المياه الملوثة …قاتل آخر يحمل الموت ببطء للمواطن وإجراءات لا تلبي الطموح

المياه الملوثة …قاتل آخر يحمل الموت ببطء للمواطن وإجراءات لا تلبي الطموح

تقرير:وهيبة الكيلانى،زهرة موسي

اعتاد الليبيون على موت المفخخات والرصاص العشوائي والسطو المسلح والسرقة ، إلاأن موتاً من نوع آخر بدؤوا يتخوفون منه قد يكون هذه المرة مليءبالأوبئةوالأمراض الخطرة لاسيما بعد تلوث المياه وتغير لونها في بعض مناطق الجنوب الليبي حيث تعانى قرى الجنوب من تلوث حاد فى مياه الشرب واختلاطها بنسبة عالية من النحاس كما أكد الأهالى أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي كما أن رائحتها تشبه مياه الصرف الصحى في بعض الأحيان الأمر الذي أربك الأهالي وجعلهم في حيرة من أمرهم ما حدا بهم لإطلاق مطالبات بضرورة معالجة المياه بطرق حديثة وعلمية في وقت تحتاج المسالة إلى وقفة حقيقية من قبل الجهات ذات العلاقة لتقوم بعملها بالشكل الذي لا يؤذي أحدا.

مأساة حقيقة

تقول نادية عبد الرحمن من سكان برقن الشاطئ “نحن نعانى منذ فترة طويلة من اختلاط مياه الشرب بمعدن الحديد فالماء عندنا غير صالح للشرب ولا الاستخدام من ناحية اللون والرائحة ولهذا نقوم بشراء المياه المعدنية من الأسواق ونستخدم في منازلنا فلتر التحلية ”

وأضافت بقولها “نحن نعانى من مأساة حقيقة عقب إصابة العشرات من أهالى المنطقة الجنوبية بالسرطان والفشل الكلوى والكبدى من جراء تلوث المياه حيث سجلت تلك القرى خلال الشهرين الماضيين 3حالات إصابة بمرض السرطان توفى منهم حالتان فى 10 أيام وعلى مدار 3 سنوات سجلت 28 حالة من بينهم 7 أطفال”.

أكد محمد الجيلانى ووالد إحدى الحالات المصابة باللوكيميا “أن الأهالي يعيشون دون مياه شرب نظيفة ولا صرف صحي مما أدى إلى إصابة العشرات من أهالي القرية والفشل الكلوى والسرطان الذى ينهش أجساد الأطفال والكبار بسبب تلوث المياه وطالبنا مرارا وتكرارا بوحدة صحية تقدم العلاج لأبناء القرية ولكن دون جدوى”

أزمة تلوث مياه الشرب بالقرية

ومن قرية برقن إلى محلة الحساونةأكد إبراهيم الحسناوى”أن أزمة تلوث مياه الشرب بالقرية ما تزال قائمة ورائحتها كريهة حيث تغير لونها إلى اللون الأصفر ثم الأسمر مضيفا أن المسؤولين بمجلس المدينة يدعون أن مياه الشرب نظيفة وطالب بضرورة التحرك الفوري والسريع لحل مشكلة مياه الشرب في القرية مشيرا إلى أنهم يعتمدون على المياه المعدنية في الشرب وطهي الطعام ”

بيئة خصبة للحشرات و القاذورات

وفى قرية قطة الشاطئ قال عماد علي” يعانى أهالي القرية من مشاكل عديدة تتعلق بمياه الشرب حيث تبدأ بمعاناتهم من خزان المياه الخاص بالقرية حيث إنه يعتمد على المياه الجوفية ولا يضاف إليه أي مواد للتطهير ولا تمر المياه بأي مراحل تنقية كما أن هذا الخزان في حالة تلوث دائمة و هو بيئة خصبة للحشرات و القاذورات على حد تعبير الأهالي”

ماكينات لضخ المياه

وأضاف عماد بقوله “تنتقل المعاناة إلى معاناة أخرى بمرور هذه المياه بمواسير مصنوعة من مادة سيئة الصنع و تم منع استخدامها في بعض البلدان العربية حيث إنها تتسبب في بعض أنواع السرطان كما تتسبب في بعض الأمراض الخطيرة مثل تليف الرئتين وأشار الأهالي أن شبكة المياه بالقرية كاملة من نفس هذه المواسير غير أن القرية ليس بها أي ماكينات لضخ المياه مما يتسبب في ضعف المياه وانعدامها أحيانا بالإضافة إلىانعدام وافتقار القرية للخدمات الأساسية المتمثلة في مياه الشرب والصرف الصحي ورغيف الخبز وأنابيب الغاز.”

تشغيل الصرف الصحي

يقول سالم صالح”موظف”من أبناء القرية إنهم يعيشون فى جحيم نتيجة تجاهل المسؤولين بالدولة لقريتهم وغياب الخدمات والمرافق الأساسية عنها مما دفعهم للتظاهر احتجاجا على ذلك وعدم توفير الخدمات الأساسية للقرية لافتا أن شكواهم واستغاثاتهم بالجهات المعنية جاءت دون جدوى مطالبا بإنقاذهم وتوفير مياه شرب صالحة للاستهلاك الآدمى وتوصيل وتشغيل الصرف الصحي”.

وأضاف بقوله” إن معظم عدادات المياه فى المنازل تتعرض دائما للتعطيل بسبب زيادة الرواسب فيها مما يؤكد وجود نسبة تلوث عالية فى مياه الشرب ونحن قد تقدمنا بشكوى للجهات المعنية وقاموا بعمل تحاليل على محطات المياه من المصدر”.

واستطرد بقوله”جاءت التحاليل أنها جيدة وصالحة للشرب وهذه حقيقة حيث إن المياه تخرج من المحطات نقية ونظيفة بعد وضع نسب عالية من الكلور وبمجرد مرورها فى المواسير تحمل من الشوائب والحشرات ما شاءت حيث إن شبكات المياه بالكامل من المواسير الحديد التى تعرضت للصدأ والتآكل كما أن معظمها يتداخل مع مواسير مياه الصرف وتختلط المياه ببعضها وهذا واضح بمجرد فتح الحنفية نستنشقفي رائحة كريهة وتظل موجودة لفترة حتى لو وضعناها فى الثلاجة”.

آثار استخدام مياه ملوثة

لم تسلم قرية وادى عتبة من تلوث مياه الشرب حيث قالت خديجة سليمان”إن مياه الشرب غير صالحة للحيوانات ولو قدمت للحيوان لفر منها وامتنع عن الشرب لما لها من روائح كريهة، وفوجئت بعدة أمراض جلدية أصابتنى أنا وابنى الصغير وبالكشف أكد لى الطبيب أنها من آثار استخدام مياه ملوثة ”

أضرار ومخاطر المياه الملوثة

أضافت بقولها”من المعروف أن الماء لا لون له ولا طعم ولا رائحة ، وأن أي تغير فيزيائي أو كيميائي في الماء يجعل له طعم أو لون أو رائحة يصبح ملوث ، ولا يصلح للاستعمال الآدمي ، والماء النقي هو الماء الصالح للاستخدام الآدمي والمفيد والذي لا يضر بالصحة فهو ضروري للإنسانوالإحياء الأخرى ، وبدونه تنعدم الحياة ، وقد يكون سبب التلوث طبيعي مثل زيادة الملوحة والعوالق ودرجات الحرارة ، وقد يكون السبب كيميائي مثل مياه الصرف الصحي والبترول والمبيدات الحشرية والأسمدة الكيمائية ، وإذا ما تغيرت صفات الماء يصبح ملوثا  ويسبب الكثير من الأمراض للإنسان والحيوان والأحياء المائية الأخرى وتسمم الأحياء المائية الموجودة في الماء نتيجة تزايد كمية المواد الكيميائية الملوثة للماء وتناقص الأوكسجين المذاب في الماء مما يؤدي إلى تناقص الأحياء المائية نتيجة التلوث من الصرف الصحي والكيماويات الصناعية والزراعية   ”

واستطردت بقولها”ازدياد وكثرة الطفيليات والبكتيريا يجعل هذه المياه غير صالحة للشرب أو السباحة أو الري أو حتى التنظيف وإن صعوبة اختراق الضوء لسطح الماء نتيجة تغطية السطح بالملوثات يؤدي إلى تضرر الأحياء المائية تحت سطح الماءهذا وإن ظهور الكثير من الأمراض الناتجة عن التلوث مثل الربو والحساسية في الصدر وأمراض السرطان والأمراض الجلدية وأمراض العيون واضطرابات المعدة وتضخم الكبد وفقدان الذاكرة والخمول والتبلد والنزلات المعوية والتيفوئيد والإسهال والجفاف والكوليرا والتسمم”   .

