كتب ::د :: سعد الأريل
الغرب لا يسأل إلا على الثروة فهو تقليد موروث لدى هؤلاء الغربيين و لعل هو الجينات التي تدفعهم على السيطرة أينما حلوا ..فهم الذين أنشؤوا فكرة الاستعمار حول العالم .. وهم دائبون على مبدأ المنفعة أولا .. و نحن لدينا عظة حول فكرة الاستعمار القديم الذي جعل منا مواطنين من الدرجة الثالثة ..و أننا شعوب همجية لا تستحق الحياة .. نحن نعلم أن مجيء الاستعمار تحقيق منفعة .. وهم يؤمنون بالمبدأ البروجماتي التسلطي وعلو الجنس الآري .. نحن مثلنا مثل الشعوب المغلوبة على أمرها و خاصة في تحقيق كيانها السياسي و الاقتصادى .. إن تاريخ أوروبا في القارات التي نكبت بالتخلف و العوز و الفقر و تراجع الذات الوطنية هو وراء مصائبنا لنلهث وراء الغرب .. إن علاقتنا وراء إيطاليا اليوم هي علاقة تدفعها المنفعة قبل كل شيء فالإيطاليون عندما تفجرت منابع النفط و الغاز و نذكر جيدا شركة ( أجيب ) agip و التي تحولت إلى شركة عالمية تحت اسم ( أينى ) eni التي يسيطر عليها اللوبي النفطي الأمريكي هي التي وضعت أول قدم فى اكتشاف النفط في ليبيا .. اليوم إيطاليا و بعد إزاحة الرجل القوي في ليبيا ( القذافى ) بعد قيام ثورة 17 فبراير ..عظ (بروسكونى ) يد ( القذافي ) الذي كان يقبلها ليل نهار ..و انحاز إلى التيار الثوري .. ورفعت أعلام إيطاليا الثورية على بوابة محكمة ( بنغازي ) نحن نعلم أن إيطاليا دولة ( مافيات ) .. و اقتصادها يتراجع اليوم ولم يعد لها وجهة سوى (ليبيا ) للاستحواذ على كنز ( ماليتا ) النفطي أكبر الحقول في الغرب الليبي . و أصبحت إيطاليا المنفذ الأول لاستيراد النفط الليبي …دون رقيب و لا حسيب .. و يتساءل الليبيون بعد عقود أين ميزانية مدخلات الغاز و لا أحد يعلم ! إن الدور الذي تلعبه إيطاليا في ليبيا هو الدور الذي لعبته ( بلجيكا ) و لازال حتى اليوم فى ( الكونغو ) منجم ( الماس ) العالمي ..و أشعلت الحروب الأهلية و قسمت ( الكونغو ) إلى اثنين ..و عندما تخرج ( ماليشيا ) تدعمها اليوم كما تفعل ( إيطاليا ) في ليبيا اليوم من معاضدة المليشيات في مصراتة و طرابلس بالمال و السلاح و نحن نرى التهافت الكبير بين حكومة ( السراج ) و حكومة ( إيطاليا ) و الزيارات التي لم تنقطع .. إيطاليا اليوم تفعل ذات الشيئ الذى فعلته ( بلجيكا ) مع ( الكونغو ) .. إيطاليا في تاريخها لم تقدم أي إصلاح في ليبيا سوى خارطة باهتة عام 2008 و تقدمت بمشاريع طواها الزمن حتى اليوم ( إيطاليا ) لم تقدم شيئا للجيش في محاربة الإرهابيين بل على حياء عندما رحبت ببعض الجنود الجرحى ورمتهم خارج أسوار المستشفيات دون عناية تذكر .. اليوم إيطاليا مصالحها في الغرب الليبي حيث موطن الثروة النفطية التي تحت مصالحها .. و بدأت تعضد المناطق الرخوة في الكيان الليبي و هي ( مصراتة ) .. و تمد قادتها بالمال و السلاح ليس حبا في ( مصراتة ) و لكن البحث عن تأمين انسياب نفطها للموانئ الإيطالية ..و هي تعمل بذلك على تأجيج النزاع بين الإخوة .. وهي تدفع حثيثا إلى تقسيم ليبيا وهو الأخطر لأنها ترى في الشرق الليبي شوكة وراء ظهرها ..فهي تخاف من النزعة الديموقراطية و حكم الشعب لنفسه ..و ترى في بعض الشخوص حصان ( طروادة ) .. لتنفيذ أهدافها الاستغلالية ..( إيطاليا ) دولة مهزومة في الحرب العالمية الثانية و لم تعد لها سيادة حول العالم وهي تريد أن تلعب دور الرجل الباحث عن مصالحه ( الميكيافلية ) .. إن خطر إيطاليا أكبر من محاربة الإرهاب بمدها للموالين لها بالسلاح و المال و إشعال فتنة التقسيم لليبيا وهو مايتراءى في الأفق القريب فى ضعف حكومة ( السراج ) الذي لا يقف على شيء و فقد الأرض من تحت قدميه ..إن الدور الذي تلعبه إيطاليا هو الدور الذي لعبته ( بلجيكا ) في الكونغو و النزوع إلى تقسيم ليبيا ..فالليبيون يجب أن يتذكروا التاريخ جيدا