(إننا يا ليبيا لن نخذلك) تواصل الأعمال التطوعية بمدينة طرابلس

(إننا يا ليبيا لن نخذلك) تواصل الأعمال التطوعية بمدينة طرابلس

تتواصل حملات النظافة والتهذيب لعدد من المرافق بمدينة طرابلس بجهود ذاتية من قبل عدد من المتطوعين من مختلف مناطق طرابلس وعدد من المدن الليبية والتي انطلقت منذ عدة أشهر حيث شملت في مرحلتها الأولى مقبرة السيد (منيدر) ومدرسة طرابلس المركزية والجرات بشارع الوادي حتى وصلت لحديقة شارع ميزران التي تم الانتهاء منها مساء الأحد 11-12-2016 لتتواصل في مناطق أخرى ويتولى متابعتها مكتب العمل التطوعي الشبابي ببلدية طرابلس التي سهلت الأعمال إدارياً فقط للمتطوعين .

وقال الأستاذ (فتحي الكريو) أحد ألمتطوعين وعضو بمكتب العمل التطوعي بطرابلس :
من خلال هذه الحملة نود ترسيخ ثقافة التطوع والعمل الانساني الذي يجب أن يكون في كل الأوقات فما بالك وليبيا محتاجة لأبنائها في هذه الأيام العصيبة وإلى كل يد من أجل النهوض بها ولضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة ، وأكد (الكريو) : أن الحملة تهدف أيضاً من أجل اللحمة الوطنية ولم الشمل ونبذ الخلافات والجهوية والقبلية وكلنا أبناء وطن واحد بمختلف مدن ليبيا من شرقها وغربها وجنوبها وأينما كانوا الليبيين ، فيجب أن يتم التحرك بشكل ذاتي وأن ألا نبقى مكتوفي الأيدي ونتباكى على الحال التي وصلت إليه مدينة طرابلس فنحن من نعيش فيها البلاد في مختلف المدن نحن من نعاني وليس الشخصيات التي تتولى المناصب الحكومية فيجب علينا نهيأ البيئة والمحيط التي يخصنا كل حسب منطقته وسكناه ولا ننتظر الحكومة أو أي حكومة وخاصة في الظروف السائدة في البلاد وعندما نحتاج لعمالة نشترك جميعا في دفع أجورهم من جيوبنا الخاصة .


وأوضح (الكريو) كنا أثنين فقط عندما انطلقنا ثم بدأ الالتحاق بنا وقدم لنا العون والمساعدة الكثيرين لأنهم رؤوا نبل ما نقوم به وهو لصالح العام وهنا اعني صالحنا نحن سكان المدن والشوارع والأزقة وما يحيط بها من حدائق ومرافق تهمنا نحن بالدرجة الأولى ، ولا نهدف لحملة اعلامية أو دعاية للفت الانتباه ولا لأي شيء أخر سوى رغبة منا أن نهتم بمحيطنا وبمظهر مناطقنا وما تحويه من مرافق تهمنا نحن وأبنائنا .
وقص (الكريو) كيف اتسعت المجموعة التي ساعدتنا في الاستمرار والتوسع في حملتنا حيث أوضح بمثال عن الشاب (عبدالله بن يحي) سائق شاحنة الذي قال عنه : كان في زيارة لقبر والده صحبة والدته بمقبرة (منيدر) فشاهدنا ونحن نعمل على نظافة المقبرة والاهتمام بها والتي تخص جل العائلات الليبية وخاصة في طرابلس وتضم قبور لشخصيات ورموز تاريخية فبادر (يحي) بسؤالنا وفهم هدف ما نقوم به فقرر الانضمام إلينا بتقديم المساعدة وخصص جزء من وقته وعلى فترات لتكون شاحنته تحت تصرفنا وبالفعل نحن في حاجة لها وبالفعل استمر معنا في كل الحملات التي نقوم بها والتي لم تقتصر على مقبرة سي منيدر .
مبادرة (عبدالله) سائق الشاحنة لم تقف عنده فعند عودته للعمل بالمحطة وسؤال زملائه على غيابه المتكرر من حين لأخر أخبرهم ما يشغله أحياناً لامه زميله سائق الشاحنة هو الأخر واسمه (أنور) على عدم اخباره بذلك وقرر أن يضم هو الأخر وتكرر الوضع مع سائق جرار (كشيك) واسمه (صلاح برناز) الذي علم منهما وأراد أن يشارك في حملة نظافة المقبرة وحملات أخرى وبدأت المجموعة تتسع وتضم الكثير من الشباب لهذه الحملات والتي لم تتوقف على الجهد وتوفير الأدوات حتى أصبح لدينا آليات ومركبات تطوع أصحابها للمساهمة في توظيب وتجميل مدينة طرابلس عنوان ليبيا وحاضرها وقد نخرج حتى للضواحي وهذا ناتج لهدفنا الأساسي الذي لا يحمل أي أجندة أو أي شعار لمنظمة أو حزب وإنما من أجل بيئتنا مديتنا ومن أجلنا أنفسنا نحن وأبنائنا ومدننا فهي بلادنا ولن يكون هناك أحرص من سكانها عليها من أي أناس يدعون الوطنية ويسعون للمناصب .
واسمح لي أن أقول أن نجاح الحملة كان بتزايد عدد المتطوعين فيها وتعرضنا للضغوط من قبل أحد الأحزاب أو تنظيمات لا داعي لذكر اسمها بأن عرضت علينا أموال ويوفر كافة الامكانيات ولكن اشترطوا أن تتم الحملة تحت اسم أو شعار الحزب وطبعا رفضنا ذلك وكان ذلك بحضور الأستاذ (مراد النعاس) مدير مكتب العمل التطوعي بطرابلس وأخبرناهم إن بقينا لوحدنا ونصنع أدوات التنظيف بأيدنا وبسعف النخيل لن نعمل تحت أي مسمى سياسي ، نحن فقط نعمل من أجل أنفسنا عندما نقوم بتنظيف وصيانة مرافقنا التي نقطن بجانبها ، وهذه رسالة لكل الليبيين عليكم بمحيطكم وبيئتكم فأنتم أولى بها ابدأ حتى لوحدك وفي خلال أسابيع تجد نفسك مع مجموعة كبيرة توزعون العمل عليكم في أوقات فراغكم وكلما تسمح الظروف .

عن الحملة بحديقة ميزران قال (الكريو) : انظروا لحديقة ميزران كيف أصبحت بعد ما كانت عليه وعندما نتهي يكون الدور على السكان حول الحديقة للمحافظة عليها وهم بصراحة تعاونوا بشكل كبير بجهدهم ً وفي توفير الأدوات بعد أن أخذت منا الوقت وجهد في توظيبها ونظافتها فقد تركت مهملة لمدة تزيد عن 5 سنوات .
وأضح (الكريو) أن الحديقة هي بشارع بميزران لكن قد يستفيد منها كل الليبيين سواء القاطنين بميزران وطرابلس أو خارجها ومن السهل الآن الاهتمام بها وعدم تركها بالمحافظة عليها ولا ينتظروا شيئا من حكومات ولا غير حكومات ابدأ بنفسك وبشارعك تجد منطقتك ومدينتك من أفضل المدن .

وعن الحملة واستمرارها أوضح الأستاذ (فتحي الكريو) : أن هذه الحملة سبقتها عدة حملات أخرى منها أعمال النظافة والصيانة لعدد من حدائق مدينة طرابلس ، إضافة لصيانة أقدم مدرسة بمدينة بطرابلس بمساعدة بعض فاعلي الخير الذين لم يبخلوا بأموالهم من أجل القيام بهذه الأعمال الانسانية التي تهم كل مواطن ليبي .
منوهاً (الكريو) أن هذه الأعمال التطوعية تقام بجهود ذاتية فردية بتعاون المخلصين ورغم أنها باسم مكتب العمل التطوعي ببلدية طرابلس إلا أن علاقتنا بالبلدية أدبية فقط وما ينجز من أعمال هو بدافع ذاتي وعلى حساب المتطوعين وبجهدهم ويشارك فيها عدد من المتطوعين من مختلف مدن ليبيا . مشيراً (فتحي) إلى الحملة التي لازالت متواصلة بمقبرة منيدر والتي بدأت منذ عدة أسابيع ، فهي مقبرة تمتد مساحتها على 10 هكتارات تحوي رفات قمم من قامات ليبيا منهم المرحوم (بشير السعداوي) الذي يعتبر من مؤسسي وموحدي ليبيا والكل يتذكر خطابه الشهير في نادي الاتحاد من أجل وحدة التراب الليبي وذهابه بعد ذلك للملك (ادريس السنوسي) طيب الله رثاه وسلم له طرابلس من أجل الوحدة ولم الشمل ، ومن بين المدفونين المجاهد (سليمان الباروني) وعدد من الشخصيات المؤثرة في ليبيا كلها وبالتالي هذه المقبرة تهم الليبيين ولذا نحن نبر بأمواتنا والاهتمام بقبور الشخصيات التاريخية الليبية ، كما نود توجيه رسالة للطغاة المتجبرين مكانكم هنا كأي إنسان ولن يذكركم التاريخ ولن نذكر إلا كل من ترك بصمة وعلامة مضيئة تتشرف بها الأجيال حسب تعبيرا (الكريو) والذي اختتم حديثه بالقول : (أننا يا ليبيا لن نخذلك) .
فسانيا / مصطفى المغربي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :