حبّ بلاستيكي

حبّ بلاستيكي

صابر بن عليا

الشّحّاذ الّذي عشق دمية عرض الملابس

 يزورها كلّ صباح

يبوح لها بمشاعره الملتهبة كحرب

و المضطربة كولادة

يتغزّل بسمرتها

و عينيها الخضراوين

و شعرها الأسود المنسدل على كتفيها

و نهديها

يعدها بزواج ملكيّ

و بحياة باذخة

في قصر يطلّ على البحر

يحيط به السّرو و السّنديان

يعدها بأن يقضّيا معا شهر العسل

في جزيرة حالمة

تسبح على ضفافها البجعات

يأخذها إليها على قارب صغير

لا يسع سواهما

يعدها أن ينجبا الكثير من الأولاد و البنات

أن يهديها عقدا من اللؤلؤ

و عطورا فاخرة و فساتين سندسيّة

و معاطف من الفرو

أبهى من الّتي ترتديها أحيانا

يهمس إليها بصوته الجريح

 و أحيانا يقهقه عاليا

مرسلا ضحكاته إلى السّماء

و أحيانا يكذب عليها

يقول لها أنّه لا ينظر إلى الحسناوات

أو أنّه تأخّر عن موعدهما بسبب العمل

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :