عبد الله الشريف (العربي الجديد): أن يجري إعلان ابن خلدون “تكفيرياً” قد يبدو مجرّد دعابة، غير أنه ليس سوى آخر ما أطلقته أجهزة أمن (حفتر) في ليبيا حيث أعلنت ابن خلدون “تكفيرياً” بالفعل، وقرّرت مصادرة أشهر كتبه “المقدمة”. فعلى صفحتها الرسمية، أعلنت أمس “مديرية أمن أجدابيا” (150 كيلومتر غرب بنغازي) عن مصادرتها لمجموعة كتب أثناء محاولة بيعها من قبل أحد الموزّعين، وتضمنت قائمة الكتب لمصادرة عدة أسماء إلى جانب ابن خلدون.
وقالت المديرية أن “الكتب تم ايقافها من قبل رجال النجدة أثناء محاولة أحد الاشخاص ترويجها وتوزيعها في المدن الليبية”، موضحة أن “الكتب لمؤلفين يحملون الفكر الإخواني والتكفيري الذي لا زالت البلاد تعاني من ويلاته حتى هذة اللحظة” (في الصورة الداخلية قائمة نشرت في الصفحة الإلكترونية).
وبالإضافة لابن خلدون، فقد حضر في القائمة المؤرخ الليبي الطاهر الزاوي، حيث صودر كتاباه: “تاريخ الفتح العربي في ليبيا”، و”جهاد الليبيين في ديار الهجرة” وهو كتاب يؤرخ لجهاد الليبيين ضد الاستعمار الايطالي في المهج. وعلاوة على كون الزاوي أحد أشهر مؤرخي ليبيا فقد كان له منصب ديني حيث كان مفتي الديار الليبية حتى إقفال دار الإفتاء الليبية من قبل القذافي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
كذلك صنّفت “مديرية أمن أجدابيا” عدداً من المؤلفين الأجانب “تكفيريين” أيضاً، مثل مارك ليفنسون وجيرالد مارتن كاتب “سيرة حياة غارييل عارسيا ماركيز”، وكذلك جرى منع كتاب ستانلي مسلر عن سيرة حياة كوفي عنان، ومن الطرائف أن الكتاب نُسب إلى عنان نفسه. كذلك نسبت المديرية كتاب “عصر الملاحة البحرية” للكاتبين دوروثي دينين فولو وجيمس إم. فولو، إلى مترجمته خلود الخطيب. كما جرت مصادرة كتاب “قصة سنغافورة”.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي قامت فيها هيئات تابعة لحفتر بعمليات مصادرة للكتب فقد أعلنت هيئة الإفتاء التابعة له منتصف كانون الثاني/ يناير من العام الماضي عن مصادرة شحنة كبيرة من الكتاب قالت إنها “تدعو إلى التشيُّع واليهودية والنصرانية والصوفية والإخوان المسلمين والعلمانية والإباحية والإلحاد”.
عبد الله الشريف
* العربي الجديد، 27 يونيو 2018.