أطفال مشوهون

تقول سالمة عامر “هناك عناصر تؤثر على الدم والمخ والعظام ومنها الرصاص والزئبق والزرنيخ والحديد والكلور والفلور والكاديوم والأمطار الحمضية والمفاعلات النووية والمواد الكيماوية والنفط ومياه الصرف الصحي والمبيدات الحشريةوالبلاستيك وامتداد مدة مكوث المخصبات الزراعية الكيميائية إلى مدى طويل في التربة مما يؤثر في تلوث المياهكما أن زيادة نمو الطحالب والنباتات المائية في المسطحات المائية كالبحيرات الملوثة بالصرف الصحي يؤدي إلى انتهاء الأوكسجين مما يقضي على الأسماك والكائنات البحرية والاهتمام بمعالجة مياه الصرف الصحي قبل أن تصل إلى المسطحات المائية وإلى التربة والاستفادة من المياه المعالجة في ري الأراضي الزراعية والاهتمام بالمحافظة على سلامة المياه الجوفية وذلك بإبعادأي سبب للضرر من المباني أو المناطق الزراعية أوالصناعية عن المياه الجوفية ومصادر المياه الصالحة للشرب”   .

تقول كوثر امهيدى “هناك حالات مرضية نتيجة تلوث مياه الشرب في منطقة الشاطئ عامة وكشف مصدر محلي في منطقة ققم وتامزاوة والعيون وإدري وبرقن الشاطئ عن ظهور حالات مرضية بين عشرات الأشخاص بسبب تلوث مياه الشرب. ”

حالات إسهال شديد

وإشارةإلى أن “إبراز تلك الحالات تعرض الأشخاص إلى حالات إسهال شديدوأن ظهور هذه حالات جاء بسبب تلوث مياه الشرب المخصص للإسالة عبر الشبكات الرئيسية في منطقة الشاطئ وأن مستشفيات المنطقة تعاني من شحه العلاجات والأدوية لمعالجة تلك الحالات”

مياه غير صالحة للشرب

يقول عضو بمجلس البلدي غدوه الأستاذ زيدان أحمد” مياه المنطقة غير صالحة للشرب و تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي وهذه المشكلة نعاني منها منذ سنين عدة ، ولكن لم تجر دراسات على المياه حتى الآن بالرغم من مخاطبتنا لعميد البلدية عدة مرات ولكن لم نر أي رد فعل من قبله أو من أي جهة أخرى بالمنطقة”

وأوضح عضو المجلس البلدى غدوة ” أن سبب ثلوث المياه في هذه المنطقة هو قدم أنابيب مياه الشرب والصرف الصحي مما أدى إلى اختلاطهما وبالتالي إصابة الموطنون بالأمراض كنتيجة فعلية لشرب هذه المياه ، وأيضا آبار المنطقة قديمة جدا ومتهالكة وكذلك مهملة ومفتوحة مما أدى إلى تلوت مياهها”

نحتاج إلى مختبرات

وأضاف بقوله”نحتاج إلى مختبرات لإجراء الدراسات على مياه المنطقة حتى يتم التأكد بالأدلة القاطعة بأن مياه هذه المنطقة غير صالحة للشرب وأتمنى أن تجد الجهات المسؤولة حل لهذه المشكلة لأن المياه هي أساس الحياة ولا حياة بدونه فعلى هذه الجهات أن تتعاون من أجل إنقاد حياة سكان هذه المنطقة”

وأشارت مريم إبراهيم بقولها إن “هذه المشكلة ليست بجديدة فمعظم سكان منطقة غدوة يعلمون بأن مياهها ملوثة و مع ذلك لانزال نشربها غير أننا لم نر أي ردة فعل من الجهات المسؤولة في المنطقة تجاه ما يحدث ولكن ربما يرجع ذلك إلى أن سكان هذه المنطقة رضخوا واستسلموا للأمر ولم يقاوموا تفشي هذه الأمراض ولو بوقفات احتجاجية ، فليس من المعقول أن يصمت المواطنون ويتقبلوا أن يصابوا بالأمراض هم وأبنائهم ، في الوقت الذي يستطيعون أن يحتجوا ويطالبوا بإجراء دراسات على المياه وبالتالي إيجاد حل سريع ينقدهم من كل هذه المشاكل”

المياه العذبة هى السبب

وأعربت أم الساعد أحمد “لم أصدق بأنه يمكن للمياه العذبة أن تكون سبب في الإصابة بالأمراض ، ولكن سمعت ببعض المواطنين بأن مياه المنطقة ملوثة ويمكن أن تكون سبب في الإصابة بالالتهاب الكبدي ولكن بنسبة بسيطة ، أي أن عدد المصابين في المنطقة ليسو كثر ، وربما يمكن حل هذه المشكلة الآن مادامت نسبة الإصابة قليلة وأتمنى معالجة الأمر قبل أن يتفاقم الموضوع أكثر من ذي قبل .”

القضية ليست سهلة

ونوهت بقولها” أشكركم كثيرا لالتفاتكم لهذه المنطقة الصغيرة القابعة في عمق الجنوب ، التي لم يلتفت لها الجهات المسؤولة في المنطقة ولم تأخذ أي خطوة في طريق القضاء على هذه المشكلة،وتعتبر هذه القضية ليست سهلة وبسيطة كما يعتقد البعض فبمجرد تخيل أن المياه باتت خطرا على صحة المواطنين ولو بنسبة قلية فهذا الأمر يقلق الجميع ليس سكان منطقة غدوه فقط ولهذا يجب النظر فيه بأسرع وقتممكن”

مياه المنطقة غيرة صالحة للشرب

تقول المواطنة فاطمة” منذ فترة طويلة ونحن نسمع بأن مياه المنطقة غيرة صالحة للشرب وذلك لعدم احتوائها على الأملاح اللازمة للجسم والإكثار من شرب هذه المياه يؤدي للإصابة بالتهاب الكبدي الوبائي وبالرغم من انتشار المرض إلا أننا لم نلحظ أي ردة فعل للجهات المسؤولة بالمنطقة ، ومع أننا نعلم بمدى تأثير هذا الماء علينا و على آبنائنا إلا أننا لم نتوقف عن شربة ولم يكن أمامنا حل بديل لهذه المشكلة فليس من المعقول أن نشتري دائما مياه معدنية لشربها ، وفي النهاية أتمنى من الجهات المعنية الالتفات ولو قليلا لهذه المنطقة الصغيرة والنظر في هذه المشكلة فالأمر يتعلق بحياة المواطنون”

وأضافت زهرة محمد “إن قضية مرض الموطنون في مدينة غدوة هي شيء واقعي وحقيقي ولكن معظم المواطنين لا يحبذون التحدث في الأمر لأنهم يعتقدون أن الجميع سيتعامل معهم كأنهم جميعا مصابون بالالتهاب الوبائي وسيخاف الناس من التعامل معهم فلهذا فإن معظم الناس من منطقة غدوة لا يقدمون أنفسهم علىأنهم من تلك المنطقة خوفا من تجنب الناس لهم وحتى تتعامل الناس معهم بإرياحية خاصة عند مجيئهم للعلاج في مدينة سبها أو غيرها فهم يكتمون الأمر ، وبالنسبة للحالات المرضية كما قلت سابقا فلن تجد شخص يعترف بأنه مصاب إلا إذا كنت تعرفه معرفة شخصية وغير ذلك فأهالي هذه المنطقة متحفظون قليلا . ”

المياه تشكل خطرا على صحة المواطنين

واعتبرت خديجة يونس “بأن المياه باتت خطرا على صحة المواطنين في منطقة غدوه هذا حسب ما تناقله الأحاديث إلينا فأنا من منطقة سبها ولكن لدي صديقات من منطقة غدوه وكنت أتحدث إليهن عن ملوحة المياه في بعض الأحياء في سبها فإذا بإحداهن تقول بأن حتى المياهالعذبة يمكن أن تكون سببا في الإصابة بالأمراض وأخبرتني بأنه ربما يرجع ذلك إلى تلوثها فهذا التفسير الوحيد الأمر” .

وأضافت بقولها”الأمر المقلق وخصوصا أن المواطنين في هذه المنطقة لا يأخذون الأمر بجدية تامة ويحتاجون لتوعية بمدى خطورة الأمر حتى يصبح المواطنون مدركين لخطورة تلوث المياه في منطقتهم ومن ثم يأتي دور البلدية في القضاء على مشكلة تلوث المياه”

آراء مختصين

أوضح الدكتور جمال عبد السلام بقوله “بالنسبة لإصابة أهالى منطقة غدوه بالتهاب الكبدي الوبائي الناتجة عن تلوث مياه الشرب بالمنطقة فلقد أثبتت ذلك ولكن لم تجر حاليا أي دراسة على مياه المنطقة ، ففي عام 2011 كانت ستجرى دراسة على مياه غدوه ولكن لم توافق الجهات المعنية في مدينة سبها على إجراء تلك الدراسة و لايزال سكان هذه المنطقة يشربون تلك المياه مع علمهم بأنها ضارة وفي نفس الوقت ليس هناك بديل لها و مطرون لشربها”

وأضاف أخصائي علم البيئة السائح أبو دربالة:”في البداية هناك شركتنا في مدينة سبها فالأولى شركة العامة للمياه والصرف الصحي مهمتها هي تشغيل وصيانة محطات ضخ مياه الشرب بالمدينة ، وصيانة محطات الصرف الصحي ، وهي أيضا مسؤولة عن تكليف المقاولين بحفر آبار جديدة ، وأما الثانية فهي الهيئة العامة للمياه وهي تقوم بالدراسات ووضع الخطط لحفر الآبار الجديدة بالمدينة وأخذ القياسات وفق المواصفات القياسية وإعطاء الإذن لشركة العامة للمياه والصرف الصحي لحفر الآبار كذلك تقوم الهيئة بمراقبة الآبار و أخد عينات منها لقياس نسبة التلوث بها إن وجد ومعرفة ما إذا كانت صالحة للشرب أم لا .”

مياه تحتاج لتنقية

وتابعبقوله”إن معظم المياه في المدينة غير صالحة للشرب وتحتاج إلى تنقية وتصفية وتحتاج أيضا إلى تركيب محطات للتحلية لأن معظم الأحياء مياهها مالحة ماعدا الأحياء التي ثم إنشائها حديثا على أطراف مدينة سبها مثل (الحجارة ، الناصرية و غيرها من الأحياء ….) فمياههاعذبة وهذا يرجع إلى أن آبارها حديثة والآبار الأخرى قديمة ومتهالكة وتحتاج إلى تعميق الآبار أو إقفال البئر وحفر بئر آخر بدلا منه فمياه هذه الآبار تكون مالحة وغير صالحة للشرب”

أسباب ثلوت المياه

وأضاف : توجد حوالي 109 بئر في مدينة سبها ولكن الأوضاع الأمنية كانت السبب وراء تعذر تحديث تلك الآبار وصيانتها ،  ومن أسباب ثلوث المياه في معظم الأحياء هو امتزاج مياه الصرف الصحي بمياه الشرب وهذا يرجع إلى تهالك شبكات مياه الشرب ومياه الصرف الصحي ،والأحياء العشوائية التى كانت سببا في تدنى البنية التحتية لشبكات الصرف الصحى التي تم إيصالها من قبل المواطنين بشكل عشوائى مما تسبب في تسرب مياه الصرف الصحي إلى باطن الأرض و الثلوت في مياه الآبار التي يتم حفرها في تلك المناطق ، وأيضا عدم قيام الجهات المعنية بوضع خطط مستقبلية من أجل القضاء على هذه المشكلة”

الحل لمشكلة الثلوت

وأكد بقوله”يمكن التقليل من نسبة تلوث المياه وذلك بالتعاون مع شركات ذو خبرات جيدة لإجراء دراسة ميدانية شاملة بالمدينة وذلك لمعرفة أسباب التلوث ومحاولة القضاء عليه ، وأيضا التعاون مع الشركات الاستشارية الهندسية وذلك لوضع الخطط حديثة لشبكات المياه والصرف الصحي ، كذلك التعاقد مع شركات وطنية وأخرى أجنبية لجلب معدات وأنابيب لا تتهالك بسرعة،كما يجب تعميق الآبار الجديدة ، و إنشاء مختبرات متخصصة لفحص المياه في تلك المنطقة”

أبحاث ودراسات

“فبحسب الدراسة التي أجرها الدكتور المختص بالقسم : خليفة سيفاو كلية طب البشري _جامعة طرابلس بعنوان الأمراض الناتجة عن المياه، إن المعلومات التي تفيد عن وجود أمراض ناتجة عن شرب مياه الملوثة غير متكاملة مما يجعل تقييم الأنواع المختلفة من المياه في هذه الدول عمل صعب ، و لكن من خلال التقارير العالمية يتضح أن حالة المياه في أغلب الدول النامية ليست في حالة جيدة .. فمثلاً تُقيَم مياه الشرب في كل الدول الإفريقية بأنها من الدرجة الثانية والثالثة وتنصح هذه التقارير الزوار والسواح إلى هذه الدول بشرب المياه المعلبة فقط.

وأضاف بقوله” في ليبيا أغلب الدراسات تم إجراؤها على مياه الآبار .. فمن 600 عينة من مياه الآبار في منطقة طرابلس أظهرت النتائج أن 37% منها غير صالح للشرب وذلك حسب مواصفات منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب”

واستطرد قائلا”من هذه العينات تم عزل عدة أنواع من بكتيريا المسببة للإسهال مثل اشريشيا كولا حيث وجدت في 3% من العينات المدروسة) O157:H7 إضافة إلى هذا تم عزل أنواع أيروموناس 48% من عينة ماء بئر في المنطقة الغربية من ليبيا وهذه البكتيريا إضافة إلى الإسهال تسبب أنتان دموي والتهابات الجروح الوخيمة وخصوصاً في الأفراد ذوي المناعة المنخفضة”

للزحار البيكتيري

وأكد بقوله”أنه قد سجلت بعض التفشيات في منطقة طرابلس وبن غشير في فترة التسعينات ومن بينها مسببات للزحار البيكثيري والتى أصيبت بها عائلة ليبية متكونة من ثمانية أفراد استخدمت مياه مجاري مستشفى صلاح الدين والتي كانت تستخدم لرش حدائق المستشفى اعتقادً من رب الأسرة أنها صالحة للشرب”

وأشار إلى ان “ مشكلة المياه كانت وستبقى الهم الشاغل لأغلب دول العالم نتيجة الزيادة في عدد السكان والحاجة الضرورية للمياه في برامج التنمية المختلفة في ليبيا هذا وقد تم حل مشكلة مياه الشرب جزئياً بإقامة مشروع النهر الصناعي والتى نتج عنه قلة الاعتماد على مياه الآبار مما سيؤدي إلى التناقص في حدوث التفشي الناتجة عن المياه الملوثةولكن تبقى مشكلة الأمراض الناتجة عن المياه بجميع أنواعها ومصادرها قائمة وهذا يحتاج إلى الكثير من الدراسات العلمية والبحثية لتقيم الوضع المائي من الناحية الصحية. ”

أخيرا :

نحتاج إلى تدريب الفنيين والخبراء بأعداد كافية في مجالات تلوث المياه ومعالجتهم للأمراض الناتجة عنها من بين تخصصات أخرى والتى تعتبر من الأولويات الضرورية والملحة ، كما أن توعية المواطن بواسطة الوسائل الإعلامية المختلفة يجب أن يكون ضمن برنامج عام للحفاظ على مصادر المياه المختلفة المتوفرة في ليبيا واستعمالها الاستعمال الأمثل.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :