إليك في ذكراك

إليك في ذكراك

نيفين الهوني

. 1

العالم جميل ورائع.. حين يملؤه أب.. أليس كذلك ؟ هنا في القلب شيء يختفي نبضة أو دفق.. جدار منيع يقع ..!! ربما أهذي بكلمات لا معنى لها لكنني أعلم حقيقة جلوسي لأقلب وريقاتك الباقيات ..أستحضر روحك من الذكريات .

وأستمطر رجع صوتك فوق قفار روحي ليرجع نبض حاني إلى يباس حروفي وإلى أنامل بالأمس علمتها أ.ب. الكتابة فأعلنت اليوم أميتها برحيلك

 2

 ألملم ذاتي المتناثرة أشلاء أحاول جعل ذكرى رحيلك الأولى خطوة أتنقل بها لأخرج من دوامات الألم ومدارات الدمع إلى فضاء أرحب من الإبداع وأستعيد حضورك في لغتي وكلماتي لتكون عدتي وعتادي في حربي الضروس مع الحياة فهل بدونك أستطيع ؟

هل أستطيع أن أحتضن عمراً من الحب والعشرة والذكريات و أغفو لعل طيفك الحاني في الحلم يدنو ويصعب علي شرح حزن وتبرير ألم !

ماذا كنت بالنسبة لي ؟ وكيف تمزق لحاء روحي برحيلك ؟ ولم عندما جاء العيد ومددت يداي لأحتضنك مثل كل عيد بشوق ولهفة وجدته باردا حيث لا فرح ولا بهجة ..

3

وتركت الأسئلة لأبحث عن إجابة فاكتشفت يا أبي أنني لم أكن في حضورك أرغب بأن أكبر وأن أظل صغيرة لتشعر أنني دائما بحاجة إليك واكتشفت بأنه على الرغم من الساعات الطوال وسنوات العمر القصار التي أمضيتها معك وأغمضت عينيها معك اكتشفت أن آلاف الأسئلة والتي لا أحد يملك حق الإجابة عنها غيرك قد فاتني أن أسألك إياها ؟!

4

 واليوم ها أنا أعود لأكتشف مرة أخرى أميتي ! فماذا أفعل يا أبي وقد أعلنت الرحيل باكرا دونما وداع؟ ! ماذا أفعل يا أبي فحين رحلت اكتشفت أن ما خبأته من سنوات العمر وخيباته قد تكشف دفعة واحدة بعدك؟ ماذا أفعل يا أبي حين تشد الحياة قبضتها على روحي فلا يديك توسدانني الأمان ولا أحضان تمسد جراحي فيداويها ماذا أفعل يا أبي وقد فقدت جدران أمل كانت تحميني ودروع حب كانت تقيني وخفقات فؤاد ظلت عمرا تحتويني وكيف لظهري المكسور الآن أن يحملني لأمضي في طريق العمر نحو أحلامك بي ؟

5

ماذا أفعل وشهور الصبر وأيام الإيمان وكل الذكريات التي أستعين بها لأمحو خربشات الفقد على جدران القلب لم تعد تكفيني … فكم موجعة محاولاتي للتماسك… وكم مؤلمة آلام تجتاحني أفلتت من عقالها لتطيح بكل محاولاتي وتذروها عبر الرياح.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :