إحتلالُ الوَعيِ العربيّ بِنَكهةٍ صهيونيّة

إحتلالُ الوَعيِ العربيّ بِنَكهةٍ صهيونيّة

  • طالب ياسين

الـحلقةُ الأولى :
إحتلالُ الوَعيِ العربيّ بِنَكهةٍ صهيونيّة
حينما يُحتَـلُّ الوَعيُ يَنْقـادُ الرَّأسُ بِسُهولة
هــذا ما يجري في بلادِ العَـــرب..!

لَدَيَّ اعتقادٌ جازمٌ بأنَّ لكلِّ ظالمٍ على وَجهِ هذهِ الأرضِ نهايةٌ عصيبةٌ .. فالإجرامُ بحقِّ الشّعوبِ وَإصدارِ الأوامرِ بِعُقوباتِها ، من أجلِ تجويعِها وَتركيعِها هو أمـرٌ مرفوضٌ تماماً ، وَهو يدخُلُ في حجمِ وَحَيِّزِ التَّأْليهِ الفِرعونيِّ لنفسه .. فَفرعوْنُ : “قد عَلا في الأرضِ وَجعلَ أهلَها شِيَعاً ” أيُّ أنَّهُ قسمَ الناسَ إلى قسميْنِ أو أكثر .. فهذا : فَقُّـوسٌ وَهذا خِيـار

وَالنَّمرودُ الذي أَعَدَّ النّارَ لإبراهيمَ عليهِ السلام : وَأسقطَهُ بوساطةِ المنْجنيقِ فيها .. هو قد تَنَمْرَدَ على الله .. إلى أنْ قال لإبراهيمَ حينما دعاهُ إلى الله .. سألَ مَنِ الله ؟ قالَ لهُ : اللهُ الخالقُ القويُّ والجبّار .. فقالَ : لا . هذا ليسَ صحيحاً .. فأنا أُحيي وَأميت وأنا قادرٌ على كلِّ شيء ..أستطيعُ أنْ آمُرَ بإعدامِ شخصٍ ، ثمَّ آمُـرُ بِإلغاءِ إعدامه ..!

وَبَعثَ اللهُ للنّمرودِ بعدَ ذلكَ وبعدَ حادثةِ إبراهيمَ عليهِ السلام في النّار وَنجاتهِ منها وَهجرتِهِ من العراقِ إلى فلسطين ..مَلَكاً لِيُؤمنَ بالله .. في الأولى والثّانية .. وفي الثّالثةِ قالَ للْمَلَك : أنتَ تجمعُ جُموعَكَ وَأنا أجمَعُ جموعي ..!

وَعندَ الضُّحى كانَ النّمرودُ ، قد جمعَ جيوشاً عظيمةً لهُ غَطَّتْ بِقاعَ الأرض .. فأرسلَ عليهِ اللهُ تعالى جيشاً من البعوضِ ، سَدَّتْ الآفاقَ وَأَغْلَقَتْ مَنافِذَ الشّمس على جيشهِ ، فالتَهمَ البعوضُ جيشَ النّمرودِ .. وَدَخَلَتْ بعوضةٌ صغيرةٌ في مَنْخَرهِ وَاستقرَّتْ في دِماغه .. وَبَقيَ طوالَ حياتهِ مُعذَّباً سقيما يضربُ رأسهُ بالجدران .. حتّى أنَّهُ كانَ يأمرُ حاشيَتَهُ ، بأنْ يَضرِبوا بالأحذيةِ الثّقيلةِ على وَجههِ وَرأسِهِ ، من أجلِ إسكاتِ البعوضةِ ، التي لَطالَما تُحْدِثُ اهتزازاتٍ وَرَعشاتٍ وَأوْجاعٍ وَآلامٍ في دِماغِهِ ..!

لا أريدُ هنا أنْ أُطيلَ .. فَالظّالمُ ترامبُ .. هو جزءٌ لا يَتَجزَّأُ من منظومةِ فرعونَ وَالنّمرودَ .. رجلٌ ظالمٌ تسبَّبَ في مَجاعةِ الأطفالِ وَالنساء .. وجَعلَ أهلَ كلِّ بُقعةٍ في الأرضِ العربيةِ ، أو أيَّ بلدٍ عربيٍّ أو إسلاميٍّ خارجٍ عن الطّاعةِ اليهوديّةِ أو الأميركيّة .. أو لا يَنْصاعُ لأوامرِ اليهود أو يقومُ بالتَّطبيعِ معهم ، يغرسِ الفتنةَ بينَ سكَّانه لِيُصبحوا شِيَعاً وَأقساماً متناحرة .. فَسلَّطَ العقوباتِ على لبنانَ.. وَإيرانَ ..وعلى سوريا .. وَفَتَكتْ عقوباتُهُ في النّاس .. فماذا ينتظرُ ترامبُ إذاً من رَبِّهِ ..؟!

يَطلُعُ علينا الرّئيسُ الفرنسيُّ هو الآخر بِأُحجيَةٍ جديدةٍ قديمة .. يُريدُ هَيْكلةَ الإسلام .. يقولُ بأنَّ هيْكلَ الإسلام وَتعاليمُهُ وَأركانُهُ وَأخلاقيَّاتُهُ وَتسامُحُهُ وَحضاراتُهُ التي أغدقتْ على فرنسا ، فَأنْشأَتْ فرنسا جامعةَ السّوربون كأقدمِ جامعاتِ العالم ، ولكنَّهُ نَسِيَ أنَّ مَنْشأَ جامعاتِهِ وَنهضةِ أوروبا العلمية هي بفضلِ جامعاتِ قرطبةَ وَغرناطةَ وَإشبيليَّةَ .. وَمِنْ ذلكَ الكمِّ العلميِّ المُخيف ، الذي سيطرَ عليهِ آباؤُهُ الإفرنج ، بعدَ سقوطِ الأندلُسَ بِأيديهم ..!

فاليومُ يَطلُعُ عليْنا “ماكرون” لِيَهدِمَ الإسلامَ عن بَكرَةِ أبيه ، من أجلِ أنْ يُحِلَّ للمرأَةِ أنْ تخرُجَ من بيْتِها سافرةً فاضحةً دونَ ثيابٍ تُغطِّي جسمَها .. وَبَلَدُهُ هو من أكثرِ بلدانِ الغربِ ، تَهْييجاً لهذهِ النّقطةِ وَمُحاسبةِ المرأةِ على حشمتِها وَحيائها .. وَتَغْريمها إنْ كانتْ مُحجَّبَة ..!

وَ”بوشُّ” الصغيرُ هو الآخر ، وبعدَ أنِ احتلَّ العراق وَضَحِكَ عليهِ اليهود.. وَأَوْهموهُ بأنَّهُ سيذهبُ إلى العراقِ لِقِتالِ قوْمِ ” يأجوجَ وَمَأْجوجَ ” هناك .. فَصَدَّقَهُم الأرعن الجاهل .. وقال : أنا أشعرُ بأنّني مأمورٌ .. وَأنَّ هناكَ قوّةً خارقة تُسَيِّرُني لآحتلالِ العراق .. وهكذا خضعَ مُخْتلُّ الوَعيِ واستسلَمَ لِنصائحِ اليهود .. إلى أنْ تسبَّبَ بهزيمةٍ لأمريكا ، على يدِ المقاومةِ هناكَ .. وَكادَ حذاءُ الصّحفيِّ “منتظَرَ الزَّيْديُّ” أنْ يُلامسَ وَجْهَه .. في ذلكَ المؤتمرِ الصّحفيّ الذي عَقَدَهُ هناك ..!وَخَرَجَ علينا رجلٌ اعرابيٌّ موسرٌ هو الآخرَ يمتلكُ حُزَمَ ملياراتٍ في جيبه ، وَذهبَ في زيارةٍ للكيانِ الصهيونيّ ، فكتبَ مقالاً في صحيفةٍ صهيونيّة يُهاجمُ فيها الفلسطينيين .. وَيَأخذَ عليهم مآخذَ منها : أنّهم أيّ الفلسطينيينَ يُعلّمونَ أبناءَهم على كُرهِ اليهود وَبُغْضِهم .. وأنَّهم ما زالوا يحتفظونَ بِمفاتيحِ بيوتهم الت طُردوا منها في فلسطين .. وهكذا يقومُ هذا الموسرُ بِتقديمِ نصائحهِ للفلسطينيينَ وَيُؤكِّدُ لهم أنَّهم لن يعودوا إلى منازلهم في فلسطينَ ..! وَهكذا يُريدُ الموسرُ أنْ يقضيَ على الآمالِ الفلسطينية عندَ أجيالِ الأطفالِ الفلسطينيين .. من أجلِ أنْ يُحيِيَ الآمالَ اليهوديّة في أطفالِ اليهود .. نقولُ لأمثالِ هؤلاء :
ألا إنَّ أمرَ اللهِ هو النّافذُ في نهايةِ كلِّ أمر .. ولنْ تصنعَ الجيوبُ المنتفخةُ بالدّنانيرِ شيئاً وَلنْ تُغيِّرَ من معادلاتِ الله التي سنَّها في هذا الكوْن .. ولا في أحاديثِ نبيِّنا صلى اللهُ عليهِ وسلّم ..

هكذا نحنُ يوماً كما قالَ رسولُنا الكريم :” أنتم شرقيِّ النّهرِ وَهُم غربيُّهُ ” وَحديث : ” ما تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ..” ولن يُنقذَهُم حينها شجرُ اليهودِ وهو شجرُ ” الغرقدِ” وهو شُجيْراتٌ كثيفة شوكيّة ، ينتشرُ هذا الشجرُ بكثافةٍ في فلسطين ..واليهودُ يزرعونهُ أمامَ منازلهم لِيَحمِيَهم من القتل ..!

قالَ عبداللهِ بنُ الإمامِ أحمد عن حديثٍ وَجدهفي أوراقِ أبيه .. مَرويَّاً سَنَدُهُ إلى أبي أُمامةَ رضيَ اللهُ عنهُ ، عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم ، قال :
” لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي على الدّينِ ظاهرينَ ، لِعَدُوِّهم قاهرين .. لا يَضُرُّهُم مَنْ خالفَهُم ، إلاَّ ما أصابَهم من لأواء ، حتّى يأْتِيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك .. قالوا : يا رسولَ الله ؟ وَأينَ هُم ؟ قال : بِبَيْتِ المَقدسِ وَأكنافِ بيتِ المَقْدس “..! وَاللأْواء ” هي تَعبٌ كما يُصيبُ المسافرَ في السفر حينما يسافرُ في الصحراءِ أياماً أو شهوراً .. يُصيبهُ تعب وخوفٌ وَقلَّةُ طعامٍ وَشراب ..!

هذا تصويرٌ ينطبقُ طبْقَ الأصل ، عن معركتِنا مع اليهود .. وَعن صمودِ الفلسطينيينَ الشُّرَفاءَ المُقاومين على الرّغمِ من كلِّ ما يُصيبُهم من لأواءَ وتعبَ وَمعاناةَ وَمشقّة .. وليسَ الأمرُ ينطبقُ على الفلسطينيينَ فحسب .. بل الأمرُ ينطبقُ على محورِ المقاومةِ في لبنانَ وسوريا واليمن .. لأنَّ هذهِ المنطقةِ تقعُ في أكنافِ بيْتِ المقدس ..حتّى أنَّ كلَّ من يُشايعُ القضيّةَ الفلسطينيةِ وَيُقاومُ وَيعملُ من أجلِها هو يقعُ ضمنَ هذا التّعريفِ النّبويّ بالتّأْكيد ..!

فاليهودُ يعلمونَ حقَّ العلْمِ بأنَّ مذبحةً قريبةً وَحرباً هيَ قَيْدُ التّحضير وَالإستعداد .. وَيَعلمونَ في تَوْراتِهم أنَّ هناكَ قوَّةً تأتي من الشرق ، لأقوامٍ مُعمَّمينَ بالسّواد تُفْنيهم عن آخِرِهم .. ولهذا فإنَّنا نُؤَكِّدُ هنا على أمرٍ لا يَفْهمُهُ أحدٌ غيرَ اليهود ، الذينَ يجدونَ في توْراتهم هذهِ النّهايةَ لهم .. ولهذا هم يُعِدُّونَ سُبُلَ الكراهيةِ والتّحريض ضدَّ إيرانَ ، التي ينطبقُ عليها هذا الوَصف ..
وهذا كلامٌ تَكلَّمَ بهِ يهودٌ طاعنينَ في السنّ قبلَ قيامِ دولةِ الكيانِ اليهوديّ في فلسطين .. وَمنهم من بكى حينما قامتْ دولةُ الكيانِ الصهيونيّ حينما قامتْ دولَتَهم .. فقالوا : ستقومُ هذهِ الدّولة 74 عاماً من تاريخِ إنْشائها في عامِ 1948م .. وَإنَّ سورةَ الإسراءِ فيها كثيرٌ من الأسرارِ في حسابِ الجمَّلِ ، التي تؤكِّدُ هذهِ الحقيقةَ في عامِ 2022م .. يعني سنتانِ فقط وَستنقلبُ الأمورُ رأساً على عقِبَ .. يا صاحبَ الجيْبِ الموسر .. فَأمْـرُ اللهِ وَحساباتِهِ لن تستطيعَ مهما امْتَلَكتَ من أموالٍ ، أنْ تُغيِّرَ من معادلاتِ اللهِ ولا في سُنّنِهِ شيئاً ولا في قوانينِهِ شيئا ..!

وبوش الصغير الذي َقامَ رِفقةٌ لهُ من اليهودِ الصّهاينةِ بتأليفِ قرآنٍ جديد وَأطلقَ على سُوَرٍ فيهِ : سورةُالأرض ..ِ وسورةُ الموت .. وسورةُ الحياة .. وغيرها .. وَعَزَمَ على فرضِ قرآنهِ الجديد ، كبديلٍ عن القرآنِ الكريم .. وَوَضعَ عقوبةَ إلْصاقِ صفةَ الإرهابيِّ ، لكلِّ مَنْ يَعثَرْ في منزلهِ في العراقِ أو في بلادِ المسلمين ، على أيَّةِ نسخةٍ قرآنيّة حقيقيّة .. أنْ يَـزِجَّ به ، في متاهاتِ سجونِ التَّعذيبِ والقتْل ..
ولكنه ذهب خائباً في مُصاحبةِ كلبِهِ “بادي” في نُزُهاته ..ويساعدُ زوجته ” لورا” في جلاءِ صحون المطبخ غصباً عنه .. وَلَطالما شكى لامِّهِ هذا الأمر .. !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :