إليك ِهذي أنتِ

إليك ِهذي أنتِ

محمد جيد

نَبضٌ يَرتعشُ كَخشيةِ الغاباتِ قَبْلَ القَطعِ، 

وَثرثرةُ ماءٍ تَخْفِتُ عِندَ حافَّةِ الهُوَّة

هذا عُشِّي المُعلَّقُ بَيْنَ عَظْمَةٍ وَعَظْمَةٍ،

أَطْلالُ ضَحايايَ… 

وَشُرفَةٍ تَتَدَلَّى فَوقَ صَمْتِ البُركان.

وهذا سَوادِي

ظِلِّي الَّذي يَكْبُرُ كَجُرحٍ.. 

سأَرْفُضُ صَخَبَ العَالَمِ بِتَرتيبِ هَذِه العِظَامِ سُلَّماً إلَيكِ، 

وأَنفُثُ في أُذنِيكِ أَسرارَ الغابَةِ الَّتي التَهَمَها الصَّمْتُ

فأنا صَديقُ هابيلَ التائهِ

كُلَّما ضاعَ بَيْنَ جُدرانِ الحُزنِ، 

مَشَّطْتُ شَعرَ اللَّيلِ عَنْ عَينَيهِ.. 

وقد فقد براءته..

فقد ملاذهُ  الأخير مِنْ ذنبِ الوُجودِ.

آنَ لنا أنْ

نُمسكَ بِخُيوطِ هَشاشَتِنا.. 

نُعَلِّمُ فَراخَنا دَحرجَةَ الخَوفِ بَينَ أطلالِ المَوتى، 

وَالطَّيرَانَ فَوقَ بِرَكِ الجَحيمِ..

كَطُيورٍ تَسرقُ السَّلامَ

مِنْ أفواهِ البَراكين.  

الحَياةُ تَتمرَّدُ حَتَّى في قَفَصِ الجَحيمِ

هذا عُشِّي يا عصفورة الصباح..

صُندوقِي الأَسوَدُ الَّذي يَحفَظُ بَصَماتِ الفجر

لا تَنْسَحِبي إلَى الفضاءِ.. 

فَقَدِ انْتَهى الرَّبيعُ

أحفادُ قابيلَ قاموا بشيِّ الأَرْض حتّى صارَتْ جَمْراً، 

وخَاطوا جِلْدَة السَّماءِ بِخُيوطِ دَمٍ..

وقد مللتُ حياتهم..

واكتفيتُ بالنعيق

كشاعرٍ

أسود المعنى

يعود إلى عشّهِ كل يوم

بعد أن يعلّم ألاف الأوغاد

دفن ضحاياهم..

ثم يمرُّ عبر السوق

ليشتري

وردةً  ورغيفا.. وثلاث سجائر رديئة..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :