(فسانيا/مصطفى المغربي) …

اختتم الاتحاد الليبي لمكافحة سرطان الثدي الحملة الوطنية الحادية عشر للتوعية ضد مرض سرطان الثدي التي أقيمت تحت عنوان (حملة وطن) في 53 مدينة من مختلف مناطق البلاد في الشرق والوسط والغرب والجنوب، وذلك بحفل أقيم بالمناسبة بفندق كورنتيا بطرابلس، بحضور وزير الدولة لشؤون المرأة (حورية الطرمال )، ورئيس المجلس الوطني للحريات العامة و حقوق الإنسان (عمر الحجازي)، ونائب رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي(فرج الفزاني)، ومدير مركز الدراسات الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية(هيثم الصويعي)،ومدير مكتب شئوون المرأة بوزارة الداخلية، وعضو المجلس البلدي طرابلس المركز(سارة النعمي)، وعضو المجلس البلدي سوق الجمعة(مفيدة صولة)، وعضو المجلس البلدي أبوسليم الصديق العباسي، وممثلي فرق الوردية من أغلب المدن الليبية المشاركة وهي:  فرق طرابلس الكبرى، وزليتن، والزاوية المركز، والزاوية الغرب، والبيضاء، ومصراتة، وقماطة العربان، وغريان، ودرج، ونالوت، وغدامس، وغات، وأم الأرانب، والشرقية، ويفرن، والتميمي، ودرنة، والجفرة، والمرج، والجفارة، وبنغازي، والجميل، وصبراته، وصرمان، والزنتان، وسبها، ورقدالين، وبني وليد، وزلطن، ومسلاتة، وغدامس، وقصر خيار والحوامد، كما حضر عدد من النخب الفنية والثقافية والاعلامية والأطباء وطلبة كليات الطب، ورؤساء وأعضاء منظمات المجتمع المدني، والناشطين والمهتمين .

وافتتحت الحفل رئيس الاتحاد الليبي لمكافحة سرطان الثدي (أسماء الجويلي) بكلمة عبرت فيها عن سعادتها باختتام الحملة الحادية عشر بنجاح ، رغم أنها تعمل على مكافحة مرض يفطر الفؤاد ويدمي القلوب وما توفيقنا إلا من رب العالمين، وتوجهت (الجويلي) بالشكر والتقدير لكل الفرق المشاركة في الحملة الوطنية الحادية عشر للتوعية بسرطان الثدي، التي بذلت مجهودات منقطعة النظير شرقا وغربا وجنوبا ليجسدوا ملحمة (حملة الوطن)، دون ان ينتظروا جزاءاً أو شكوراً ، مرحبة بمن قطع المسافات الطويلة ليكون بيننا في هذا الحفل .

وأشارت (الجويلي) لدعم منظمة الصفوة الخيرية وشريكها صندوق الأمم المتحدة بتوفيرها للمطبوعات، واللوحات الاعلانية على الطرق العامة، والتي كانت سببا قويا من أسباب نجاح حملتنا الوردية لهذا الموسم ، متقدمة بتحية شكر خاصة لوزير الدولة لشؤون المرأة الدكتورة حورية الطورمال الرعاية لهذا الحفل .

وأوضحت (الجويلي) خلال كلمتها أن الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان مؤسسة خيرية من مؤسسات المجتمع المدني تعمل على نشر لوعي الصحي منذ عشر سنوات، ليعلن لكم اليوم أنه يسعى مع أهل الاختصاص لتبني حملتنا التوعوية ورعايتها سنويا، وعلى تنفيذ كل التوصيات وخاصة توفير الأورام لمستحقيها .

وأشادت وزير الدولة لشؤون المرأة (حورية الطرمال) في كلمتها خلال الحفل بجهود الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان في الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر سرطان الثدي ومكافحته وبكل المشاركين في الحملة من مختلف المناطق ،والذي بين التكاتف الذي يتسم به مجتمعنا وتضافر جهود المؤسسات الصحية والجمعيات التخصصية والجهات ذات العلاقة وحملات التصدي لهذا التحدي هو ما يمكن من تجاوز مخاطر سرطان الثدي ويحد من انتشار المرض.

واستعرضت (الطرمال) بعضاً من الإحصاءات والمؤشرات الصادرة حديثاً عن منظمة الصحة العالمية والتي تشير إن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، منوهة (طرمال) أن الأرقام والإحصاءات ليست دعوة من منظمة الصحة العالمية للتشاؤم وإنما دعوة للحيطة والحذر، مشيرة بتأكيدات المنظمة على أهمية الفحص الدوري لسرطان الثدي وتأكيدها أيضا أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو الذي أسهم في انخفاض معدلات الوفيات به ما بين عامي 1980 و2020، بنسبة 40% على مستوى العالم.

من جانبها أوضحت مشرف عام الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي (نجاة اعمار) : أنه تم خلال الحملة طباعة 80000 مطبوعة توعوية عن سرطان الثدي أعدها مشكورا عضو الجنة العلمية (ا.د نورالدين عريبي)، كما تم تنفيذ  أكثر من 700 محاضرة علمية موحدة معدة من قبل عضو اللجنة العلمية (ا.د سعاد الورشفاني) وتقدمت (اعمار) بخالص الامتنان والعرفان لكل من ساهم في انجاح الحملة وتعاون مع الفرق المشاركة في مختلف مناطق ربوع ليبيا، مؤكدة(اعمار) أن الحملة لاقت استجابة واسعة من المستهدفين وشهدت تفاعلاً ملحوظاً على مستوى أنشطتها المتنوعة.

ثم أعلنت (اعمار) عن تكريم خاص لشخصية اعتبرتها قائد وقدوة تجسدت فيه اسمى صور الاخلاص في العمل التوعوي بأبهى حلله، وكان له الدور البارز وساهم مع الاتحاد بتقديم نجاحاً أبهر الجميع  وكان مصدر الهام للاتحاد طيلة الاحدى عشر عام ، وهو رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض السابق (ا.د بدر الدين بشير النجار)، والذي دعته(اعمار) للمنصة وسط تصفيق حار من الحضور ليتم تكريمه من قبل الرئيس السابق للاتحاد الليبي لمكافحة الامراض (د. محمد ديكو) .

ثم ألقى رئيس المجلس الوطني للحريات العامة و حقوق الإنسان (عمر الحجازي)كلمةأكد فيها، على الدور الهام الذي يقوم به الاتحاد الليبي لمكافحة مرض السرطان في كل برامجه المتعلقة بمكافحة مرض السرطان طوال العام، مبرزاً أهمية دور مؤسسات ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في التوعية والتثقيف الصحي، مما يساهم في رفع مستوى الوعي لدى عامة الناس ويخفف العبء، مشيداً بدور الاتحاد كمؤسسة مجتمع مدني، الذي نرى ثمرة جهده في مكافحة والحد من انتشار أحد أنواع هذا المرض الفتاك، متقدماً(الحجازي) بالشكر والتقدير لكل من ساهم في انجاح هذه الحملة .

هذا وتخلل الحفل العديد من الفقرات والعروض الفنية المتنوعة التي محورها، مكافحة سرطان الثدي وتحديه والانتصار عليه، منه عرض فني غنائي  استعراضي لفريق شهرزاد بعنوان (رغم الالم فينا الامل)، ومشاركة شعرية لمتحدية المرض للشاعرة نجية الهاشمي ، اضافة لعروض مرئية عن ما تم انجازه طيلة شهر مضى عن الحملة في مختلف المناطق، وعرض مرئي للملتقى الخاص بالمنتصرات مع مكافحة سرطان الثدي.

على إثر ذلك  قدم (د. عبد الحفيظ طريش) لمحة مختصرة عن نتائج واستبيانات الحملة ، في عرض تقديمي بين بالرسم البياني ما تم انجازه، والتوصل اليه من احصائيات من مختلف المدن والمناطق .

ثم تلت (د.نور الهدى قشاش) توصيات الحملة التي أكدت في مجملها، على ضرورة وضع خطة توعوية للبرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي قصيرة وطويلة الأمد وما تتضمنه من إعداد وطباعة جميع المطبوعات الخاصة بالبرنامج، وإعداد وبث رسائل توعوية عن البرنامج وبكافة الوسائل الاعلامية وشركات الاتصالات، وكذلك تنفيذ برامج تدريبية وبشكل دوري لجميع طاقم الرعاية الصحية حول أعراض وعلامات الإصابة بسرطان الثدي، والتشجيع على ممارسة النشاط البدني بين مختلف فئات المجتمع، وفي تعزيز التغذية الصحية في المجتمع، إضافة العمل على سن قوانين حماية البيئة (الماء والغذاء والهواء) والصحة العامة والمهنية، والقيام بحملات توعية بخطر استخدام حبوب منع الحمل والهرمانات البدنية لمدة طويلة وعدم استخدامها إلا باستشارة الطبيب، لما له من دور مباشر في مكافحة هذا المرض الفتاك، وبضرورة تشجيع الرضاعة الطبيعية، والحمل المبكر قبل سن الثلاثين.

كما أوصى المشاركون في اختتام الحملة بضرورة التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بتنفيذ البرنامج من لهم علاقة بمكافحة السرطان بما يضمن تحقيق التكامل بين نشاطاتها، وتطبيق الأنظمة واللوائح والتعليمات المعتمدة في البرنامج المتمثلة في وزارة الصحة بإدارتها المختلفة الجمعيات والمؤسسات الغير حكومية الجامعات أقسام الأورام بالمستشفيات العامة والتعليمية والخاصة، وتفعيل دور مراكز الرعاية الأولية في التوعية والكشف المبكر ورعاية المصابين وتفعيل أجهزة تصوير الماموجرام لتوفير الخدمة المجانية، ومناشدة الجهات المختصة بتطبيق برنامج وطني متكامل للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالماجورام للفئة العمرية من سن 40-69 ، وما يشمله من تفعيل برنامج القراءة المزدوجة لصور الأشعة عن طريق ربط المراكز المزودة بالخدمة بشبكة الاتصالات الدولية بواسطة الأرشفة الطبية، وتعزيز برامج الاحالة لجميع النساء اللواتي لديهن نتيجة ماموغرام غير طبيعي الي مراكز العلاجية المتخصصة عن طريق تنظيم العلاقات بين مستويات الرعاية الثلاثة المتمثلة في مركز الرعاية الصحية الأولية والمجمعات الذهبية ومن ثم مراكز العلاج ، والعمل على تدريب مقدمي الخدمة الصحية على التقنيات الحديثة المستخدمة في التشخيص والكشف المبكر عن سرطان الثدي، وما يتطلبه من توفير احتياجات البرنامج من مشعلات رقمية شاملة للبرامج وأجهزة الأرشفة الالكترونية لحفظ المعلومات وتحليل النتائج للمساعدة في اعداد الاحصاءات المطلوبة ومن ثم الحصول على معلومات ونتائج موحدة، ودعم إجراءات الدراسات والبحوث ذات العلاقة والتي تقدم تطوير القسم التابع للاتحاد مؤخرا لعرض نتائجها على المستويين المحلي والدولي، وتعزيز الشراكة المجتمعية لمكافحة سرطان الثدي بمشاركة المؤسسات الحكومية والخدمات الخاصة في تحمل المسؤولية الوطنية حول مكافحة السرطان .

وعلى إثر ذلك تم تكريم كل فرق الحملة بمختلف المناطق  بدرع باسم الفريق وميدالية لمشرف الفريق وشهادات تقدير لكل الأعضاء المشاركين والمتعاونين، إضافة لتكريم خاص من الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان لوزير الدولة لشئون المرأة، ولرئيس مجلس الحريات وحقوق الانسان بمجلس النواب، ونائب رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي، ومدير مركز الدراسات الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية، ومكتب تمكين المرأة بوزارة الداخلية.

وكانت الحملة الوطنية الحادية عشر للتوعية بمرض سرطان الثدي (حملة وطن) التي أشرف عليها الاتحاد الليبي لمكافحة مرض سرطان قد انطلقت في الخامس من اكتوبر الماضي بمناسبة اليوم العالمي لتوعية ضد مرض سرطان الثدي 2021  وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة لإحيائه كل عام بمختلف أنحاء العالم ، واستمرت الحملة حتى بداية نوفمبر من خلال فرق عمل شكلها الاتحاد الليبي لمكافحة مرض السرطان بمختلف المناطق بليبيا .

والشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي أو الزهري لأكتوبر (بالإنجليزية: Pink for October)‏ هي مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي كشعار لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي، كما يتم عمل حملة خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.