ايام في ” اوزو – وبرداي ” .. مذكرات طالب

ايام في ” اوزو – وبرداي ” .. مذكرات طالب

  • عابد الفيتوري / ليبيا

لم يكن يوم 21 ديسمبر 1986 كأي يوم .. مدرسة سبها الثانوية .. الحصة السابعة فيزياء ، اعتاد معظم الطلبة مغادرة المدرسة بعد فترة الاستراحة ، ومتى ما كانت الحصص الاخيرة علوم انسانية ، لهذا اختارت الادارة المواد التقنية اخر اليوم الدراسي .. اثناء خروجنا لفترة الاستراحة وجدنا المدرسة محاصرة بالعساكر .. وطلب منا الجمع بالساحة .. بإشراف ملازم رجب عقيلة آمر الشرطة العسكرية سبها .. ثم تسريح طلبة السنة الاولى والثانية .. واقتيد طلبة السنة الثالثة قسرا الى حافلات 25 راكب تنتظرنا في الخارج .. جلها تابعة لمؤسسات حكومية .. نقل موظفين .. بل وتم ايقاف بعضها على قارعة الطريق امام المدرسة ، وثم انزال الموظفين لتتولى نقلنا الى معسكر اساس التدريب بطريق طرابلس .. هناك تم تسليمنا مهمات عسكرية .. تجهيزات الحرب والميدان .. لباس – بطانية – اواني الاكل والشرب ” كاويطه “.. حقيبة حمل ” كت ” .. وظللنا نفترش الارض وننتظر داخل عنابر المعسكر .. مع غروب الشمس حاول بعض الطلبة الهروب بالقفز من على جدار السور الخارجي .. وقبض عليهم .. وثم تذنيبهم في الساحة بشراسة رهيبة .. ما اخافنا وطرد الفكرة من اذهاننا ، رغم اننا لاحظنا تسريح بعض الطلبة بمعرفة ضباط ، البعض لانتماءاتهم القبلية ، واخرون من اقارب الضباط ، وبصورة خفية لم يغب عنا كشفها .. تناولنا وجبة العشاء .. ثم طلب منا ركوب حافلات نقلتنا الى مطار سبها .. حوالى 3 كم .. كانت الطائرة التي تنتظرنا هي ذاتها الرحلة الاعتيادية الى طرابلس .. ولا زال الركاب ينتظروا في صالة المطار موعد النداء .. وبعدما ابلغوا بإلغاء الرحلة  وقد خصصت لنقلنا .. لم نكن ندري الوجهة القادمة الى اين ، توقعنا الى طرابلس ، وحوالي الساعة الثالثة ليلا هبطت بنا على مدرج في براح مقفر .. ومطار صحراوي .. مدرج اسفلتي تحيط به “هناجر عسكرية ” ، هياكل معدنية للايواء ، ” وتريلات ” حجرات معدنية .. تلك اللحظة فقط عرفنا انها قاعدة ” اوزو ” .. الاقليم المتنازع عليه بين ليبيا وتشاد .. واخبار الحرب الدائرة هناك لم تكن غائبة عن احد .. ولحق بنا في اليوم التالي بقية الطلبة بطائرة ” ليوشن ” الروسية .

