“العضوية في مجلس الأمن الدولي “صلاحيات المجلس ومهامه

“العضوية في مجلس الأمن الدولي “صلاحيات المجلس ومهامه

المستشارة : فاطمة درباش

من أهم الأجهزة في الأمم المتحدة هو مجلس الأمن الدولي ، والذي أدى منذ تشكيله بعد الحرب العالمية الثانية ، دوراً أساسياً في الإسهام في حفظ الأمن والسلم الدوليين وأصبح ضمانة لتحقيق هذا الغرض ،أُنشئ مجلس الأمن في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية وهو الهيئة التي عهدت إليها الأمم المتحدة الاضطلاع بالمهمة الرئيسية في حفظ السلام والأمن الدوليين. ويعتمد مجلس الأمن قرارات وهي نصوص ملزمة قانونًا تُفرض على جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة عملًا بميثاق الأمم المتحدة.

ويتألف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة من خمس دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض، والدول الخمس الدائمة العضوية: الصين ، فرنسا ، الاتحاد الروسي ، والمملكة المتحدة، و الولايات المتحدة، وعشرأعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة لمدة سنتين (مع نهاية السنة): ألبانيا (2023) البرازيل (2023) إكوادور (2024)

وحتى تنال دولة أو حكومة جديدة اعتراف الأمم المتحدة لابد أن تقدِّم الدولة طلبًا إلى الأمين العام ورسالة تتضمن تصريحًا رسميًا بأنها تقبل الالتزامات الواردة في الميثاق.ينظر مجلس الأمن في الطلب. ويجب أن تحصل أي توصية بقبول الانضمام على أصوات إيجابية لـ 9أعضاء في اﻟﻤﺠلس من أصل 15عضوًا، بشرط ألا يصوِّت أي من الأعضاء الدائمين الخمسة – الاتحاد الروسي، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية – ضدّ الطلب. وفي حال توصية اﻟﻤﺠلس بقبول الانضمام، تقدَّم التوصية إلى الجمعية العامة لتنظر فيها. ويجب الحصول على أغلبية الثلثين في تصويت الجمعية العامة لقبول دولة جديدة.

وتصبح العضوية نافذة بتاريخ اعتماد قرار القبول.

ولمجلس الأمن الدولي صلاحيات مكنته من تنفيذ أهدافه ، كما كان للأعضاء المشاركين دوراً فاعلاً في تحقيق أغراضه ، ولتشكيله وطبيعة عمله والتصويت فيه الأثر الكبير لتحقيق تلك الأغراض ، عبر لجانه التي كان لها دور مهم أعطى ثماره في تحقيق الأغراض المبتغاة .

أما عن أهم الصلاحيات والمهام لمجلس الأمن الدولي فتتلخص في المحافظة على السلام والأمن الدوليين وفقا لمبادئ الأمم المتحدة ومقاصدها؛ والتحقيق في أي نزاع أو حالة قد تفضي إلى خلاف دولي؛كذلك تقديم توصيات بشأن تسوية تلك المنازعات أو بشأن شروط التسوية؛إضافةً إلى وضع خطط لإنشاء نظام لتظيم التسلح.

بالتالي لدى مجلس الأمن مسؤولية رئيسية، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، من أجل الحفاظ على السلام والأمن الدوليين. من مسؤولية مجلس الأمن تحديد زمان ومكان نشر عملية حفظ السلام. ويستجيب مجلس الأمن للأزمات في جميع أنحاء العالم لكل حالة على حدة، ولديه مجموعة من الخيارات تحت تصرفه.

ويعتبر مجلس الأمن أقوى سلطة دولية في الكون، لكن ما يعطل عمله هو وجود حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الدول دائمة العضوية في المجلس، وهي الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا، ونظام التصويت يتمّ باتّخاذ قرارات مجلس الأمن عن طريق التصويت بالإيجاب لتسعة أعضاء يكون من بينها أصوات الأعضاء الخمسة الدائمين متفقين.

جاء حفظ السلم والأمن الدوليين من أولويات منظمة الأمم المتحدة وهي سمة أساسية عهد بها ميثاق الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، ومنح صلاحيات كافية للقيام بواجباته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وهي الصلاحيات والسلطات التي وردت في الفصل السابع.

الآراء تتباين حول استخدام حق الفيتو، فهناك من يهاجم حق الفيتو في نظام التصويت بمجلس الأمن ويصفه أساس فشل نظام الأمن الجماعي، ومن ثم يطالب بإلغائه أو تقييد حالات استعماله، لأنه ينافي نصوص الميثاق الداعية إلى المساواة في السيادة ، بينما هناك من ينادي بضرورة الإبقاء عليه ركيزة للدول الكبرى تساعدها على تحمل مسؤولياتها الكبيرة في حفظ السلم والأمن الدوليين وسلاح يمكن استخدامه للتوازن السياسي العالمي، وقد ذهب رأي آخر إلى أن حق الفيتو لا ينطوي على ضرر دائم، بل يكون فيه نفع في بعض الأحيان وليس عيباً جوهرياً، وإنما العيب يترتب على كيفية استعماله وعلى الظروف التي تستعمل فيه، ومن ثم فمن الواجب على الدول الكبرى أن تتعاون فيما بينها وأن تتجه سويا للقضاء على المخاطر التي تواجه الأمن الدولي والسلم الدولي.

الخلاصة أن جميع المشاكل التي وقعت بعد تأسيس مجلس الأمن، إلاّ أنه وعن طريق تشكيلته الحالية والاختصاصات القانونية، يعد الجهة الوحيدة الحالية التي خولها القانون الدولي العام حق استخدام القوة لغرض حفظ الأمن والسلم الدوليين، فضلاً عن الإجراءات الأخرى التي تعالج موضوع التهديد باستخدام القوة وصلاحيات المجلس لمتابعة بؤر التوتر في العالم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :