اختلاف لايعزز المصالحة

اختلاف لايعزز المصالحة

عبد الحق القريد

ما تشهده الساحة الليبية من اختلاف وصل في أكثر من مرة إلى الاقتتال ليس نتيجة من نتائج ثورة السابع عشر من فبراير، وليس إرثا تراكميا كما يحلو للبعض أن يصوره كما أنه لايمت إلى البيئة الليبية المسالمة بالفطرة بصلة ،ولا هو نتاج مؤامرة خارجية تستهدف وحدة الشعب الليبى ، وتقسيمه إلى مجموعة دول يقول البعض إلى ثلاثة دول ، ويقول آخرون أشد تشاؤما خمسة دول. ما تمر به ليبيا، وشعبها هو حالة هستيرية تصيب أغلب شعوب العالم التي يمارس عليها ضغط معيشي، وتوجيه حياتي في قوتها، وتعليمها ، وحتى ديانتها. إن هذه الشعوب، وكل الشعوب حتى التي تدعي الحضارة، والمدنية، وتدعي أنها تمارس الديمقراطية ممارسة فعلية ،وأنها تتمتع بحرية مفرطة تمكن من صنع الإنسان لنفسه ليكون فردا مفيدا في محيطه . كل هذا ترهات، وضرب من الخيال لأجل تحسين صورة إنسان تحكمه القوانين ، ويسكنه خوف العقوبة، وتتقاذفه تيارات فكرية تخلق منه فردا لاهثا وراء معيشة تضمن له البقاء لوحده ،فلا علاقة له بوالدين ،ولا بنين، ولاصاحبة ،ولا أخ فارا في دنياه كفراره في آخرته، من أخيه ،وأمه، وأبيه ،وصاحبته، وبنيه. هذا الإنسان المتحضر له شأن يغنيه في هذه الفانية قبل الأخرى، ومن هذه السقيفة القصيرة لسبر غور الخليقة في عالمنا، وكيف تعيش يمكننا الولوج إلى واقع الشعب الليبي، الذي طفا على السطح بعد عام 211 م، وأصبح مثار اهتمام العالم منذ وضعه تحت الفصل السابع. بنص جريمة لم يرتكبها، وإن كان ليس نشازا في عالم كله جرائم من كمبوديا إلى دير ياسين ،ومن غواتيمالا إلى إدلب، ومنذ عام 214م إلى عام 2022 م دون الرجوع إلى نشأة الصراعات، والحروب منذ القدم، وعلى مر العصور. إذن القضية ليست خللا في الشعب الليبي كواحد من شعوب العالم ،ولكن المشكلة في عدم استيعاب هذا الشعب لدروس التاريخ، واستنباط الأحكام المؤدية للخروج من أزمة ليست جديدة، ولا غريبة ،ولايختص بها بمفرده ،أو لم يكتوِ بنارها غيره من الشعوب. إنها أمر معروف ومشاهد ،ومعاش، ولكن القضية تكمن في جزء يسير من أفراده ، تخطفتهم الأنواء، وبعثرتهم الأهواء ، وتملكهم جنون الإبداع في الإفلات من قبضة النظام المفضي إلى الوئام ،وليس نظام الحكم ،وطريقة بناء الدولة، والتعايش بسلام ، والتداول السلمي على السلطة. إن ما يعتري أفرادا من شعبنا الطيب المسالم المحب المتسامح المتصاهر المتقارب هو البلاء بعينه، والوباء الماحق الساحق لكل مباهج الحياة، وطيبة الناس، وفطرة الليبيين البسطاء الطيبين. إن باقة أو حزمة المجموعات المتصارعة بزعامة أفراد يتنازعون فكرا، ومهارة، وقدرة، وتعليما، وخلقا ،ودينا تجمعوا ليفترقوا ، ويفرقوا، وثاروا ليثأروا من أهلهم ،وأنفسهم، ومحيطهم جاؤوا من بعيد ،وظهروا من قريب وخرجوا من لهيب ، وجب وماجن. التقوا من كل ربوع ليبيا يحلمون ببناء دولة فأصبح يرى كل شخص فيهم أنه الأولى، والأقدر، والأحق، وأنه دفع ثمنا لابد يقبض عنه تعويضا، فلم تكفه مرتبات سجين ثمانية آلاف دينار عن كل شهر بالسجن، ووجدوا المناخ المناسب، والتربة الخصبة لنمو الأطماع ، والامتيازات ،وزاد أن ماء هذه التربة يأتي في قنينات معلبة من الخارج وهي أحلى مذاقا من عيون، وآبار، ونهر ، وصهاريج ليبيا القارة الدولة التي بها مساحات واسعة قابلة للزراعة أرضا ، ورؤوسا لم توفق لاستثمار الأرض وفق مصالح قاطنيها. إن مياه مستوردة تكفي لأن تسقي كثيرا من الأفواه العطشى لكل مبهر أشقر علج يزداد بهاء وضياء عندما تكلم لأنهم عرفوه هناك وعرفوا منه ، وعنه ما يجهله أهل القرى والمدن والأرياف الذين لم تتح لهم فرصة الخروج لطلب العلم ،أو طلب الزاد، أو التمتع بالحرية ،أو الهروب من الظلم، ولم يستثنى مظفر النواب منهم أحدا هذا التفاوت في الفكر ، والتعبير وفي القول ، والعمل عند هؤلاء الأفراد من أبناء شعبنا الطيب المسكين هو ماجعل ليبيا تحرق منشآتها، وتدمر مزارعها، وتغتصب أراضيها، ويحرق الجار بيت جاره ،ويمتشق السلاح جل أفراده بحجة، وبدونها. وغدا حتى من يدعي التمدن، والتحضر يستخدم ذات السلاح بحجة الدفاع عن الشعب، والتعجيل بقيام دولة القانون، والمؤسسات ، التي بات الحديث عنها ضربا من الخيال، ونوعا من الترف، والأحلام الزائفة التي في حقيقتها كوابيس مزعجة. فالنار تلتهم كل جميل، والحرب تقتل كل كريم، والجشع يفني كل مفيد . لقد بات الشعب الليبي بفضل قلة قليلة من أبنائه يعيش مأساة سيصنفها التاريخ أبشع مأساة شهدها العالم في دولة كل ما تملكه على ظهر أرضها، وباطنها هو ذهب، وفضة، وحرير ،وألماس يكفي جميع مواطنيها ، ويفيض على كل جيرانها إنها الأرض التي بها من الثروات، والخيرات مالم يعرفه العالم في غيرها. النفط ،والغاز، والذهب ،والرمل، والرخام، والنخيل والزيتون، والشمس، والرياح، والموقع الجغرافي الهام، والشاطىء الطويل جدا، والصحراء الرحبة جدا، والآثار الجميلة المهمة المتميزة جدا. كل هذا؛ والمشكل الليبي يزداد صعوبة، والحل يبتعد آلاف الأميال هذا لاعلاقة للشعب الليبي به كل الأمر ،ونهاية القصة، ولب الموضوع، ونهايته . مجموعة توزعت على الأراضي الليبية شرقا ،وغربا ،وجنوبا تتكاثر عنقوديا، وتخطط جهنميا وتأكل دبيونيا، وتنتشر أفقيا ورأسيا تمتلك كل خطط البقاء، ومعاندة الضد، وتتصارع وفق مصالحها، وامتيازاتها التي لا تمت للشعب الليبي بصلة ، ولاتنفعه حاضرا ، ومستقبلا. إن هؤلاء الناس هم ضحايا تفكيرهم. وتدبيرهم لينعكس هذا التفكير، والتدبير على معاش، ومعاد الشعب الليبى المسكين. سيقول البعض لماذا لايخرج الشعب على هذه القلة ويبعدها ،ويعيد الأمور إليه. وفق إرادته، أقول هذا مستحيل لقد جرب هذا الشعب الخروج ، وتأييد الخروج نيابة عنه، وكانت النتيجة في الحالتين سيئة، ومدمرة بالنسبة له ،و للإيضاح أكثر جرب الشعب الليبي قبل خمسين سنة تأييد خروج الجيش على النظام الملكي فكانت النتيجة كما عاشها الأكثر بغض النظر عن جوانب إيجابية قد لاتروق للبعض، وكثيرا من السلبيات قد لاتعجب البعض، وخرج بنفسه قبل عشر سنوات فكانت النتيجة كما ترون، سنوات فكانت النتيجة كما ترون، ولا يلدغ المرء من جحر مرتين فلا تتوقعوا خروج هذا الشعب لإصلاح ما أفسده خروجه السابق. الحل سيكون بدعوة المجموعات الليبية الموجودة بالمشهد، والتي تملك القرار ،وأدواته. على هذه المجموعات أن تعيد دراسة ماتعيشه وماتعانيه ومايعانيه جراء اختلافها هذا الشعب والدولة. على كل من في المشهد ابتداء من شاب ليبي طيب وخلوق يقف في بوابة إلى كل أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى والحكومتين ولجنة الدستور ولجنة الخمسة والسبعين ولجنة الخمسة زايد خمسة وكل المرشحين والمختارين والمتنادين للاجتماعات والتفاوضات على طول وعرض عواصم العالم مرورا بكل التشكيلات، و الأجهزة المسلحة والتي تعتبر جزءا أساسيا في كل صراع، وكل حل، والتي عليها أن تفيق بأن مساندتها ،وقتالها من أجل السياسيين وأصحاب المناصب إنما هو أمر فيه موتهم، واستمرار هؤلاء الأفراد السياسيين في ممارسة سياستهم التي لم تسفر إلا عن فقدنا لكثير من شباب ليبيا و فقر أهلهم ،وأنهم في آخر المطاف سيختصرون كل تضحياتكم موتا، وإعاقة في كلمتين يتوسطهما حرف جر ( حتحات على مافات ) ليتقاسموا هم الغنيمة، وتستقر ليبيا ، وتوجه للمقاتلين الأحياء تهم جرائم القتل هذا الوضع السيء جدا للشعب الليبي لاخروج منه إلا بالبقاء في البيت ليبقى في إدارات الدولة، وبواباتها، ومعسكراتها الذين يتقاتلون من أجل مصالحهم أفضل خروجا للشعب الليبي هو ترك مجلس النواب، ومجلس الدولة،والحكومتين ،ولجأ الدستور ،ولجنة الخمس وسبعين، ولجنة الخمسة زايد خمسة بمفردهم فى المباني الحكومية، ويلزم كل أفراد الحراسة ، والحماية من الشباب الليبى٧ العفيف النظيف بيوتهم شهرا واحدا وسترون كيف سيتفاهم الجميع ، ويعلنون عن انتخابات سريعة، ويقومون بتشكيل حكومة لها عمل واحد فى ثلاثة أشهر الإشراف على انتخابات برلمانية، ورئاسية شرط أن يعود الإعلام عن الترشح لمجلس النواب من جديد، ويقفل الباب أمام كل مشكوك في سيرته ، وطمعه، وولائه هذا المقال الحالم هو حلقة نقاش للشباب الليبي بمختلف مسوياته العمرية ،والعلمية، وتنوع تخصصاته المدنية، والعسكرية لنصنع ربما غدا أفضل وفق رؤية جديدة عن سلوك الشعب الليبي32 وقيمه ودينه.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :