- د :: سالم الهمالي
يتداول الليبيون مثل شعبي معروف (أفلس من فار جامع)، للتدليل على فقر إنسان او تعليقا على وضعه المادي، كما يشيرون الى عكس ذلك بقولهم (اللي عنده الحنة يحني معبوص حصانه) تعبيرا على من كثر ماله ورزقه حتى اصبح معبوص الحصان له حصة في ذلك!!
كما يعبرون عن وضع من له يد في الحكومة او خزانة الدولة بقولهم (هذا عروقه في الماء)، اي انه ضامن للسقاية من خزائن الدولة ولا يتخوف او يتوقع العطش.ومن كل المهن والظروف التي يعيشها الانسان تظل حياة السجن هي الأسواء في الجانب المعيشي، اذ بالرغم من ضمان الماء والاكل والكهرباء والهواء إلا انه لا توجد إمكانية لاستنبات الثروة، فلا حرفة ولا مرتب ولا مقامرة ولا مضاربة، سوى الضرب بالفلقة او (بي في سي)!!هذا ما كان الحال عليه في غابر الأزمان، أما الآن فمن عاش حياته في السجن اصبح بقدرة قادر مليونير بعشرات ومئات الملايين، ومن هو أفلس من فار الجامع يرفل في مواكب ويخوت ومزارع في اوروبا ودول الجوار. ناهيك عن من امتلكوا فيلل وشقق خرافية على شواطي المتوسط الشمالية يغذيها بميزاب مفتوح من شاطئه الجنوبي، بلا حسيب او رقيب … ويظهر كل يوم يحاضر وينظر ويلقي المواعظ على الشعب المتحندب عن الديمقراطية والحكومة والثورة وحماية دماء الشهداء، وورووو …….يوم ألامس توجه السيد (المشيشي) رئيس وزراء تونس المقال الى ما يمكن ان نسميه (الديوانة)، او المؤسسة التي تسجل ما دخل به المسؤولون الى الحكومة وما خرجوا به منها؟!
ففي ليبيا على سبيل المثال، اذا كوشت على سفارة معتبرة (اوروبا وامريكا) اصبح المنصب ملك شرعي لحزبك وقبيلتك ومدينتك وبالطبع عايلتك ونفسك، لا يزحزحك عنه شيء، تدافع عنه ويدافع معك اولاياء نعمتك ممن كانوا وراء وضعك على تلك المغارة التي تحلب (دولار ويورو) تغطي نفقات خارج بنود الميزانية …. من باب (رزق خالهم)لكني اجد العذر للكثير من اولائك …انظروا الى صورهم (قبل وبعد)، لتعرفوا اثر النعمة عليهم، الوجوه السمحة والبدل الأنيقة والكرافتات الملونة والسيارات الفارهة، والظهور المتواصل على وسائل الاعلام لشرح اهداف الثورة والتغيير وما تسعى لتحقيقه لجميع الليبيين … اي في نهاية المطاف؛ كلها تصبح سفراء واعضاء سلك دبلوماسي وطلاب دراسات عليا في الخارج … حتى تضع البلاد اقدامها على النهضة والتطور والعمران.
إقرار الديوانة عادة تونسية مزعجة، تخلص الليبيون من أعباءها، بشعار ( ايديك وحديك)، والاهم من ذلك: كان طاح بيتكم سل منه عمود الجماعة فككوا البيت وطاروا بيه في الاسعاف الطائر ……… خليهم رزق خالهم