 استقبلنا فصيل من كتيبة الصاعقة بنغازي .. قدموا لنا وجبة العشاء .. مكرونه مبكبكه حاف .. وقضينا ليلتنا في تلك الهناجر .. منتصف فصل شتاء .. كان البرد قارس شديد البرودة .. وبطانية خفيفة لم تكن كافية لاتقاء لسعاته .. لكن التعب والارق منحنا فرصة للغرق في نومة كئيبة .   في الصباح نودي علينا .. وأصبحت المعاملة عسكرية صرفة .. اصطفاف طوابير .. كان العدد يتجاوز 1500 طالب .. جميعهم من الجنوب .. سبها .. مرزق .. وادي الشاطئ .. غات .. اوباري .. ولم تقتصر علي المدارس الثانوية .. بل وطلبة المعاهد .. المعلمين .. الزراعي .. الصناعي .. الخ .. وبدأت عمليات الفرز .. اختير طلبة المعلمين للذهاب الى ” اوزو القرية ” .. بينما نقلنا نحن مسافة 4 كم شمال القرية .. عند البوابه نحو الاراضي الليبية .. وقسمنا الى فرق .. كل فرقة عشر طلبة .. منحنا خيمة .. وكلفنا نصب خيمنا بأنفسنا على مساحة شاسعة .. وبين كل خيمة واخرى مسافة كيلو متر واحد .. قدموا لنا الدقيق .. والمكرونة .. والارز .. والطماطم .. واناء تخزين المياه سعة 20 لتر ” بانقه ” .. وكاد الجوع يقتلنا ذلك النهار .. هممنا بنصب الخيم .. ومنحتني تجربة العمل الكشفي توجيه زملائي واختصار الوقت .. فيما اخرون ذهبوا للبحث عن الحطب .. وعند الساعة الثالثة ليلا تناولنا اول وجبة من صنع ايدينا .. سدت رمقنا .. لم تكن كمية المياه كافية للطبخ والشرب .. وفي اليوم الثالث قدمت سيارة صهريج المياه .. ارتوينا .. واستحم الجميع .. وكان يوم حفل بالنسبة لنا .

 ثم تزويد كل خيمة بخط هاتف سلكي يعمل باليد ” مانول ” .. اذا اضطررت للاتصال قم بتدوير ” المانول ” يجيب عامل البدالة .. لم نستخدمه مطلقا .. ومع مر الايام .. بدأنا نكتشف المكان واعتدنا عليه .. وعلى مقربة منا مخلفات اثار الحرب اوائل الثمانينات .. كان رفاقي في الفرقة من طلبة المعهد الصناعي مهرة في استجلاب بواقي الالمونيوم والصفيح وإعادة تركيبها .. اقمنا مظلة امام الخيمة حتى اصبحت خيمتنا الملتقى لزملائنا في الخيام الاخرى .. وتمكنا من دحرجة برميل لتخزين المياه .. وظرف فارغ لصاروخ كبير الحجم .. طوله اكثر من مترين .. وقطره قرابة نصف متر .. غرز بالأرض بمعرفتهم .. وصار هو الاخر خزان احتياطي للمياه .    الماء متجمد صباحا .. نخبز بانفسنا .. وفي احيان نذهب الى القاعدة سيرا على الاقدام عسى ان نتحصل على الخبز من المخبز الذي تديره فتيات قيل انهن من تراغن .. وقلما نجد .. اما اللحم  قلمنا يأتي .. عدد اصابع اليد .. لحم مجمد اشعث لم نطيق تناوله .. وحتى عندما حاولنا تجفيفه ” قديد ” بقي صعب الهضم .




 كنا افضل حالا من طلبة الخيم الواقعة قرب مقر الادارة .. حيث ” تريلات ” العساكر النظاميين .. هناك رقابة اشد .. وكثيرا ما يكلف الطلبة بمهام جلب الحطب الى غير ذلك .. بل ان احد العساكر من منطقة الجديد سبها كان يضرب الطلبة بسبب او بدونه كلما كان تحت تأثير الخمر .. ودائما تحت تأثيره صباح مساء .. وكنا نعلم انه يصنع الخمر بالمكان ويبيعه صحبة رفيق له .. كان بعلم الجميع .. المعلن الخفي .. ولهذا وغيره يفضل بعض زملائنا التواجد بخيمتنا البعيدة عن المقر .  
     في الليل يتولى احدنا الحراسة .. حراسة الخيمة .. بيده بندقية دون عتاد .. لكن احدنا اعتاد ان ينام ليلة المناوبة الخاصة به .. وعندما نعاتبه يقول :  لو ان هناك خطر ما .. لما اعطونا اسلحة بدون عتاد .. ولسوء حظنا في تلك الليلة وكان المناوب .. حضر ضباط المراقبة .. ووجدونا نائمين .. خلعوا اوتاد الخيمة فسقطت علينا .. فزعنا في هلع .. طلبوا منا الاصطفاف في الخارج .. وصاروا يؤنبوننا .. ويا للمفارقة .. كلف الشخص عينه بإمرة الفرقة والمسئول عن اي تقصير .. وكاد بعضنا ان يغالبه الضحك .. فلم يكونوا على علم بأنه المناوب تلك الليلة .. والذي اعتاد النوم دائما .
    احد زملائنا بالخيمة كان طوال الوقت صامتا متوحد .. وعندما سألته .. قال لي : هذه اول مرة لي انام خارج منزل اسرتي .. وأنا مهموم لان امي قد لا تكون على علم بسبب غيابي .. وظل هكذا حبيس حزنه طوال بقائنا بالمكان لمدة ثلاثة اشهر .. وزاد حزنه يوم ان وصل لمعسكرنا رجل مسن يقود سيارة تيوتا زرقاء اللون .. ومعه زوجته .. تغمرهم رغبة في رؤية ابنهم الوحيد .. ومع ذلك عادوا خائبين رغم حجم المغامرة وصعوبة مراس الطريق وطولها .. حسناوي من وادي الشاطئ .. ولم يغامر احد غيره طوال بقائنا هناك .

 انا الاخر كنت قلقا لأجل والدتي التي لا تعلم اين انا .. وكانت الفرصة يوم ان وصلت سيارات شحن الوقود تحمل شعار شركة البريقة لتسويق النفط .. اقتربت منهم .. وحملتهم رسالة لأخي الذي يعمل بالشركة ذاتها .. ووعدوني بإيصالها .. وأننا بخير وفي منطقة ” اوزو ” .. وحيث ان الطقس شديد البرودة .. وضاعت ملابسي ليلة بقائنا بمطار اوزو .. طلبت منهم ابلاغه بإرسال اي ملابس ثقيلة فيما لو حانت الفرصة .. وبسبب ذلك لا زلت اعاني اثار لفحة الصقيع في تلك الايام الخوالي .. وأتردد على الاطباء بين الحين والأخر لآلام في الظهر .. وأيضا ضاعت بطاقتي الشخصية .. ووقعت مؤخرا عند احد اقاربنا .. وعاد بها اليّ بعد زمن من عودتي لمدينة سبها .. لكن عندها كنت قد استخرجت بدل فاقد .        ذات يوم اختيرت مجموعة منا للذهاب الى ” ازوار ” .. نقلوا بواسطة طائرة فوكر 27 .. وعندما وصلوا الى هناك .. سأل الامر كابتن الطائرة .. بماذا اتيت لنا .. قال لها .. مجموعة من الطلبة .. قال له : لا حاجة لي بالطلبة .. اعدهم من حيث اتيت بهم .. ولكون مدرج المطار يقع وسط جبال شاهقة .. تمت الرماية على الطائرة من قبل تشاديين مترصدين لحظة الاقلاع .. وبدأت تتأرجح طوال الرحلة .. وتمكن الطيار من انزالها بسلام في مطار ” اوزو ” .. وكيف كان زملائنا فرحين لحظة العودة .. يعانقون بعضهم لسلامة الوصول .. ويتحدثون لنا عن الذي ظل طوال الرحلة يستغفر ربه .. ويدعو النجاة .

 كان ايضا من بيننا بالقاعدة  كبار في السن .. مدنيين جندوا للمهمة .. وطلبة صغار خصوصا من اوباري .. وضابط شرف برتبة رائد هو الاخر كبير في السن ومسئول عن عن زرع الالغام لتأمين القاعدة  .. قصير القامة يرتدي قبعة متهدلة الاطراف .. كنا نطلق عليه لقب ” قرندايزر “.. ولم يكن يستخدم خريطة حتى بات الامر عشوائي وذهب ضحيته بعض الجنود .. وهو الاخر نجا من انفجارين .. لكنه توفي في الثالث .    في تلك الاثناء حضر فوج اخر من الطلبة .. من منطقة الجبل الغربي .. واقيم لهم معسكر خاص .. خيمه متقاربة .. وكانوا افضل حال منا .. معهم ضباط من مناطقهم مهتمون بهم .. وقيل انهم البديل لنا ، لكن ذلك لم يحدث ، فقد نقلنا بواسطة ثلاث شاحنات لشركة تبستي لسيارات النقل الثقيل .. وأخريات روسية الصنع 32 .. الى منطقة ” برداي ” .. بدأت رحلتنا عند الضحى .. وقضينا ليلتنا عند نقطة ما لا نعلمها .. وفي الصباح واصلنا المسير .. وعند ضحى اليوم التالي وصلنا قرية ” برداي ” .     رحلة ليلية مرهقة .. عبر دروب ضيقة ومسار مفروضة .. القرية مهجورة .. طوب اللبن حجارة البناء .. سوى مبنى وحيد قيل انه منزل الرئيس التشادي ” كوكوني عويدي ” .. بعض المباني بقايا لتغيير زيوت السيارات .. وكراتين فارغة لبضائع ليبية .. يبدو ان التجارة وخدمات العبور كانت مصدر دخل الساكنة بالإضافة الى تمر النخيل الذي يغطي مساحات واسعة .. وشجر الدوم .. ومدرسة يتولى التدريس بها مدرسيين ليبيين .. غادر الساكنة الى الجبال ومناطق اخرى حسب افادة المدرسين الذين ينتظرون لحظة العودة للوطن .. ايضا هناك مسجد .. وخلال اقامتنا التي امتدت لشهر .. كنا نصلي الجمعة ظهرا .. قال الضابط لا يجوز الصلاة بدون خطبة .. مع اننا وجدنا بعض الخطب بدولاب المسجد .. اوراق مبعثرة .

قرية صغيرة تحيط بها الجبال الشاهقة من كل ناحية .. وأثار لفح لهيب الحرب بادية على اغداق النخيل .. ومهبط طيران ترابي دشنه الفرنسيين منذ زمن بعيد .. اقمنا في تلك البيوت المهجورة .. غرفتين للنوم سقفها جريد النخيل .. وحمام ومطبخ وسياج بلا سقف .. معظم تصاميم البيوت .    ولم نجد بالقرية سوى كتائب الجيش الليبي ..  وعند تبة شاهقة اعلى الجبال تتمركز حظيرة الرصد على ارتفاع يحتاج ساعتين لبلوغ القمة .. حتى ان المكلفين بالمهمة هناك قلما ينزلون الى الاسفل .. وكم هي المعاناة قاسية في ايصال المؤن والماء اليهم .. وما ان وصلنا طلب منا التبديل عليهم .. لكن احد الضباط وكان يدرك مشقة المهمة .. همس لنا بالرفض .. وقال : انا عسكري لا يمكنني ان ارفض ، الرفض في حالة النفير عقوبته الاعدام  .. اما انتم طلبة مدنيين لا يحكمكم القانون العسكري .. لذلك رفضنا المهمة .. وقلنا لهم نحن صغار لا يمكننا الصعود الى هناك .. وأخيرا قبلوا بالأمر الواقع .. مع ان احد زملائي حاول الصعود من باب الفضول .. وتحدث لنا عن عسر المهمة .

ساءت الاحوال الجوية لأيام .. والتموين لا يأتي إلا عبر الطائرة .. نال منا الجوع .. ولم نجد سوى التمر .. لكن الوقت ليس اوآن نضجه .. وبعض الطلبة المحظوظين ” كجماعة غات ” وجدوا بالمنزل تمر .. وتفضلوا علينا ببعض ما جاد به كرمهم  .. اما الدوم فلم اطيقه .   اصبحت مهمتنا جمع الحطب والخروج في دوريات الرصد .. في مسارب محدودة ومعروفة وملغمة .. منها للآلات تطمر بالرمل ..وأخرى للأشخاص عبارة عن سلك ممتد لمسافة المعبر .. نقوم بنزع الالغام ساعة الخروج .. ونعيدها ساعة العودة كما كانت .. لكن التشاديين خبروا ما نفعل وعيونهم علينا من حيث لا ندري .. فقاموا في احدى المرات بإعادة زرع الالغام في غير مكانها عند خروج احدى الدوريات ، وما ان عادت الدورية تبعثرت العربة شظايا ، وقتل افراد الدورية .. كنت يومها من المستهدفين للخروج بالدورية ذاتها .. وعلمت بما حدث عندما اخبرني زميل قائلا .. حمدالله على سلامتك .. يفرز الحي من الميت .. رحم الله زملائنا . 

في ذات الايام ابلغنا بتوقع هجوم مباغت ليلا .. واخذ الحيطة والحذر وعدم النوم .. كان كل ما لدينا مخزن رصاص واحد لكل طالب .. لكن احد اقاربي من العسكريين كان قد قدم لي كمية مناسبة من الرصاص .. وقال لي احتفظ بها فلا احد هنا يدري ما قد تأتي به المقادير .. جمعنا كل ما لدينا من رصاص .. كان المنزل الذي نقطنه بمنطقة مرتفعة بعض الشيء .. وبقينا نرصد الوضع تلك الليلة .. لكننا لم نقوى على السهر .. وغالبنا النعاس .. وفي الصباح ادركنا انه لم يحدث شيء .   وذات يوم اخر نالنا الفزع عندما قصفت طائرة قنابل بالقرب منا .. تفجرت القنابل في البراح .. كنا نعتقد انها فرنسية .. لكن بعد برهة زمن .. قيل لنا انها طائرة ليبية .. وان الطيار رمى الذخيرة في الخلاء ، ليقال انه نفذ مهمته .

 يوم زيارة الامم المتحدة للقرية طلب منا الاختباء بالمنازل .. عبرت سيارتهم تجوب القرية .. وغادروا .. ومع سقوط ” وادي الدوم ” جاءت طائرات عسكرية وأعادونا على وجه السرعة الى ” اوزو ” .. رحلات متتالية .. سلمنا سلاحنا وعدنا بواسطة طائرة ” اليوشن ” الضخمة .. انسحاب .. ” بطاطين .. صاكو .. كت ” .. افترشنا وركبنا فوقها حوالي 400 طالب .. نزلنا في مطار سبها .. كان جماعة الجبل الغربي قد اعيدوا قبلنا .

احد اصدقائي الطلبة من قرية ” غدوه ” حكى لي لحظة هروبه من وادي الدوم .. وما حدث عندما تعطلت بهم السيارة .. واضطروا للفرار عدوا على الاقدام لمسافة .. لكن احدى السيارات وبها ضابط من نفس القرية يدعى عبدالرزاق عبدالغني .. عندما لاحظه .. توقف وترك له مكانه بالسيارة .. كان همه ان ينجو الطفل الصغير وان يتدبر هو امره بنفسه .. لكنه وقع في الاسر .. وانتهت به الرحلة الى امريكيا .. وهناك افتتح محل لبيع السيارات .. وعاد الى ليبيا اوائل الالفية الجديدة .. وتزوج متأخرا من ليبية .. وعاد الى امريكيا ..وتوفي الان .. رحمه الله .. لم يدم زواجه طويلا ..ولا زال اطفاله وزوجته هناك .. وتلك الايام نداولها بين الناس .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :