سليمة بن نزهه
تماما كالكثير من أحلامنا وكجزء غالي من شبابنا ذهب يوم 24 ديسمبر 2021 وهو اليوم المحدد من قبل المفوضية العليا للانتخابات الليبية لاجراء ” العرس الانتخابي كما يسميه الليبين ” ادراج الرياح ولا أمل من عودته لأننا فرطنا فيه بمنتهى السهولة !
24 ديسمبر هو ذاته التاريخ الذي كانت ليبيا تحلم فيه ، بأن تعيد استقلالها المجيد مجددا ، بانتخابات حرة نزيهة ، لكن الاحلام تحتاج دائما لإرادة صادقة كإرادة الرجال الذي انتزعوا الاستقلال وكان ورائهم ومعاهم نساء ماجدات حقيقيات حتى وأن لم يظهرن في الصور .
قبل أيام من الموعد المرتقب للانتخابات وبعد استكمال وقبول إجراءات المرشحين وسحب بطاقات الناخبين في عملية شابها ما شابها من ملاحظات وانتقادات ، والحلم قاب قوسين او ادنى من الحقيقة خرجت علينا المفوضية العليا للانتخابات في بيان ضمنته مبرراتها غير المنطقية في تأجيل الوصول لاستقرار ليبيا ووحدتها واستقلاليتها مجددا .
الليبيين وبما يمتلكوه من ذكاء خارق ومن قراءة جيدة للأحداث والمشاهد السياسية وبما تجرعوه من مرارة وقسوة الحرب الاهلية الدولية خلال 10 سنوات متواصلة ادركوا من البداية أن الجاثمين على صدورهم والمستوليين على خيراتهم ، والارتزاقيين ومن يمد لهم يد العون لقتل بعضهم البعض لن يسمحوا باستقرار ليبيا ذات الكعكة الدسمة .
لكنهم بالمقابل أي ” الليبين الناخبين ” من عامة الشعب الذي يتجرع يوميا كؤوس البؤس والويلات لم يحركوا ساكناً ، لم يعلنوا حتى عن تذمرهم انما ابتعلوا كالعادة طعم جديد ، سيبقيهم تحت رحمة ساسة لا يرحمون ولا رادع حقيقي لهم ، ولا يفكرون في غير مصالحهم الشخصية .
24 يناير هو الموعد الذي اتختارله المفوضية لإجراءات الانتخابات بعد التأجيل فهل ستدعم إرادة الشعب المفقودة المفوضية في تحقيق ذلك ؟