أصبح من ضروريات العصر اقتناءُ أجهزة التكنولوجيا؛ مثل: الآيباد، والفيديو، والهواتف، والتليفزيون، وغير ذلك كثير، ولهذه الأجهزة إيجابياتٌ كثيرة كلنا يعايشها، وسلبيات أكثرُ، معظمنا يكتوي بنيرانها في نفسه وأهله وولده، ومجتمعه الذي يعايشه.
ومن مثالبها:
1- تُضعِف التفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسرة:
فالرغبات والأذواق والهوايات تختلف بين الآباء والأبناء؛ فمنهم مَن يبحث عن الأخبار، ومنهم مَن يريد الرياضة، ومنهم مَن يهوَى المسلسلات، وآخرون يريدون أفلام الكرتون، ومنهم مَن يبحث عن الجنس، ومنهم مَن يريد المحادثة مع الأجناس المختلفة، ومنهم، ومنهم… إلخ؛ فهي تُسهِم إلى حدٍّ كبير في إضعاف العَلاقات بين أفراد الأسرة.
2- تختَطِفُ أفراد الأسرة:
الأسرة في الماضي كانت تجتمعُ معًا لتدارس الأحوال المعيشية، ولكن التكنولوجيا اليوم استحوَذَت على انتباههم وعقولهم وفرَّقَتْهم، واختطفت الروح الوثَّابة بين الزوجين؛ لانشغال كل منهما بالبرامج التي يرغَب فيها، والحال كذلك بينهما وبين الأولاد، بخلاف الماضي؛ فالأسرة كانت تجتمع وتناقش أمورها.
3- تُؤثِّر على التحصيل العلمي للطالب:
تستحوِذُ على انتباه الطالب وعقله، وسرقة وقته، فلو قضى الطالب على الأقل ساعتينِ يوميًّا لكانت ستين ساعة شهريًّا، وسبعمائة وعشرين ساعة سنويًّا، في حين أنه يقضي قسطًا من هذا الوقت في دراسة واجباته، ناهيك عن أنه يذهب إلى دراسته متثاقلًا فاقدًا الرغبة في حضور الحصص، ويفكر في الشغْب واللهو واللعب.
4- هذه الوسائل والعنف:
أثبتت الدراسات النظرية والمخبرية حول هذه الأجهزة التكنولوجية والعنف – بأن تعرُّض الأبناء لبرامج فيها عنف يُولِّد لديهم عنفًا كلاميًّا (السباب والشتائم)، وعنفًا عقليًّا (التفكير السلبي، والحب والكره)، وعنفًا جسديًّا (الضرب والمصارعة والتكسير).
5- تلك الوسائل والغزو الثقافي:
إنها تحمل مضامين لا تتناسب وثقافتَنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا؛ مثل القيم الفردية، والاستهلاكية، والعلمانية المادية الإباحية، والعنف، مما كان له كبير الأثر على عقول وسلوك أفراد المجتمع في الكلام واللباس والطعام، والزواج والطلاق، والتسمِّي بأسماء بطلات الأفلام الأفلام، والمسلسلات.
6- أصبحت هي المعلِّم الخفي:
لقد أصبحت صديقًا ورفيقًا، ومعلِّمًا لأفراد الأسرة، وأخذت دَور الأسرة والأصدقاء والمعلِّم في عملية التنشئة الاجتماعية، فأصبح الأبناء يتعلَّمون ويتفاعلون ويُقلِّدونها وما جاء فيها، أكثر مما يقلدون الآباء والأصدقاء والمعلِّمين.
7- المربِّية الإلكترونية:
عندما يضيق الآباء بأبنائهم ذرعًا يُسلمونهم إلى تلك الأجهزة، أو يُجبِرونهم على مشاهدة أشرطة الفيديو، فهم يحلُّون مشكلة بتوريط الأبناء في مشكلة أخرى، دون أن يعلموا!