، ولتسييل أموال هذه الصدقة الدولية لابد من تطبيق نظام اليوم الدراسي الكامل بإشراف من منظمة اليونيسيف وبرنامج الغذاء، ولأن تنظيم الدبيبات الأخطبوطي بأذرعه الشيطانية وأدواته المحلية المتواطئة أو الغبية يلتقط ويستغل معاناة الليبيين المعيشية، ولا ما نع لديه من خلق حالة تسول يأخذ بها الهبات الخارجية ويتصرف فيها من خلال وكلاء وأدوات متاجرته وفساده، فقد طلب من الدكتور موسى المقريف تنفيذ هذه الأكذوبة التعليمية، ليتم الاستفادة ليس لأطفال وتلاميذ لـيـبـيـا بل لسماسرته وصبيانه وذيوله، وتم استخدام وزارة التعليم ووزيرها بمثابة {مُـحـلـل} لهذا لزواح الحرام بين حالة البؤس الغذائي والمعيشي القائمة، وبين المساعدات والهبات الدولية القادمة، لتزداد أموالهم الحرام على حساب التعليم العام.
أرأيت يا دكتور موسى المقريف يا إبن قبيلة المغاربة وابن اجدابيا العريقة كيف يتم استغلالك واستعمالك في تحليل وتبرير الفساد من خلال التعليم، الذي يجب السمو به عن هذا الحضيض الدبيباتي اللعين، فهل تستفيق وتستدرك وتعود إلى رشدك وأهلك ووطنك، أم تستمر في غيبوبتك حتى تفيق ذات يوم لن يكون بإذن الله بعيداً، حين تذهب سكرة المنصب الزائف وتأتي فكرة الإنتماء الباقي إلى الوطن، الذي لا كرامة لمن لم يحافظ على كرامته.
…………………..(مــــــحــــــمّــــــد).
المشاهدات : 1٬434