إلَى أيْنَ يُرِيدُ أنْ يَصِلَ بِنَا إبْدَاعُ الرّوَيْعِي مُوسَى؟

إلَى أيْنَ يُرِيدُ أنْ يَصِلَ بِنَا إبْدَاعُ الرّوَيْعِي مُوسَى؟

علي إسبيق

يطل الرويعي بقصيدته الجديدة، وكالعادة يغيب الرويعي ليعود بالكثير من الجمال والروعة والإبداع فيتجاهل السؤال الأول ( ايش غاب ) ويصدح مجيبا بالسؤال الثاني ( ايش جاب )،
يتميز الرويعي بنسق وتفعيلة تجعلك تعرف من البيت الأول أنك أمام قصيدة للرويعي،
كدأب شعراء المعلقات ولعله كزهير خاصة لفظا ومعنى وتمكنا وحكمة،
لا تسقيه جذري فـ القوايل .. رِق الصَب لا تكتم أنفاسي
ماني اللي موالف سيل سايل .. هَذل الطل يروي في غَراسي
هنا دلالات الكلمة لدى الرويعي وارتباط الاكتفاء بطل آخر الليل ( الطل هو الندى الذي يعم كل شيء في آخر الليل وفي الساعات الأولى من الصباح)
مشيرا لاكتفاء قريحته الشعرية بالشيء البسيط، ثم يعود للنهي عن سقاية النبات في القيلولة لأن من شأن هذا قتل جذور النبتة والتي أعتقد أنه يقصد بها هنا المحبوب.
________________
ماعد صدت ع النشوى نحايل .. تثمل فيّ يا فيّاض كاسي
ما نقراه تلميح الرسايل .. لي اسنين حرف الحن ناسي
لي زمان من نشف البلايل .. صامل نين متبلد احساسي
ناشي درع لأسهام الختايل .. لب الحسّ دونه قشر قاسي
ماعد صدت على النشوى نحايل
كل رشفة يحسب لها الرويعي حسابا فيثمل من قليل القليل إشارة لاكتنازه المخزون الكثير من القول والقصيد للحد الذي يجعله يكتفي بأي شيء يثمله ويجعله يقرض القصيد
لي زمان من نشف البلايل.. صامل نين…
بيت كبير وعظيم بعظمة قصيدة كاملة
يعطينا دلالة على تبلد الإحساس جراء توالي الخيبات والطعنات، (صامل )
معتمدا على نفسه لا يحتاج لمساعدة أحد.
متبلد أحساس: مرحلة متقدمة من الوعي والفهم للحد الذي تبلدت فيه مشاعره.
ناشي درع لاسهام الختايل …
اكتفى من كل الخيبات واحتاط لنفسه ولمشاعره بدرع يقيه يد الخيبة والغدر
هل لك أن تتخيل مرحلة الدرع على المشاعر؟
ربما هي تلك المسافة التي يحرص الشاعر على جعلها بينه وبين كل ودود خشية وتقية على إحساسه المملوء بالطعنات.
ما نبغيه ماني فيه طايل .. دونه هُوّ يبرم فيه راسي
من ما ريت منّه ونتخايل ..يكمن سر طَفوي في اغطَاسي
زيح الثلج عن روس الفتايل .. واشعل نين يشتعلن حواسي
خلّي اللحن في مجراه جايل .. بين العزف والإيقاع واسي
لا تنهَدّ بالخيل الصكايل .. راه ايرنّْ قدّامك انحاسي
ثم يصف الرويعي الطريقة التي يحب والتي لا يحب في المعاملة مع الطرف المقابل وهي الطريقة المبنية على المسافة المحددة سابقا موجها رسالة التحذير في البيت القائل:
لا تنهَدّ بالخيل الصكايل .. راه ايرنّْ قدّامك انحاسي
تحذير شديد اللهجة واستخدام لا النهاية يزيد البيت قوة ( لا تنهد بالخيل الصكايل) لأن العاقبة ستكون بسحب السلاح المشار له بالنحاس ( راه ايرنّْ قدّامك انحاسي)
ماي قريب منك في سهايل .. ما يحتاج منك راس ماسي
وازن ثقل ميزان العدايل .. هك و هك نين يجن سواسي
لا نا فيك محتاج لدلايل .. لا انت تريد تَرخَص من وكَاسي
بث الشوق ماني فيه خايل .. حتى كان خاينّي حماسي
لا تنغر بالصاري المايل .. لا تنغر بالمركب الراسي
فيما فات ثقل اليَمّ شايل .. واكل دَكم شينات المراسي
نقعد وين؟ اقعد يا القايل .. منقلبات فـ العقل الكراسي
والبارود يسفَى في ظلايل .. كيف المزن صابح فيه ماسي
مشغل سر دون النوم حايل .. شايل كيد حالي حال ناسي
غير غلاك ما عندي بدايل .. ماكن كيف لاجبال الرواسي
غبن الدهر مستوحيه زايل .. بين يديك نبرا من حَساسي
في باقي القصيدة تفصيل للعلاقة التي يحرص على بقائها بسن القوانين لها والتي أعتقد وقد أكون مخطئا أن الرويعي يحذر ويتوعد ويروض المحبوب بفرض شروط الرويعي عليه لا شروط الحب .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :