(فسانيا/مصطفى المغربي) ……
بيوم الخميس الماضي اختتمت الأكاديمية الليبية إجراءات مقابلة لآلاف الخريجين من الجامعات الليبية والراغبين في مواصلة دراساتهم العليا في مختلف التخصصات، والتي استمرت نحو اسبوعين، بدأت بالتسجيل الالكتروني واستلام الملفات بآلية منظمة وصولاً إلى الامتحان التحريري ومن ثم المقابلة الشخصية.
وتولى الإشراف على امتحانات المقابلة والتحررية نخبة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الليبية والاكاديمية الليبية بموجب قرارات تشكيل لجان من قبل رئيس الأكاديمية .
وقالت د.(هدى العبيدي) عميد مدرسة اللغات بالأكاديمية الليبية ، أنه بعد الامتحان التحريري ، كان الضروري اجراء المقابلة الشخصية، للتأكد من جدية الطالب أو الطالبة في الدراسة، ويقوم بإجراء المقابلة الشخصية على الأغلب ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس، ممن سيقومون بتدريس الطلاب ،في حال تم قبوله في التخصص الذي اختاره.
وبخصوص طبيعة الأسئلة المتوقع طرحها على طالب الدراسات العليا قالت (العبيدي) : هي عبارة عن أسئلة من واقع التخصص الذي يراد الالتحاق به، وأثناء المقابلة الشخصية قد يُطلب من طالب الدراسات العليا إجراء اختبار كتابي، وأحياناً قد يُطلب من طالب الدراسات العليا التحدث عن اهتماماته وميوله وانجازاته سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الأكاديمي، وأحياناً أخرى قد يُطلب أثناء المقابلة الشخصية الإجابة عن أسئلة ذات علاقة بالأمور التي يجب أن يقوم بها طالب الدراسات العليا بهدف تغيير الواقع واحداث ثورة في مجال التخصص ، بالإضافة إلى معرفة الكتب التي يقوم بقراءتها أو مواقع الإنترنت التي يراودها دورياً، لذا لا ينبغي أن يتفاجأ طالب الدراسات حيال هذا النوع من الأسئلة، وإنه من الطبيعي أن يشعر ببعض الارتباك أثناء إجراء المقابلة الشخصية في الماجستيـر والدكتوراه، وبخاصة أثناء التحدث وجهاً لوجه مع أعضاء هيئة التدريس ، ومع ذلك يجب أن يحافظ طالب الدراسات العليا على هدوءه ، فالمظهر العام عليه درجات وأن يحاول جاهداً ألاّ يرتبك، فالمقابلة الشخصية تعتبر فرصة كبيرة لطالب الدراسات العليا أن يثبت جدارته وقوة شخصيته وسرعة بديهيته، وتعتبر المقابلة الشخصية فرصة سارة للتعرف على مباني الأكاديمية وما تحويه والاطلاع على الأدلة الشارحة للوائح والقوانين وتاريخ الاكاديمية ، كما أنها تعتبر فرصة لا تعوض لإبراز شغف طالب الدراسات العليا في التخصص الذي يرغب باللاحاق به، ولو كان طالب الدراسات العليا مرشحاً جيداً، فستقوم الأكاديمية بالتمسك به بنفس قدر شغفه الذي يدفعه للالتحاق بالدراسة .
ورداً على الاتهامات عن الأكاديمية بأنها تصعب الاجراءات وخاصة في امتحانات المقابلة ، أوضحت (العبيدي) أن الطالب يكون عادة خريج حديث أو سبق له التخرج من عدة سنوات وقد تكون سنوات كثيرة ومنهم دخل معترك العمل، وبالتالي سيكون شغوفاً للدراسة ،!واستكمال دراسته ،حتى يتحصل على الماستر والدكتوراة، مع هذا يفترض به أن يكون مستعداً نفسياً وعلمياً ، والناتج عن رغبة أكيدة في استكمال الدراسة، وهي أمور وإجراءات ربما معمول بها في معظم دول العالم، ونحن في الأكاديمية نخضع لنظم ولوائح وقوانين قد يراها البعض صارمة ولكنها هي عادية لضمان مخرجات التعلم والتعليم على المستوى العام والخاص .
نحن تختص في الدراسات العليا، والمانحة للإجازات الماستر والدكتوراه بتخصصات مختلفة، ومن الطبيعي أن تكون كل الاجراءات في مستوى يليق بدولتنا الحبيبة .
وأشارت (العبيدي) أنه تم اختتام إجراءات المقابلة والمفاضلة لطلاب الدراسات العليا لمدرسة اللغات بالأكاديمية الليبية واستئناف الدراسة بقسم اللغة الايطالية لأول مرة منذ أحد عشرة عاماً مـᘓɹ̇ جديد حيث تقدم عدد (13) طالباً لامتحان المفاضلة وتم قبول عدد (11) طالباً بعد نجاحهما بفضل الله ..والبدء بهم في الفصل الدراسي خريف 2021 م بقسم اللغة الايطالية، ضمن أقسام ومدارس الأكاديمية للدراسات العليا، علماً بأننا ساعين لفتح المزيد مـᘓɹ̇ أقسام اللغات حسب ما سيتوفر لنا مـᘓɹ̇ أعضاء هيئة التدريس في التخصصات المرغوبة.
وعبرت (د. هدى العبيدي) في اختتام حديثها عن سعادتها عن طموح الأبناء والبنات ،وخاصة الخريجات حديثاً لاستكمال دراساتهم العليا ،وإن هذا دليل على الوعي، والنضج لهذا الجيل الذي يرغب في الارتقاء بمستواه الاكاديمي ممن ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع في المستقبل .
هذا وقد تأسست الأكاديمية الليبية سنة (1988م) وبدأت تمارس نشاطها في مجال الدراسات العليا في فصل الخريف من العام (1989م) بثلاثة أقسام علمية فقط، هي: (المحاسبة، الإدارة والتنظيم، الاقتصاد)، وفي العام (1995م) صدر القرار رقم (996) بإنشاء مُسمى ( أكاديمية الدراسات العليا )، وتضمن القرار تحديد للدرجات العلمية التي تمنحها الأكاديمية لخريجيها، وهي: دبلوم الدراسات العليا، الإجازة العالية (الماجستير )، والإجازة الدقيقة (الدكتوراه)، كما نص القرار أيضا على أن تقوم الأكاديمية بتدريس كافة التخصصات وحسب الامكانات المتوفرة. وقد توسعت الأكاديمية خلال السنوات السابقة حـتـى وصلت إلى (7) مدارس علمية وهي : مدرسة العلوم الإدارية والمالية ، ومدرسة العلوم الإنسانية، ومدرسة العلوم الهندسية والتطبيقية، ومدرسة اللغات، ومدرسة الأعلام والفنون، ومدرسة الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومدرسة العلوم الأساسية، وبصدور قرار مجلس الوزراء رقم (167) لسنة (2012م) تم تـغـيـيـر مسمى (أكاديمية الدراسات العليا) إلى مسمى (الأكاديمية الليبية)، وتأكيد تبعيتها إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتتبع الأكاديمية الليبية عدة مراكز وهي : معهد تنمية الموارد البشرية. (مركز تدريبي)، ومركز اللغات (مركز تدريبي)، ومركز تقنية المعلومات والدعم الفني، ومركز الإنتاج الإعلامي والفني، ومركز الأكاديمية الليبية للاستشارات والبحوث الهندسية، والدار الأكاديمية للطباعة والنشر، والمكتبة العلمية.
وتسعى الأكاديمية إلى المساهمة في تحقيق أهداف ومتطلبات التنمية عبر تخريج مهارات أكفاء ومعدين إعدادا علميا مناسبا في التخصصات المختلفة، بالإضافة إلى تنمية القدرات العلمية من خلال الربط بين التدريس والبحث العلمي وغيرهما بما يفي باحتياجات أسواق العمل المحلية، وإلى إعداد كفاءات مؤهلة وقادرة على تلبية حاجة المجتمع والى تطوير البحث العلمي لاسيما المرتبط بالقضايا المحلية ذات الصلة بالتنمية المستدامة، كما تسعى إلى المساهمة في إثراء المعرفة الإنسانية.