تجليات

تجليات

مهاجر

حقيبة سوداء وأنامل ضعيفة لا تقوى على حمل الحقيبة المملؤة بالأحلام وجيب فارغ وذاكرة مسكونة بتلك التفاصيل الغارقة في شوارع التراب وخطوات ثقيلة من جراء الهموم والغموم تترك أثرا عميق في دروب لا قدرة لي على نسيانها الطريق طويلة ومحفوفة بالمخاطر وربما مرسومة بالموت كتلك القوارب المتهالكة التي تغدر في أحيان كثيرة بالبسطاء الذين كل أحلامهم حياة كريمة فقدوها في أوطانهم التي لا تحمل من الوطن غير الاسم فقط .

بهية هي الروح حين تكتظ بكل ترح ومع ذلك تحاول أن تعبر المسافات الطويلة للبحث عن مربع صغير في المسافة كبير في الاحلام ليعيد صياغة ما تبقى عمر صياغة تليق بإنسان كرمة الخالق واهانه المخلوق .

أرض قاحلة تعبث بي وتحاول في كل مرة كسري وتركي قطع صغيرة تتقادفها الريح في عراء لا يعرف غير الوحوش والرصاص وفي كل مرة أنا مخير بين أن اكون قاتل أو مقتول وكلاهما علقم .

الأجيال الصغيرة تنمو في المكان على وقع أخبار الخطف والموت وهي تبتسم لأنها بكل بساطة لا تعرف أن الموت يزحف إليها حين تحارب في قوت يومها وتغلق مدارسها ويغيب أستاذها أو يغيبه الموت برصاصة طائشة ناهيك عن البرد وهو يتسلل الى عظامهم ليكسرها حين تكبر أعمارهم وتموت أحلامهم .

موجوع أنا حد الثمالة وتلك الوجوه النظرة تتقافز في مخيلتي وتسبح في ذاكرتي وترتسم على وقع إشراقة الشمس في كل نهار بائس على أمل أن يعاد رسم الخارطة الحياتية بلون يكسبها فرح وسعادة غائبة عن الأنفس الطيبة .

ليتني سحابة قادرة على ردم حفر الطريق ونزع البؤس عن الحيطان وتحقيق أحلام الجيران وتلوين الأيام وزيادة المرتب الكحيان وصناعة الدفء للأجساد التي تركت بيوتها وسكنت المدارس وغادرت وطن بائس .

تظل الأماني مسافرة في محطات البؤس تنتظر زخات من مطر تمنح الروح الزكية ما فقدته من محبة وتفاؤل بغد لا يحمل صورة اليوم التي أخالها كالرصاصة قاتلة حين تسكن القلب .

الكلمة التي لا تحمل حس ميتة قبل ميلادها وخلفي تسكن كل الكلمات التي نسجتها بعمق الروح الإنسانية التي لا تغادرني وأن غادرت هذه الأمكنة …

عثمان البوسيفي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :